بالتأكيد كل واحد منا سيرد بـ“لا» ، وسيعتبر مجرد سؤاله عن هذا الشيء بأنها «إهانة» لا يسمح بها.
لكن العملية لا تتم بهذه البساطة، ولا يتضح عمقها الحقيقي بمجرد النفي. إذ تجنب العنصرية لا يكون بالقول فقط، لكن بالفعل الصادر عن إيمان صادق برفض تصنيف وتقسيم الناس بحسب ألوانهم، وحتى معتقداتهم ومذاهبهم.
أفكر بجدلية الموضوع على خلفية حادثة حصلت قبل يومين للاعب المنتخب البرازيلي وريال مدريد فينيسيوس جونير، وذلك خلال مواجهة فريقه مع فريق فالنسيا على ملعب الأخير «المستايا». إذ قامت مجموعة من جماهير فالنسيا بترديد هتافات عنصرية مهينة للاعب البرازيلي عطفاً على لون بشرته، بل وتمادت بوصفها له بـ“القرد».
ردة فعل فينيسيوس والذي يعتبر أبرز نجوم الريال البارزين كانت بانتقاد «إباحة العنصرية» في الملاعب الإسبانية وعدم اتخاذ إجراءات صارمة لحماية اللاعبين الذين يتعرضون لهذه المضايقات. وهي للتوضيح مضايقات تبين كيف أن بعض البشر وصلوا لأدنى مستويات الكراهية وامتهان كرامة الآخرين.
ليست الحادثة الأولى التي تحصل في عالم كرة القدم، بل عديد من الحالات المؤسفة. وهنا تجد الفارق بين صرامة القوانين لدى بعض الدول، إذ في إنجلترا ظل لاعبو جميع الفرق ينزلون على ركبة واحدة قبل المباريات لموسمين تضامناً مع مقتل الأمريكي فلويد والذي خنقه رجل شرطة أبيض اللون.
هي مسألة يطول الحديث عنها لكثرة حالاتها وتشعبات تفاصيلها، لكنها ليست مقصورة على كرة القدم، بل إيراد المثال لوجود حادثة قريبة جداً كما أشرنا أعلاه، ولتقريب الفكرة بشكل مبسط. لكن العنصرية ضد اللون والعرق وحتى الدين والمذاهب موجودة في كل مكان، والمخجل بأن أعداداً كبيرة من البشر يمارسونها حتى بدون إدراك.
لكن الشاهد في هذه الأحداث هو انعكاسها علينا كبشر، كلاً بحسب طريقته في الحياة، إذ توجيه السؤال للذات بشأن كثير من الأمور مهم، والإجابة بكل صدق وشفافية أكثر أهمية، إذ مصيبة حينما تخدع نفسك بنفسك وتتمثل بسلوك يخالف ما تمارسه.
هل أنت عنصري تجاه من تختلف بشرته عنك أو عرقه أو دينه أو مذهبه؟! بمعنى هل تتغير ملامحك عند رؤيته؟! هل تتجنب الاحتكاك به؟! ماذا لو تقدم لخطبة ابنتك؟! ماذا لو أراد مصادقتك؟!
كلها أسئلة إجاباتها تحدد من تكون، وما هي حقيقة قناعاتك، والأهم كيف هي «إنسانيتك».
ليست موضوعاً هامشياً مثلما قد يظن البعض، بل هي مسألة ترتبط بالنفس البشرية السوية، ولأننا في مجتمع مسلم مسالم متعايش، مثلنا الأعلى طبعاً رسولنا الكريم صلوات الله عليه، والذي اتخذ بلالاً الحبشي أسمر اللون رضي الله عنه مؤذناً له، ولم ينظر للونه أو كونه استعبد في قريش، بل كان بلال سابع من أعلنوا إسلامهم بشجاعة، تعرض للتعذيب الوحشي ولم يتراجع بل ظل يردد «أحد أحد»، وقال له رسولنا أنه رآه في حلمه وقد سبقه إلى الجنة، تخيلوا سبق الرسول في دخول الجنة. وهو «سيدنا» مثلما وصفه خير البشر.
حتى لو نفيناها بالكلام، لنبحث داخل قلوبنا وقناعاتنا، لربما نكون عنصريين بلا دراية، أو انتقائيين بلا إدراك.
