تصريح غريب لمبعوث الولايات المتحدة الخاص للمناخ «جون كيري» أشار فيه إلى أن عدد البشر قد يصل في عام 2050 إلى 10 مليار إنسان، وقال «إن الأرض لن تحتمل هذا العدد، لذا علينا معرفة عدد الأشخاص الذين يتعين علينا الاعتناء بهم على الكوكب».
وأستطيع اختصار إجابة سؤال وزير الخارجية الأسبق في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه سيقتصر العالم كله على الأمريكان – من وجهة نظره المبطنة – والتي لم يذكرها صراحة في تصريحه، رغم أنه بحسب تاريخه الأكاديمي والسياسي يظهر بوجهين، أحدهما كمدافع عن حقوق الإنسان والآخر كمشارك في جرائم حرب.
فجون كيري الذي درس الحقوق، خرج ليعمل في الجيش الأمريكي كضابط بحري خلال حرب فيتنام ليعود منها ويعارض ما شارك فيه وحصل على أوسمة قتالية منه، وذلك بالدخول في منظمة محاربي فيتنام ضد الحرب، حيث صرح من خلال تلك المنظمة بأن جرائم حرب ارتكبت هناك، لكن كيري نفسه صوت أيضاً على تفويض استخدام القوة لنزع أسلحة العراق، والتي تبين فيما بعد أنها وهم تم تصديره للأمريكان أنفسهم قبل العالم أجمع.
ولكي يستطيع المنافسة ضد جورج بوش في الانتخابات الرئاسية عام 2004، انتقد سياسته في حرب العراق التي صوت عليها في وقت سابق، لكنها السياسة وتغير الوجوه والجلود، إلا أنه خسر تلك الانتخابات وعاد بعد ذلك وزيراً للخارجية مع باراك أوباما، وليكون الذراع الأمريكي في فوضى الشرق الأوسط ومخططات تقسيم المنطقة وغيرها من الجرائم التي لا يتسع لها المقال.
حتى أن حياة كيري الشخصية لم تخلُ من التناقض، فقد تزوج مرتين كانت الثانية من أرملة ورثت ثروة كبيرة من زواج سابق، وتلك الثروة ساهمت في تعزيز مسيرته السياسية بشكل غير مباشر، إلى أن وصل اليوم لمنصب المبعوث الخاص للمناخ وأصدر هذا التصريح الغريب.
يا سيد كيري يسعدني إبلاغك بأنه ربما لن تكون موجوداً في عام 2050 لكي تقرر من يعيش ومن يموت، وما تقوله اليوم ما هو إلا ترجمة لما يجري في أقبية مظلمة وغرف اجتماعات ومصانع أسلحة الدمار الشامل، فلم تكتفِ أمريكا بما فعلته من جرائم حرب – باعترافك قديماً – وإنما تفكر اليوم بإغراق سفينة البشر لكي تنفرد بقارب النجاة.
العناية التي تتحدث عنها واختيارك العنصري لمن يستحق هذه العناية هو أمر لن تستطيع أن تفعل فيه شيئاً لا أنت ولا أهل المناخ ولو اجتمعوا لتحقيقه، ولكن أذكر هنا الآية الكريمة «ألا إلى الله تصير الأمور» وليس إلى أمريكا ومبعوثها.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة ديلي تربيون الإنجليزية
وأستطيع اختصار إجابة سؤال وزير الخارجية الأسبق في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه سيقتصر العالم كله على الأمريكان – من وجهة نظره المبطنة – والتي لم يذكرها صراحة في تصريحه، رغم أنه بحسب تاريخه الأكاديمي والسياسي يظهر بوجهين، أحدهما كمدافع عن حقوق الإنسان والآخر كمشارك في جرائم حرب.
فجون كيري الذي درس الحقوق، خرج ليعمل في الجيش الأمريكي كضابط بحري خلال حرب فيتنام ليعود منها ويعارض ما شارك فيه وحصل على أوسمة قتالية منه، وذلك بالدخول في منظمة محاربي فيتنام ضد الحرب، حيث صرح من خلال تلك المنظمة بأن جرائم حرب ارتكبت هناك، لكن كيري نفسه صوت أيضاً على تفويض استخدام القوة لنزع أسلحة العراق، والتي تبين فيما بعد أنها وهم تم تصديره للأمريكان أنفسهم قبل العالم أجمع.
ولكي يستطيع المنافسة ضد جورج بوش في الانتخابات الرئاسية عام 2004، انتقد سياسته في حرب العراق التي صوت عليها في وقت سابق، لكنها السياسة وتغير الوجوه والجلود، إلا أنه خسر تلك الانتخابات وعاد بعد ذلك وزيراً للخارجية مع باراك أوباما، وليكون الذراع الأمريكي في فوضى الشرق الأوسط ومخططات تقسيم المنطقة وغيرها من الجرائم التي لا يتسع لها المقال.
حتى أن حياة كيري الشخصية لم تخلُ من التناقض، فقد تزوج مرتين كانت الثانية من أرملة ورثت ثروة كبيرة من زواج سابق، وتلك الثروة ساهمت في تعزيز مسيرته السياسية بشكل غير مباشر، إلى أن وصل اليوم لمنصب المبعوث الخاص للمناخ وأصدر هذا التصريح الغريب.
يا سيد كيري يسعدني إبلاغك بأنه ربما لن تكون موجوداً في عام 2050 لكي تقرر من يعيش ومن يموت، وما تقوله اليوم ما هو إلا ترجمة لما يجري في أقبية مظلمة وغرف اجتماعات ومصانع أسلحة الدمار الشامل، فلم تكتفِ أمريكا بما فعلته من جرائم حرب – باعترافك قديماً – وإنما تفكر اليوم بإغراق سفينة البشر لكي تنفرد بقارب النجاة.
العناية التي تتحدث عنها واختيارك العنصري لمن يستحق هذه العناية هو أمر لن تستطيع أن تفعل فيه شيئاً لا أنت ولا أهل المناخ ولو اجتمعوا لتحقيقه، ولكن أذكر هنا الآية الكريمة «ألا إلى الله تصير الأمور» وليس إلى أمريكا ومبعوثها.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة ديلي تربيون الإنجليزية