هذا الرقم الذي يفوق النصف مليون لا يرتبط بالمال، بل بشيء أهم وأغلى منه، وهنا أعني الإنسان، وليس أي إنسان، إذ قد يكون ابنك أو ابنتك، أو قد تكون أنت بنفسك!

تخيلوا أن «جهة غير ربحية» استطاعت منذ تأسيسها قبل 18 عاماً وحتى يومنا هذا أن تقدم لأبناء البحرين وشبابها برامج مختلفة ومتنوعة، هدفها تنمية روح الإبداع فيهم، ورفع سقوف التحدي لديهم، بل وفجرت المنافسة الشريفة الخلاقة فيما بينهم، لنجد لدينا 615 ألف شاب وشابة، كثير منهم دخل سوق العمل، سواء في الجهات الحكومية أو الخاصة بعد أن قدموا مشاريع وإنجازات وإبداعات يشاد بها، وجعلت أهاليهم يفتخرون بهم أيما فخر.

أقول ذلك لأنني أحد أولياء الأمور الذين رأوا أبناءهم يبدعون وينجزون ويتفوقون من خلال برامج هذه «الجهة الرائعة» والتي تعتبر إحدى المؤسسات البحرينية التي ترفع لها القبعة احتراماً.

أتحدث عن «إنجاز البحرين»، هذه المؤسسة التي بدأت نشاطها قبل 18 عاماً على يد شخصية بحرينية محبوبة لدى الجميع، شخصية عطاؤها تجاه وطنها لا ينضب، سمو الشيخة حصة بنت خليفة آل خليفة عضو المجلس الأعلى للمرأة ورئيسة مجلس إدارة مؤسسة إنجاز البحرين.

لا تسألوا أي شخص آخر، فقط اسألوا أبناءكم أو أقرباءكم إن كان لديهم شباب انخرطوا في برامج «إنجاز البحرين» أو تنافسوا في مسابقاتها طوال السنوات الماضية، ليخبروكم بأنفسهم ماذا تعني لهم «إنجاز البحرين»، وما الذي تمثله لهم شخصية مميزة قوية ومؤثرة مثل سمو الشيخة حصة؟!

تخيلوا العدد الكبير من الشباب والشابات الذين شاركوا في هذه البرامج المميزة التي لا تتوقف، تخيلوا كيف رفع بعضهم أسماء مدارسهم وجامعاتهم عالياً، وكيف تشكلت شخصياتهم وكيف هيأوا أنفسهم لخوض تحدي العمل بعد الدراسة، وكيف عرفوا معنى الابتكار والتميز والإبداع؟! أقولها وأنا أحد أولياء الأمور الذين رأوا أبناءهم يتألقون ويبدعون ويبتكرون ويرفعون اسم جامعاتهم وذلك من خلال «إنجاز البحرين» والفوز بالمراكز الأولى لمسابقاتها وبرامجها.

سمو الشيخة حصة بنت خليفة آل خليفة حظيت مؤخراً بتكريم من قبل مجلس التعاون الخليجي. كُرمت بـ«وسام رائدة العمل الاجتماعي الأهلي في مملكة البحرين»، في تكريم مستحق وبكل جدارة نظراً للإنجازات التي حققتها منذ بدأت «إنجاز البحرين» على يدها وحتى الآن، والأجمل أن هذه الإنجازات متجسدة من خلال شباب وشابات البحرين، وكم هو عظيم أن يكون إنجازك في عملك عبر تقديم «أغلى هدية» لوطنك، وذلك عبر تأهيل أبنائها وتفجير طاقاتهم ليعملوا للبحرين الغالية؟!

سمو الشيخة حصة، الراقية بكلامها وأفعالها دائماً، أهدت هذا التكريم لقائدنا والد البحرينيين والداعم الأول لأبنائه الشباب جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، ولصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء المستثمر القوي في شباب الوطن، ولصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة سيدة نساء البحرين ومن صنعت لهم تاريخاً مشرفاً ومستقبلاً واعداً للإبداع والإنجاز.

ولأن التكريم ليس نهاية، بل بداية لمسؤولية أكبر، لم يكن غريباً على سمو الشيخة حصة التأكيد بأنه سيكون دافعاً لبذل المزيد من العمل لأجل خدمة الوطن وأبنائه، وهو ما نجحت فيه برقم يصل إلى 615 ألفاً، وسيتضاعف ويزيد بإذن الله.

كل التهنئة وكل الاحترام والتقدير لهذه الإنسانة البحرينية الراقية والمتميزة بعملها، والاحترام هنا لازم وواجب تجاه كل شخص يتعامل بإنسانية مع البشر، يبحث عن الخير فيهم، ويسعى ليمنحهم الفرص تلو الفرص ليثبتوا قدراتهم ويكونوا خير من يخدم هذا الوطن وأهله.