قطاع المجوهرات والمعادن الثمينة هو أحد القطاعات المهمة في البحرين، والتي تسهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني، ولاشك بأن هذا القطاع في تطور مستمر في المملكة.
حقيقة، لا أتذكر زائرة خليجية إلا وكان ضمن جدولها زيارة لأحد محلات الذهب أو المجوهرات في المملكة، للشراء أو الاطلاع على الأقل على أحدث التصاميم و«الهبّات» الجديدة.
هذه الشهرة والسمعة الطيبة للمجوهرات البحرينية جاءت بعد سنوات امتلكت فيها البحرين تشريعات وقوانين واشتراطات رقابية تساهم في هذا الأمر.
كما يجب أن نسلّط الضوء على الجهاز الرقابي الذي حفظ هذه السمعة، المتمثل في إدارة الفحص والمقاييس بوزارة الصناعة والتجارة والذي عمل على مدى أكثر من 4 عقود لتعزيز جودة تصنيع المصوغات البحرينية وضمان دخول المصوغات المستوردة المستوفية للاشتراطات الفنية والمعيارية للسوق المحلية.
لا تدخل قطعة ذهب أو مجوهرات إلا برقابة كاملة، وفحص دقيق ومعياري كامل قبل عرضها في السوق، للحفاظ على السمعة والجودة.
وبعد العرض، تبدأ مهمة الحملات التفتيشية الدورية التي تقوم بها فرق الرقابة والتفتيش في الأسواق المحلية لضمان استيفاء المصوغات الثمينة للفحص والدمغ واشتراطات التصنيع والآلية اللازم اتبعها في عمليات بيع هذه المصوغات.
الأرقام التي اطلعت عليها لعمل الإدارة كانت كبيرة جداً، فخلال العام 2022 وحده، تم إنجاز أكثر من 44 ألف طلب خدمة، بوزن بإجمالي وزن للمصوغات الثمينة تجاوز 11 طناً، كما بلغ عدد القطع المصاغة والمدموغة 1.5 مليون، كما تم تقديم خدمات الفحص والدمغ الفورية خلال نفس اليوم لأكثر من 99 ألف قطعة مصوغة عالية القيمة مطعمة باللؤلؤ والألماس والأحجار الكريمة.
وجرى إنجاز أكثر من 46 ألف فحص كيميائي وفحص Xray إشعاعي غير إتلافي للمصوغات الثمينة.
وللتماشي مع ازدياد الطلبات، أجرى مركز فحص المعادن الثمينة بإدارة الفحص والمقاييس بالوزارة، تحديث وترقية خط دمغ مشغولات المعادن الثمينة وعلى مراحل مختلفة بإضافة عدد من أجهزة الدمغ الحديث بتقنية الليزر وفق آخر التقنيات.
كما جرى تقديم العديد من الخدمات الإلكترونية، والتوسع في خدمات دمغ المصوغات بتقنية الليزر، كما يواصل المركز عمليات الرقابة وتقديم خدمات الفحص والدمغ والاستشارات الفنية للمصنعين والمستوردين للمعادن الثمينة في السوق المحلي والمعارض المتخصصة.
كل ذلك، يقوم عليه كادر بحريني بنسبة 100% ساهموا بالحفاظ على سمعة المجوهرات البحرينية، متبعين في ذلك أعلى المعايير والمقاييس الدولية، ولابد من الإشارة هنا إلى أن المركز حالياً يعمل للحصول على الاعتمادية الخاصة بالمختبرات وفق الموافقة القياسية الآيزو 17025، وهو إنجاز آخر في مسيرة التقدم والتطوير.
الآن يطمح المركز إلى تعزيز التعاون مع جهاز الجمارك لضمان الرقابة الفورية على المصوغات والمعادن الثمينة المستوردة ولضمان استيفاء هذه المصوغات للاشتراطات الفنية قبل طرحها في الأسواق المحلية.
حقيقة، مجهودات كبيرة جداً، نأمل في أن تجعل البحرين المركز الرئيسي للذهب والمجوهرات في دول الخليج والمنطقة.