عذراً، أنا آسف، كلمات بسيطة لكن معناها كبير تلك الكلمات على بساطتها إلا أن هناك من يستصعب قولها، كثيرون من يخطئون في حقك ويجرحونك بسُمّ كلماتهم دون مراعاة لشخصك.
وكأن الإساءة هي حق مشروط لهم ويوهمون أنفسهم بأنهم على حق ولا يقبلون أن يعتذروا فالاعتذار بالنسبة لهم انتقاص من كرامتهم وبأنه ضعف.
قد نعزو حيثيات ذلك إلى سوء التربية والبيئة المحيطة ومن المجتمع نفسه فنحن نعيش في مجتمعات تفتقر لمثل هذه الأخلاقيات، ومجتمعات في الحقيقة جبلت على عدم الاعتراف بأخطائها وإهانة الآخر.
مجتمعات تصفق للتمدن والتحضر وتفتقر لأبسط الأخلاقيات، مجتمعات تدعي الإسلام والإسلام منها براء كبراءة الذئب من دم يوسف، متناسين أن الدين المعاملة وأن نبي هذه الأمة صلى الله عليه وآله وسلم بعث ليتمم مكارم الأخلاق.
نحن حين نتكلم عن الاعتذار فليس معنى أننا نحصره في إطار طريقة تعاملك مع صديق لك، بل هو الاعتذار الذي يدخل في نطاق كل العلاقات الإنسانية على اختلافها، وضمن إطار العلاقات الرسمية أياً كان منصبك.
فإمبراطورية عريقة كبلاد الشمس المشرقة «اليابان» استطاعت أن تنهض بنفسها وبمجتمعها بعد سلسلة من التحديات والإرهاصات التي عصفت بها لأنها كانت ترى أن بالأخلاق تنهض الأمم فهي لم تتوان عن الاعتذار والاعتراف بخطئها في الحرب العالمية الثانية وما عاشته من مآسٍ بعد هيروشيما وناجازاكي فتقبلت خطأها وقامت بتصحيحه ورسمت المستقبل الواعد لتلك الإمبراطورية العريقة.
في اليابان تدرس مادة للأخلاق في مدارسها، ونحن لدينا قرآن منزل ينطق بالأخلاق وأحاديث نبوية لكننا بعيدون كل البعد عن الالتزام بها وتطبيقها في حياتنا.
إننا بحاجة إلى إعادة النظر في مجتمعاتنا البعيدة كل البعد عن الأخلاقيات، نحن نشاهد الغث والسمين عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، الإشكالية في عدم الفهم الصحيح للدين وللأخلاق والكل بات ينصب نفسه فيلسوف وواعظ زمانه.
نحن بحاجة إلى إعادة قراءة أنفسنا من الداخل أن تعيد ترتيب فوضاك الداخلية، عليك إعادة النظر والتفكر في القيم أن تفهم معنى الأخلاق حقا، أن تؤمن وتعتقد بأن الاعتذار عن الخطأ هو قوة هو ثقافة في مجتمعات متحضرة استطاعت أن تنهض بواقعها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، نحن أمة أولى لها أن ترسخ تلك الثقافة في واقعها أن تغرسها في نفوس النشء.
ثقافة الاعتذار ليست ثقافة مطاطية حتى تستهان بها فهي ثقافة أصيلة عليك أن تدرك ماهيتها وهي عميقة كل العمق في نفوس الأقوياء أصحاب الأخلاق العالية، لسنا هنا في معرض الواعظ بالدين وتعليم الأخلاق، إنما نحن هنا لتشخيص حالة المجتمع اليوم وما وصل إليه من امتهان للحقوق على أبسطها. الواجب اليوم يحتم علينا أن نعي ثقافة الاعتذار ونعززها وأن ننشر الوعي بأهميتها، فالاعتذار ليس عيبا، بل هو منهج عليك اتباعه وخلق عليك الالتزام به. قيل بأن النابغة الذبياني كان أشهر شعراء الاعتذار في عصره ولعل قصيدته الاعتذار التي اعتذر فيها من النعمان بن المنذر جعلته زعيم الاعتذار في عصره لا أطلب منك أن تكون كما النابغة، ولكن اعتذر عن ذلك الخطأ وصححه فلن ينقص من عمرك شيء!! «والله يحب المحسنين».
