من البديهيات المتعارف عليها في عالم اليوم، هو عدم قدرة أية دولة منفردة في تحقيق نجاحاتها واستقرارها الأمني والسياسي والاقتصادي دون وجود تحالفات أو تكتلات ثنائية أو جماعية عبر منظومات دولية أو إقليمية، وبناء قاعدة العمل على المشتركات فيما بينها، وهو ما كان واضحاً في منظومة المجموعة الأوروبية وغيرها من التكتلات العالمية.
في ظل اندفاع العالم نحو مزيد من التعاون والتكاتف بين دوله؛ كان لابد لنا في البحرين من تعزيز هذا الجانب، خصوصاً مع دول الإقليم الشقيقة، والتي نتشابه معها تاريخياً وفكرياً واجتماعياً وسياسياً، والاستفادة من تجاربها وإمكانياتها الكبيرة في تدعيم برامجنا وخططنا المستقبلية، خصوصاً في الجوانب الاقتصادية.
من أجل كل ما تقدم، وفي ظل ما تشهده المملكة العربية السعودية من تطور ونشاط واسع في القطاع السياحي والترفيهي، والذي أصبح واحداً من أفضل القطاعات هناك، وساهم بشكل فعلي في تنويع مصادر الدخل؛ فكان لابد من الاستفادة من هذا التطور السريع، وهو ما تم بالفعل قبل أيام بتوقيع مذكرة تفاهم بين البلدين الشقيقين يتم بموجبها الترويج للمملكتين إقليمياً ودولياً كواجهة سياحية واحدة.
مذكرة التفاهم هذه ستعمل على تعزيز النمو السياحي في البلدين، وستنعكس آثارها على دول المنطقة أيضاً، إلى جانب أنها ستساهم في تسريع وتيرة تحقيق الأهداف الموضوعة، لاستراتيجية السياحية الجديدة لمملكة البحرين للأعوام 2022-2026، والتي أعلن عنها في نوفمبر 2021.
وتهدف الاستراتيجية إلى رفع إجمالي عدد الزوّار القادمين إلى مملكة البحرين للسياحة إلى 14.1 مليون زائر في 2026، وزيادة متوسط إنفاق الزائر يومياً إلى 74.8 دينار بحريني، ورفع متوسط الليالي السياحية إلى 3.5 يوم.
البحرين تمتلك إمكانيات كبيرة في مجال القطاع السياحي، تاريخية وأثرية وترفيهية، إلى جانب بنية تحتية قادرة على التعامل مع أي زيادة أو تطور في هذا القطاع الحيوي، ولكن ذلك لم يمنع من فتح باب التعاون التكامل مع المملكة العربية الشقيقة، والاستفادة من إمكاناتها الكبيرة في الوصول لأهدافنا، وبالمقابل المساهمة في دعم القطاع السعودي بما تمتلكه البحرين من إمكانيات وخبرات وطنية متميزة.
نقطة أخيرة لابد من الإشارة لها؛ وهي أهمية التفاعل الإيجابي لمنشآت القطاع السياحي الخاص مع هذه الاتفاقية والمساهمة بفعالية في دفعها نحو تحقيق أهدافها، إلى جانب الاستفادة من الفرص الكبيرة التي ستتيحها، وبما يعود بالفائدة على الجميع.
إضاءة
نجح القطاع السياحي السعودي خلال 2022 من خلق نحو 836 ألف فرصة جديدة، فيما وصل عدد الزيارات الخارجية للمملكة نحو 29.5 مليون زيارة، وبلغت مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي 5.3%.