الآن نحن نعيش في عصر غير عصر أجدادنا وآبائنا، عصر جديد وحياة جديدة وعلاقات إقليمية وقارية وعالمية جديدة، حتى علوم وتكنولوجيا واختراعات كثيرة لم تخطر على بال من سبقنا، إذ إننا أصبحنا لا نجد لها مرادفات في اللغة العربية، كون أسمائها جاءتنا من دول غيرنا، مثال ذلك التلفزيون نطقناه كما هو، وعربناه إلى التلفاز أو الشاشة البيضاء، ومثل ذلك الكثير من الاختراعات، وعندما جاءت السيارة إلى البحرين، كنا نسمّيها «موتر» والدراجة النارية نسميها «بطبطه» والدراجة الهوائية نسمّيها «خير بليس»، وأول من استعملها في البحرين زوينر.
اللغة العربية أهملناها، حتى بعض أبنائنا لا يعرفون الفرق بين «القاف» و«الغين»، ولا الفرق بين «الضاد» و«الظاء»، وغير ذلك، نقرأ في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من محررات ورقية، قرأنا فيما ذكرت عندما تناول أعضاء المجلس التشريعي مسألة مصائد الأسماك المصنوعة من جريد النخيل وما يشدها من حبال، وهي صناعة خليجية خاصة في البحرين، قديمة وفريدة من نوعها، لها هندسة خاصة، وكيفية نصبها ومكانها في الجزء من البحر الذي يتأثر بالمد والجزر، قرأناها كما كُتبت «حضرة»، والصحيح «حظرة»، الفرق شاسع بين حضرة وهي كلمة نستعملها لتبجيل الشخص الذي نعنيه بالحديث أو الكلام ذكراً أو أنثى، أما «حظرة» فهي مأخوذة من حَظَرَ أي مَنَعَ، مثلاً نقول التجوال محظور في وقت من الأوقات إذا انفرط حبل الأمن، بما يعني ممنوع، فالحظرة تمنع السمك الداخل في سرها أثناء المد من الخروج في حالة الجزر، وفي الشأن العدلي والقانوني، هناك أيضاً أخطاء، مثل «المجني عليه» والصحيح المجنى عليه بلا نقطتين تحت الألف المقصورة، و«المدّعي عليه» والصحيح المدّعى عليه لأنهما مبنيان للمجهول، هناك أخطاء لغوية وأخطاء كتابية يجب التنبّه لها ليستقيم المعنى. وأخيراً لغة الضاد أهملناها والنحو كذلك، ولا يعرف أبناء الجيل الحاضر عدد حروفها، وأصبحنا نحتاج إلى قاموس عربي عربي.