لكن العملية لا تتم بهذه البساطة، ولا يتضح عمقها الحقيقي بمجرد النفي. إذ تجنب العنصرية لا يكون بالقول فقط، لكن بالفعل الصادر عن إيمان صادق برفض تصنيف وتقسيم الناس بحسب ألوانهم، وحتى معتقداتهم ومذاهبهم.
أفكر بجدلية الموضوع على خلفية حادثة حصلت قبل يومين للاعب المنتخب البرازيلي وريال مدريد فينيسيوس جونير، وذلك خلال مواجهة فريقه مع فريق فالنسيا على ملعب الأخير «المستايا». إذ قامت مجموعة من جماهير فالنسيا بترديد هتافات عنصرية مهينة للاعب البرازيلي عطفاً على لون بشرته، بل وتمادت بوصفها له بـ“القرد».
ردة فعل فينيسيوس والذي يعتبر أبرز نجوم الريال البارزين كانت بانتقاد «إباحة العنصرية» في الملاعب الإسبانية وعدم اتخاذ إجراءات صارمة لحماية اللاعبين الذين يتعرضون لهذه المضايقات. وهي للتوضيح مضايقات تبين كيف أن بعض البشر وصلوا لأدنى مستويات الكراهية وامتهان كرامة الآخرين.
ليست الحادثة الأولى التي تحصل في عالم كرة القدم، بل عديد من الحالات المؤسفة. وهنا تجد الفارق بين صرامة القوانين لدى بعض الدول، إذ في إنجلترا ظل لاعبو جميع الفرق ينزلون على ركبة واحدة قبل المباريات لموسمين تضامناً مع مقتل الأمريكي فلويد والذي خنقه رجل شرطة أبيض اللون.
هي مسألة يطول الحديث عنها لكثرة حالاتها وتشعبات تفاصيلها، لكنها ليست مقصورة على كرة القدم، بل إيراد المثال لوجود حادثة قريبة جداً كما أشرنا أعلاه، ولتقريب الفكرة بشكل مبسط. لكن العنصرية ضد اللون والعرق وحتى الدين والمذاهب موجودة في كل مكان، والمخجل بأن أعداداً كبيرة من البشر يمارسونها حتى بدون إدراك.
لكن الشاهد في هذه الأحداث هو انعكاسها علينا كبشر، كلاً بحسب طريقته في الحياة، إذ توجيه السؤال للذات بشأن كثير من الأمور مهم، والإجابة بكل صدق وشفافية أكثر أهمية، إذ مصيبة حينما تخدع نفسك بنفسك وتتمثل بسلوك يخالف ما تمارسه.
هل أنت عنصري تجاه من تختلف بشرته عنك أو عرقه أو دينه أو مذهبه؟! بمعنى هل تتغير ملامحك عند رؤيته؟! هل تتجنب الاحتكاك به؟! ماذا لو تقدم لخطبة ابنتك؟! ماذا لو أراد مصادقتك؟!
كلها أسئلة إجاباتها تحدد من تكون، وما هي حقيقة قناعاتك، والأهم كيف هي «إنسانيتك».
ليست موضوعاً هامشياً مثلما قد يظن البعض، بل هي مسألة ترتبط بالنفس البشرية السوية، ولأننا في مجتمع مسلم مسالم متعايش، مثلنا الأعلى طبعاً رسولنا الكريم صلوات الله عليه، والذي اتخذ بلالاً الحبشي أسمر اللون رضي الله عنه مؤذناً له، ولم ينظر للونه أو كونه استعبد في قريش، بل كان بلال سابع من أعلنوا إسلامهم بشجاعة، تعرض للتعذيب الوحشي ولم يتراجع بل ظل يردد «أحد أحد»، وقال له رسولنا أنه رآه في حلمه وقد سبقه إلى الجنة، تخيلوا سبق الرسول في دخول الجنة. وهو «سيدنا» مثلما وصفه خير البشر.
حتى لو نفيناها بالكلام، لنبحث داخل قلوبنا وقناعاتنا، لربما نكون عنصريين بلا دراية، أو انتقائيين بلا إدراك.