يسود العالم التوتر والمخاوف من انتكاسات قد تودي بدول عظمى إلى الانكماش وقد جرفت الحرب الروسية على أوكرانيا ويلات لم تكن في الحسبان فقد ضيقت هذه الحرب الخناق على دول كانت سيدة الموقف وانتهزت الفرص دول كانت تترقب هبوطاً اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً لهذه الدول وعلى مر السنين الأربع الماضية أصبح الاقتصاد هو المسيطر ويستولي على كل النفوذ.ففي حديث لجانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية أثناء زيارتها لبكين قالت إن على الولايات المتحدة والصين التنافس بنزاهة والتواصل على نحو مستمر لتجنب سوء التفاهم. وأضافت أنه رغم التوترات بين البلدين إلا أن هناك فرصاً كبيرة لتجنبها وتتواصل الصين إلى فك الارتباط بينها وبين الولايات المتحدة لتنفرد على السوق الاقتصادي في العالم منتهزة الفرصة لارتباك الولايات المتحدة من الصين ومخاوفها من أن تستحوذ الصين على السوق العالمية. من جهتها حثت الصين الولايات المتحدة على عدم السماح لأي خلافات تؤدي إلى سوء تفاهم لاسيما في الاتصالات فيما بين البلدين. هذا يعطي الانطباع إلى أن الصين أصبحت مصدر قلق اقتصادي عالمي لأكبر قوة عسكرية في العالم. كما دعت الوزيرة الأمريكية أثناء لقائها برئيس الوزراء الصيني لي تشنج إلى أهمية التواصل بين الولايات المتحدة والصين بشأن المواضيع الاقتصادية والمالية وتضافر الجهود بشأن التحديات العالمية.من هنا تظهر في الأفق آثار ركود اقتصادي سيؤدي بدول أوروبية كبيرة إلى ضياع كبير في الوقت الذي تبرز فيه دول عربية استطاعت أن تسيطر على الوضع الاقتصادي في العالم وعلى استقلال الطاقة كسلاح اقتصادي كبير مثل المملكة العربية السعودية. ولكن هل سيشهد العالم تحول دول عظمى إلى دول تمد يديها وتقول لله يا محسنين؟* كاتب ومحلل سياسي