في زمان مضى كان الناس إذا أرادوا أن يشتروا سلعة ما بحثوا عن جودة المادة المصنوعة منها السلعة، وعن جودة الصنعة وإتقانها، فإن أردوا شراء حذاء أو حقيبة بحثوا عن الحقيبة أو الحذاء المصنوعة من الجلد الطبيعي، كجلد التمساح، أو جلد الأفعى، أو حتى جلد البقر، وتحققوا من جودة الصنعة سواء في الدباغة، أو في التصنيع والخياطة، وكفاءة التصميم بحيث يرضي جميع الأذواق، أما إن أرادوا شراء الملابس، فهمهم المادة التي صنع منها القماش، كالحرير الطبيعي، أو الصفوف ذي النوعية الجيدة، وبحثوا عن الإتقان في عملية الخياطة، وقس على ذلك عند شراء باقي أنواع السلع سواء أثاث، أو سيارات، أو ساعات وغيرها من المواد الاستهلاكية، فالمعيار جودة الخامات المصنع منها السلعة وجودة الصناعة. بحيث تظل السلعة تستخدم سنوات طويلة دون أن تستهلك. أو يطرأ عليها خلل.
وحيث إن معيار الزبون في الشراء هو جودة المادة المصنوع منها السلعة، وجودة الصنع، فإن المصانع تتسابق على رضا الزبون فتبتكر خامات ومواد جيدة وتبدع في رفع مستوى جودة المنتج، بحيث تظل السلعة تستخدم سنوات طويلة دون أن تستهلك. أو يطرأ عليها خلل، ولا تحتاج لعناية فائقة وحذر في التخزين، فالسلعة تتحمل كل العوامل المحيطة بها كانغماسها في الماء، أو أنها لا تصاب بالخدوش، أو أنها لا تتقطع وتتلف بحكم الزمن، وبالطبع فإن الزبون يدفع المبالغ الباهظة لشراء هذا النوع من السلع كونها تستخدم مدة أطول ولا تتعرض للعطب. وقد كانت المصانع تبين مدى جودة المنتج في حملات الترويج للسلعة كأن تبين تحملها للماء، أو الخدوش أو الطرق والسقوط من أماكن عالية.
أما اليوم فقد أصبح المستهلك يعتبر السلعة وسيلة للتباهي والتفاخر، فلم يعد يهتم لجودة الصنع، بل بات يهتم بمدى انتشار السلعة وشهرتها بين الناس، وينجرف وراء "البروباجندا" الإعلامية التي تطلق للترويج للسلعة، وأساليب التسويق الفاخرة، ومنحها علامة "لوغو" خاص بها، ويبذل المستهلك الغالي والنفيس في سبيل شراء سلعة تستخدمها طبقة راقية من المجتمع دون النظر إلى جودة الصنع، بل ربما تكون رديئة الصنع وسريعة العطب حتى إن البائع يعطيك التعليمات الدقيقة للحفاظ عليها كونها تحتاج لعناية خاصة، كونها رديئة الصنع.
والمفارقة أن الصناعات الجيدة الصنع بالمعيار الموجود في الزمن القديم قد تراجعت لصالح السلع التي تهتم بأساليب الترويج الإعلامي ولا تركز على جودة المنتج، وبطبيعة الحال فإن المتضرر الرئيسي هو المستهلك بالطبع، أما الطرف الرابح فمنتجو السلع التي تهتم بالترويج الإعلامي، ولكنْ، هناك سؤال يطرح نفسه، وهو من المتسبب في ضرر المستهلك، وأرى أن المتسبب الرئيسي هو المستهلك نفسه، فهو الذي يوجه أمواله لشراء السلعة التي يريدها، وهو صاحب القرار في اختيار السلعة الأجود، ودعوني أشير بأصابع الاتهام إلى النساء فهن أكثر من ينجرفن وراء الإعلانات التجارية، ولا أقول سوى جملة واحدة: "على نفسها جنت براقش". ودمتم سالمين.
{{ article.visit_count }}
وحيث إن معيار الزبون في الشراء هو جودة المادة المصنوع منها السلعة، وجودة الصنع، فإن المصانع تتسابق على رضا الزبون فتبتكر خامات ومواد جيدة وتبدع في رفع مستوى جودة المنتج، بحيث تظل السلعة تستخدم سنوات طويلة دون أن تستهلك. أو يطرأ عليها خلل، ولا تحتاج لعناية فائقة وحذر في التخزين، فالسلعة تتحمل كل العوامل المحيطة بها كانغماسها في الماء، أو أنها لا تصاب بالخدوش، أو أنها لا تتقطع وتتلف بحكم الزمن، وبالطبع فإن الزبون يدفع المبالغ الباهظة لشراء هذا النوع من السلع كونها تستخدم مدة أطول ولا تتعرض للعطب. وقد كانت المصانع تبين مدى جودة المنتج في حملات الترويج للسلعة كأن تبين تحملها للماء، أو الخدوش أو الطرق والسقوط من أماكن عالية.
أما اليوم فقد أصبح المستهلك يعتبر السلعة وسيلة للتباهي والتفاخر، فلم يعد يهتم لجودة الصنع، بل بات يهتم بمدى انتشار السلعة وشهرتها بين الناس، وينجرف وراء "البروباجندا" الإعلامية التي تطلق للترويج للسلعة، وأساليب التسويق الفاخرة، ومنحها علامة "لوغو" خاص بها، ويبذل المستهلك الغالي والنفيس في سبيل شراء سلعة تستخدمها طبقة راقية من المجتمع دون النظر إلى جودة الصنع، بل ربما تكون رديئة الصنع وسريعة العطب حتى إن البائع يعطيك التعليمات الدقيقة للحفاظ عليها كونها تحتاج لعناية خاصة، كونها رديئة الصنع.
والمفارقة أن الصناعات الجيدة الصنع بالمعيار الموجود في الزمن القديم قد تراجعت لصالح السلع التي تهتم بأساليب الترويج الإعلامي ولا تركز على جودة المنتج، وبطبيعة الحال فإن المتضرر الرئيسي هو المستهلك بالطبع، أما الطرف الرابح فمنتجو السلع التي تهتم بالترويج الإعلامي، ولكنْ، هناك سؤال يطرح نفسه، وهو من المتسبب في ضرر المستهلك، وأرى أن المتسبب الرئيسي هو المستهلك نفسه، فهو الذي يوجه أمواله لشراء السلعة التي يريدها، وهو صاحب القرار في اختيار السلعة الأجود، ودعوني أشير بأصابع الاتهام إلى النساء فهن أكثر من ينجرفن وراء الإعلانات التجارية، ولا أقول سوى جملة واحدة: "على نفسها جنت براقش". ودمتم سالمين.