هنالك فرق شاسع بين الميليشيات التي تنضوي تحت بعض الأنظمة الغربية وتلك التي تعشعش تحت بعض الأنظمة العربية، فالأُولى هي مجاميع ربحية ومساندة للأنظمة ونشاطها في الغالب خارج الحدود وهي لا تشكّل خطراً على الشعوب الغربية بينما الميليشيات الثانية التي ابتُلينا بها هي غالباً مرتبطة بولاءات أجنبية خارج الحدود وهي مُعدّة مسبقاً لزرع الفتن والطائفية والسرقة والنهب وسفك دماء الأبرياء حيثما حلّو ولكن القاسم المشترك فيما بينهم جميعاً أنهم بلا أخلاق وبلا مبادئ ولا يؤتمن مكرهم.
تعالوا بنا سادتي الأفاضل نتعرّف أولاً على ما حدث من انقلاب فاشل في روسيا الاتحادية:
فمجموعة فاغنر، هي منظمة روسية شبه عسكرية، والأقرب للتوصيف لها أنها شركة عسكرية خاصة وبمفهوم أدق هي ميليشيات ربحية تحت غطاء الدولة، وقد كان لقادتها ومقاوليها مساهمات عديدة في صراعات مختلفة خارج حدود روسيا، بما في ذلك وقوفها في الحرب الأهلية السورية إلى جانب الحكومة السورية، وكذلك تواجدها في أرض المعارك جنباً إلى جنب مع الجيش الروسي في أوكرانيا.
ويتربع «يفغيني بريغوزين» على هرمها، علماً بأنه من الموالين بشدّة للرئيس فلاديمير بوتين، لكنه يشكّل أحد الأصوات القليلة البارزة التي أعربت عن عدم رضاها عن أداء قيادة الجيش الروسي في حربها الضروس ضد أوكرانيا.
ومن الناحية الرسمية فليس لبريغوزين أي منصب رسمي في مؤسسة الحكم الروسية، ورغم ذلك فمن الواضح أنه يتمتع بنفوذ وتأثير كبيرين في المجتمع الروسي، وهذا ما لفت أنظار أمريكا والغرب تجاهه.
ما حدث مؤخراً من استعراض لقواته ونزولها بقوة إلى الشارع وسيطرته على القيادة العسكرية في «روستوف»، وتهديده بالزحف إلى «موسكو»، ووصوله إلى مشارفها وتحديه في الظاهر لسلطات وقوة الرئيس بوتين في إدارة ملف الحرب الأوكرانية التي طال أمدها وعدم رضاه على أداء الجيش ووزير الدفاع فيها، وتحركه هذا قد شغل العالم وأحدث صدمة كبيرة في الأوساط العالمية ودوائر الاستخبارات وخاصة الأمريكية منها والأوروبية.
وقد وصل فاغنر إلى مسافة 120 ميلاً من العاصمة موسكو قبل أن يستدير متراجعاً بقواته الضخمة بعد إبرام صفقة بوساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، حليف بوتين.
هذا هو الظاهر للإعلام من الحركة الانقلابية والتي آفاق العالم على قوة وقعها!
لكن وبعد أن انقشع غبار العاصفة تم التراجع المريب للغة التهديد والوعيد التي تبناها «بريغوزين» والذي أربك العالم فما الغاية منها؟
فتباينت تباعاً ردود الأفعال بين التصريحات التي يطلقها المعسكر الروسي إلى أن ما حدث كان أكبر خدعة روسية وجس نبض استطاع بوتين ومن خلالها وخلال 24 ساعة تحديد أعدائه في الداخل والخارج ليغير مفاهيم كثيرة عالقة في ذهنية خصومه!
لكن السؤال الأهم عن هذا التفسير، هل أن الرئيس بوتين بحاجة لهذه الحركة البهلوانية لاستكشاف خصوم الداخل والخارج لتعزيز موقفه وهذا التوجه سيطيح بسمعته وبثقله وهو من يملك بيده كل الخيوط؟
والفريق الثاني يرى أنها كانت فعلاً حركة انقلابية كان لأمريكا والغرب اليد الطولى في إنضاجها بعد اختراق فانغر وتجنيد بريغوزين، لكنه حصل خطأ في التوقيت مما عجل في كشفها واحتوائها، ومازال الغموض يكتنف التوجهين!
لكن تبقى الميليشيات وفي أي مكان ونظام مصدر خطر وقنبلة موقوتة لا يتكهن أحد بزمن وقوة انفجارها.
وما حدث في روسيا هو أشبه بما أقدم عليه «حميدتي» بالانقلاب على الجيش السوداني و«حزب الله»، و«الحوثي»، على الشرعية في لبنان واليمن وسيطرة الميليشيات الإيرانية في العراق على مقاليد الحكم.