{{ article.visit_count }}
وكأن الإساءة هي حق مشروط لهم ويوهمون أنفسهم بأنهم على حق ولا يقبلون أن يعتذروا فالاعتذار بالنسبة لهم انتقاص من كرامتهم وبأنه ضعف.
قد نعزو حيثيات ذلك إلى سوء التربية والبيئة المحيطة ومن المجتمع نفسه فنحن نعيش في مجتمعات تفتقر لمثل هذه الأخلاقيات، ومجتمعات في الحقيقة جبلت على عدم الاعتراف بأخطائها وإهانة الآخر.
مجتمعات تصفق للتمدن والتحضر وتفتقر لأبسط الأخلاقيات، مجتمعات تدعي الإسلام والإسلام منها براء كبراءة الذئب من دم يوسف، متناسين أن الدين المعاملة وأن نبي هذه الأمة صلى الله عليه وآله وسلم بعث ليتمم مكارم الأخلاق.
نحن حين نتكلم عن الاعتذار فليس معنى أننا نحصره في إطار طريقة تعاملك مع صديق لك، بل هو الاعتذار الذي يدخل في نطاق كل العلاقات الإنسانية على اختلافها، وضمن إطار العلاقات الرسمية أياً كان منصبك.
فإمبراطورية عريقة كبلاد الشمس المشرقة «اليابان» استطاعت أن تنهض بنفسها وبمجتمعها بعد سلسلة من التحديات والإرهاصات التي عصفت بها لأنها كانت ترى أن بالأخلاق تنهض الأمم فهي لم تتوان عن الاعتذار والاعتراف بخطئها في الحرب العالمية الثانية وما عاشته من مآسٍ بعد هيروشيما وناجازاكي فتقبلت خطأها وقامت بتصحيحه ورسمت المستقبل الواعد لتلك الإمبراطورية العريقة.
في اليابان تدرس مادة للأخلاق في مدارسها، ونحن لدينا قرآن منزل ينطق بالأخلاق وأحاديث نبوية لكننا بعيدون كل البعد عن الالتزام بها وتطبيقها في حياتنا.
إننا بحاجة إلى إعادة النظر في مجتمعاتنا البعيدة كل البعد عن الأخلاقيات، نحن نشاهد الغث والسمين عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، الإشكالية في عدم الفهم الصحيح للدين وللأخلاق والكل بات ينصب نفسه فيلسوف وواعظ زمانه.
نحن بحاجة إلى إعادة قراءة أنفسنا من الداخل أن تعيد ترتيب فوضاك الداخلية، عليك إعادة النظر والتفكر في القيم أن تفهم معنى الأخلاق حقا، أن تؤمن وتعتقد بأن الاعتذار عن الخطأ هو قوة هو ثقافة في مجتمعات متحضرة استطاعت أن تنهض بواقعها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، نحن أمة أولى لها أن ترسخ تلك الثقافة في واقعها أن تغرسها في نفوس النشء.
ثقافة الاعتذار ليست ثقافة مطاطية حتى تستهان بها فهي ثقافة أصيلة عليك أن تدرك ماهيتها وهي عميقة كل العمق في نفوس الأقوياء أصحاب الأخلاق العالية، لسنا هنا في معرض الواعظ بالدين وتعليم الأخلاق، إنما نحن هنا لتشخيص حالة المجتمع اليوم وما وصل إليه من امتهان للحقوق على أبسطها. الواجب اليوم يحتم علينا أن نعي ثقافة الاعتذار ونعززها وأن ننشر الوعي بأهميتها، فالاعتذار ليس عيبا، بل هو منهج عليك اتباعه وخلق عليك الالتزام به. قيل بأن النابغة الذبياني كان أشهر شعراء الاعتذار في عصره ولعل قصيدته الاعتذار التي اعتذر فيها من النعمان بن المنذر جعلته زعيم الاعتذار في عصره لا أطلب منك أن تكون كما النابغة، ولكن اعتذر عن ذلك الخطأ وصححه فلن ينقص من عمرك شيء!! «والله يحب المحسنين».