الإعلام المرآة الناصعة لكل العقول والقلوب، الإعلام الذي إن استُخدم بالطريقة الصحيحة تفوّق على آلة الحروب في المعارك، الإعلام الذي ينير الدروب ويصقل الأقلام ويثير الحناجر، الإعلام إن تفوق تفوقت الأمم.
كم دولة طالتها الحرب واحتلها الجيش وباتت شعوبها مشرّدة في بقاع العالم لأنه لا حول لهم ولا قوة، ولكن استخدموا إعلامهم الذي هيّج بقية الأمم على الجيش المعتدي فانتصر الإعلام على الجيش المدجج بالسلاح. كلمة إعلامي، من يستحق هذه الكلمة إلا من يعمل بمضمونها صحفياً كان أم كاتباً أم مذيعاً أم مراسلاً إعلامياً؟ وقد تخرج من هذه الكلمة أمة إعلامية أثرت في عالم الصحافة وإعلاء الكلمة ونبرة الصوت، حتى اعتلت المنابر الإعلامية عقولٌ أنارت الدروب وأفصحت عن المعاني، أصبح بعضهم رؤساء تحرير صحف عالمية لها مكانتها وقراؤها، وبعضهم وصل إلى مرتبة وزراء للإعلام. ولكن اليوم أضحى الإعلام مهنة يمتهنها كل من صال وجال، واسمحوا لي بهذه الطرفة. كنت في إحدى المناسبات متحدثاً رسمياً، وبعد انتهاء الحفل وإذا بشخص يقدِّم لي نفسه بأنه رئيس تحرير صحيفة إلكترونية، وقام بإعطائي «كرتاً» مكتوباً عليه الاسم فلان، الصفة رئيس التحرير. اسم الصحيفة «عدد 3 جوالات». ثم سألته أين موقع صحيفتك؟ فقال حالياً أديرها من المنزل إلى أن نثبت وجودنا. ثم سألته كم صحفياً يعملون معك؟ فقال حالياً أنا لوحدي إلى أن نستقر. فقلت له إذن لماذا؟ جوال رئيس التحرير وجوال التحرير، ونسيت لمن الجوال الثالث، فابتسم وانصرف. في اليوم التالي كنت أزور صديقاً لي وهو مدير عام إحدى الجهات الحكومية، وبينما نحن نتجاذب أطراف الحديث وإذا بشخص يطرق الباب ويدخل مكتب المدير العام وبيده عدد من المظاريف الرسمية قادماً من البريد، فنظرت إلى الشخص وإذا هو رئيس التحرير، وعندما انصرف سألت صديقي هل هذا موظف لديكم؟ قال لي نعم هو سائق يُحضر البريد يومياً. قلت له يعني وظيفته سائق؟! قال لي نعم. قلت قَدَّم لي نفسه مساء أمس بأنه رئيس تحرير، فضحك صديقي ظاناً أني أمزح، انتهى المشهد. أما المشهد الثاني، فقد حضرت حفل تكريم إعلاميين ولكنهم لا ينتسبون للإعلام بينما لديهم بطاقات من مؤسسات صحفية تثبت أنهم كتاب وصحفيون. إذن أصبح الإعلام ورقة ليس لها فكاهة ولا مزية على قول الفنان السوري أبوعنتر، حتى أصبحتُ -وأنا إعلامي تبوّأت مراكز إعلامية كبيرة ومازلت أمارس عملي الإعلامي، ككاتب ومحلل سياسي منذ 40 عاماً- أخجل أن أقول أنا إعلامي، وسلامتكم.
كم دولة طالتها الحرب واحتلها الجيش وباتت شعوبها مشرّدة في بقاع العالم لأنه لا حول لهم ولا قوة، ولكن استخدموا إعلامهم الذي هيّج بقية الأمم على الجيش المعتدي فانتصر الإعلام على الجيش المدجج بالسلاح. كلمة إعلامي، من يستحق هذه الكلمة إلا من يعمل بمضمونها صحفياً كان أم كاتباً أم مذيعاً أم مراسلاً إعلامياً؟ وقد تخرج من هذه الكلمة أمة إعلامية أثرت في عالم الصحافة وإعلاء الكلمة ونبرة الصوت، حتى اعتلت المنابر الإعلامية عقولٌ أنارت الدروب وأفصحت عن المعاني، أصبح بعضهم رؤساء تحرير صحف عالمية لها مكانتها وقراؤها، وبعضهم وصل إلى مرتبة وزراء للإعلام. ولكن اليوم أضحى الإعلام مهنة يمتهنها كل من صال وجال، واسمحوا لي بهذه الطرفة. كنت في إحدى المناسبات متحدثاً رسمياً، وبعد انتهاء الحفل وإذا بشخص يقدِّم لي نفسه بأنه رئيس تحرير صحيفة إلكترونية، وقام بإعطائي «كرتاً» مكتوباً عليه الاسم فلان، الصفة رئيس التحرير. اسم الصحيفة «عدد 3 جوالات». ثم سألته أين موقع صحيفتك؟ فقال حالياً أديرها من المنزل إلى أن نثبت وجودنا. ثم سألته كم صحفياً يعملون معك؟ فقال حالياً أنا لوحدي إلى أن نستقر. فقلت له إذن لماذا؟ جوال رئيس التحرير وجوال التحرير، ونسيت لمن الجوال الثالث، فابتسم وانصرف. في اليوم التالي كنت أزور صديقاً لي وهو مدير عام إحدى الجهات الحكومية، وبينما نحن نتجاذب أطراف الحديث وإذا بشخص يطرق الباب ويدخل مكتب المدير العام وبيده عدد من المظاريف الرسمية قادماً من البريد، فنظرت إلى الشخص وإذا هو رئيس التحرير، وعندما انصرف سألت صديقي هل هذا موظف لديكم؟ قال لي نعم هو سائق يُحضر البريد يومياً. قلت له يعني وظيفته سائق؟! قال لي نعم. قلت قَدَّم لي نفسه مساء أمس بأنه رئيس تحرير، فضحك صديقي ظاناً أني أمزح، انتهى المشهد. أما المشهد الثاني، فقد حضرت حفل تكريم إعلاميين ولكنهم لا ينتسبون للإعلام بينما لديهم بطاقات من مؤسسات صحفية تثبت أنهم كتاب وصحفيون. إذن أصبح الإعلام ورقة ليس لها فكاهة ولا مزية على قول الفنان السوري أبوعنتر، حتى أصبحتُ -وأنا إعلامي تبوّأت مراكز إعلامية كبيرة ومازلت أمارس عملي الإعلامي، ككاتب ومحلل سياسي منذ 40 عاماً- أخجل أن أقول أنا إعلامي، وسلامتكم.