ولا نستبعد يوماً حدوث انقلاب مماثل للميليشيات والذيول على الشرعية في كل بلد تحط به. فمن الخطأ القاتل لأي حكومة أن تسمح بنشاط الذيول والميليشيات وتأمن لهم لأنها ستغدر بها لا محالة كونها بلا أخلاق وبلا مبادئ. وكل عام وأنتم بخير.
تعالوا بنا سادتي الأفاضل نتعرّف أولاً على ما حدث من انقلاب فاشل في روسيا الاتحادية:
فمجموعة فاغنر، هي منظمة روسية شبه عسكرية، والأقرب للتوصيف لها أنها شركة عسكرية خاصة وبمفهوم أدق هي ميليشيات ربحية تحت غطاء الدولة، وقد كان لقادتها ومقاوليها مساهمات عديدة في صراعات مختلفة خارج حدود روسيا، بما في ذلك وقوفها في الحرب الأهلية السورية إلى جانب الحكومة السورية، وكذلك تواجدها في أرض المعارك جنباً إلى جنب مع الجيش الروسي في أوكرانيا.
ويتربع «يفغيني بريغوزين» على هرمها، علماً بأنه من الموالين بشدّة للرئيس فلاديمير بوتين، لكنه يشكّل أحد الأصوات القليلة البارزة التي أعربت عن عدم رضاها عن أداء قيادة الجيش الروسي في حربها الضروس ضد أوكرانيا.
ومن الناحية الرسمية فليس لبريغوزين أي منصب رسمي في مؤسسة الحكم الروسية، ورغم ذلك فمن الواضح أنه يتمتع بنفوذ وتأثير كبيرين في المجتمع الروسي، وهذا ما لفت أنظار أمريكا والغرب تجاهه.
ما حدث مؤخراً من استعراض لقواته ونزولها بقوة إلى الشارع وسيطرته على القيادة العسكرية في «روستوف»، وتهديده بالزحف إلى «موسكو»، ووصوله إلى مشارفها وتحديه في الظاهر لسلطات وقوة الرئيس بوتين في إدارة ملف الحرب الأوكرانية التي طال أمدها وعدم رضاه على أداء الجيش ووزير الدفاع فيها، وتحركه هذا قد شغل العالم وأحدث صدمة كبيرة في الأوساط العالمية ودوائر الاستخبارات وخاصة الأمريكية منها والأوروبية.
وقد وصل فاغنر إلى مسافة 120 ميلاً من العاصمة موسكو قبل أن يستدير متراجعاً بقواته الضخمة بعد إبرام صفقة بوساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، حليف بوتين.
هذا هو الظاهر للإعلام من الحركة الانقلابية والتي آفاق العالم على قوة وقعها!
لكن وبعد أن انقشع غبار العاصفة تم التراجع المريب للغة التهديد والوعيد التي تبناها «بريغوزين» والذي أربك العالم فما الغاية منها؟
فتباينت تباعاً ردود الأفعال بين التصريحات التي يطلقها المعسكر الروسي إلى أن ما حدث كان أكبر خدعة روسية وجس نبض استطاع بوتين ومن خلالها وخلال 24 ساعة تحديد أعدائه في الداخل والخارج ليغير مفاهيم كثيرة عالقة في ذهنية خصومه!
لكن السؤال الأهم عن هذا التفسير، هل أن الرئيس بوتين بحاجة لهذه الحركة البهلوانية لاستكشاف خصوم الداخل والخارج لتعزيز موقفه وهذا التوجه سيطيح بسمعته وبثقله وهو من يملك بيده كل الخيوط؟
والفريق الثاني يرى أنها كانت فعلاً حركة انقلابية كان لأمريكا والغرب اليد الطولى في إنضاجها بعد اختراق فانغر وتجنيد بريغوزين، لكنه حصل خطأ في التوقيت مما عجل في كشفها واحتوائها، ومازال الغموض يكتنف التوجهين!
لكن تبقى الميليشيات وفي أي مكان ونظام مصدر خطر وقنبلة موقوتة لا يتكهن أحد بزمن وقوة انفجارها.
وما حدث في روسيا هو أشبه بما أقدم عليه «حميدتي» بالانقلاب على الجيش السوداني و«حزب الله»، و«الحوثي»، على الشرعية في لبنان واليمن وسيطرة الميليشيات الإيرانية في العراق على مقاليد الحكم.
ولا نستبعد يوماً حدوث انقلاب مماثل للميليشيات والذيول على الشرعية في كل بلد تحط به. فمن الخطأ القاتل لأي حكومة أن تسمح بنشاط الذيول والميليشيات وتأمن لهم لأنها ستغدر بها لا محالة كونها بلا أخلاق وبلا مبادئ. وكل عام وأنتم بخير.