روث ويكفيلد سيدة أمريكية، هي وزوجها حولا بيتهما إلى فندق أو نزل صغير، وأطلقوا عليه اسم «تول هاوس إن» كان ذلك في منطقة «ويتمان» في بوسطن، وفي أحد أيام سنة 1930 وبينما كانت ويكفيلد تصنع البسكويت أو الكعك الذي تعودت صناعته وحشوه بالمكسرات، تفاجأت بنفاد المكسرات من مطبخها، وحتى لا تخسر عجينة الكعك أخذت قطعة من شكولاتة الطبخ المتوفرة لديها وكسرتها إلى قطع صغيرة وأضافتها إلى العجينة، واكتشفت بعدها أن زبائن الفندق تعلقوا بها وبدأوا بطلبها، ومنذ ذلك الحين ظهر إلى الوجود الكوكيز بالشوكولاتة المنتشر في كل أنحاء العالم حالياً، ما حصل في مطبخ السيدة ويكفيلد مثال واقعي وبسيط جداً لعملية الابتكار بدون أي مقدمات أو نظريات وإجراء دراسات، وإغراق المتلقي بسيل من المفاهيم لتهيئته للابتكار، ببساطة شديدة أفضل الظروف للابتكار هو التعرض لموقف غير متوقع مع وجود حاجة إلى التكيف مع هذا الموقف وإيجاد حل، تماماً كما حصل مع موقف نفاد المكسرات ووجود عجينة يجب استخدامها، ليظهر الحل المبتكر في استبدال المكسرات بقطع شوكولاتة الطبخ.
عندما نتكلم عن الابتكار لا يمكن أن نغفل الابتكار في التعليم، فهو أداة التميز، والفرصة لإنتاج متعلمين مؤهلين لمواجهة التحديات التي يتسم بها العصر، فقضية الابتكار في التعليم أمر لا مجال للتخلي عنه، وهو لا يعني استخدام التقنيات الجديدة في التعليم لكنه يعني إيجاد مهارات قادرة على التكيف مع الأوضاع وإيجاد حلول لكل موقف أو مشكلة معقدة، وكما حصل في مطبخ السيدة ويكفيلد، يحصل داخل الفصل الدراسي وفي المواقف التعليمية للطلبة وأساتذتهم، فالمواقف غير المتوقعة التي تحتاج إلى التكيف معها تحصل، والأمر يحتاج إلى تطوير آليات وفهم لما يحتاج إليه الطلبة ليتفاعلوا مع هذه المواقف وكيف يمكن تشجيعهم على اكتشاف الحلول بأنفسهم، فالتعليم في تاريخه شهد مراحل كثيرة كلها تضمنت ابتكارات لتتكيف مع الواقع الذي عاشته، فبدايته كانت عملية تلقين وحفظ، ومهمة الطلبة الاستماع إلى معلمهم والحفظ عنه، حتى ظهرت الكتب المنسوخة فأصبحت المادة في متناول الجميع ومن خلالها يحصل الطالب على ما يريد، ثم مع ظهور الثورة الصناعية اتخذ التعليم شكلاً ومنهجاً جديداً يركز على الفهم والتطبيق، فتحولنا إلى عصر التكنولوجيا لتظهر مناهج أخرى في التعليم تعتمد على حل المشكلات والتفكير النقدي، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من ثورة في مجال التعليم، أصبح الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي حالة واقعية في التعليم، وفرت فرصا لابتكارات لا مثيل لها، وأصبحت المواقف غير المتوقعة التي يتعرض لها المتعلمون أكثر، حيث مكنت الطلبة من تجارب تعلم تفاعلية.
وفي هذا الشأن أهم ما يجب على المعلمين وأساتذة الجامعات فعله، هو اكتشاف وسائل مبتكرة لتشجيع الطلبة على التفكير الإبداعي اعتماداً على الموقف، وهذا له دور فاعل ومهم في إعداد جيل من المتعلمين لسوق العمل.
* عميد كلية القانون – الجامعة الخليجية
عندما نتكلم عن الابتكار لا يمكن أن نغفل الابتكار في التعليم، فهو أداة التميز، والفرصة لإنتاج متعلمين مؤهلين لمواجهة التحديات التي يتسم بها العصر، فقضية الابتكار في التعليم أمر لا مجال للتخلي عنه، وهو لا يعني استخدام التقنيات الجديدة في التعليم لكنه يعني إيجاد مهارات قادرة على التكيف مع الأوضاع وإيجاد حلول لكل موقف أو مشكلة معقدة، وكما حصل في مطبخ السيدة ويكفيلد، يحصل داخل الفصل الدراسي وفي المواقف التعليمية للطلبة وأساتذتهم، فالمواقف غير المتوقعة التي تحتاج إلى التكيف معها تحصل، والأمر يحتاج إلى تطوير آليات وفهم لما يحتاج إليه الطلبة ليتفاعلوا مع هذه المواقف وكيف يمكن تشجيعهم على اكتشاف الحلول بأنفسهم، فالتعليم في تاريخه شهد مراحل كثيرة كلها تضمنت ابتكارات لتتكيف مع الواقع الذي عاشته، فبدايته كانت عملية تلقين وحفظ، ومهمة الطلبة الاستماع إلى معلمهم والحفظ عنه، حتى ظهرت الكتب المنسوخة فأصبحت المادة في متناول الجميع ومن خلالها يحصل الطالب على ما يريد، ثم مع ظهور الثورة الصناعية اتخذ التعليم شكلاً ومنهجاً جديداً يركز على الفهم والتطبيق، فتحولنا إلى عصر التكنولوجيا لتظهر مناهج أخرى في التعليم تعتمد على حل المشكلات والتفكير النقدي، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من ثورة في مجال التعليم، أصبح الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي حالة واقعية في التعليم، وفرت فرصا لابتكارات لا مثيل لها، وأصبحت المواقف غير المتوقعة التي يتعرض لها المتعلمون أكثر، حيث مكنت الطلبة من تجارب تعلم تفاعلية.
وفي هذا الشأن أهم ما يجب على المعلمين وأساتذة الجامعات فعله، هو اكتشاف وسائل مبتكرة لتشجيع الطلبة على التفكير الإبداعي اعتماداً على الموقف، وهذا له دور فاعل ومهم في إعداد جيل من المتعلمين لسوق العمل.
* عميد كلية القانون – الجامعة الخليجية