ليلتان أو ثلاث من ليالي شهر رمضان المبارك وتصدح حناجر أطفالنا الصغار بشيلات «القرقاعون» يشاركهم فيها أطفال دول الخليج وبعض الدول العربية.
و«القرقاعون» عادة خليجية من الموروث الشعبي، تعتبر احتفالا تقيمه الأسر لتكريم للأطفال ومكافأتهم على إتمام صيام نصف شهر رمضان ولتشجيعهم على الاستمرار في صيام النصف الباقي منه. وفي يوم القرقاعون يخرج الأطفال حاملين أكياساً من القماش، يطوفون بها على المنازل القريبة طمعا في الحصول على الحلوى والمكسرات، مرددين أهازيج يقولون فيها: «قرقاعون، انقرنقيعون، عادت عليكم أوه يا الصيّام، عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم، قرقاعون، عطونه نخي وكنار، عسى ما تمسكم النار، قرقاعون».
ويعود سبب هذه التسمية إلى «قرة العين في هذا الشهر»، ويقال إنه بمرور الزمان تحورت الكلمة وأصبحت «القرقاعون»، ويقال إنها كناية عن قرع الأطفال للأبواب. ورغم كونها عادة تراثية قديمة، فإن أهل الخليج ما زالوا متمسكين بإحيائها، وإن أخذ الاحتفال طابعاً أكثر عصرية، وأضحت الاحتفالية عادة تحرص المؤسسات الحكومية والخاصة على إحيائها.
ويرتدي الأطفال الأزياء التقليدية المتعددة من «البخنق» وثوب النشل والجلابيات المبتكرة، أما الأولاد فيرتدون الثوب الأبيض المطرز بخيوط ذهبية مع سديري أسود أو بدونه ويحملون معهم أكياساً مصنوعة من القماش.
ويذكر أن ليلة القرقاعون تسمى بأسماء مختلفة بين دول الخليج فمثلا في قطر تعرف بـ«القرنقعوه»، ويطلق عليها أهل سلطنة عمان «القرنقشوه»، وتسمى في الكويت والجانب الشرقي من السعودية «القرقيعان»، أما في دولة الإمارات العربية المتحدة فتسمى «حق الليلة».
ولقرقاعون البحرين قصة تراثية ضاربة في جذور التاريخ وعادة سنوية تقام في شهر رمضان، حيث يخرج الأطفال في هذه الليالي مبتهجين يلفون الفرجان وهم يلبسون الملابس الجديدة التي قد تُخاط لهم خصيصاً لهذه المناسبة، ويحملون معهم أكياساً يجمعون فيها الحلوى والمكسرات التي يحصلون عليها من أصحاب البيوت وهم يرددون الأنشودة المعروفة عندنا وهي:
سلم ولدهم يا الله
وخله لأمه يا الله
اييب المكده
ويحطها في جم امه
يا شفيع الأمة
وترتدي الفتيات «البخنق» وهو لباس تقليدي قديم للفتاة، فهو عبارة عن غطاء أسود مصنوع من قماش شفاف، ويزين البخنق ببعض النقوش المنقوشة بالخيوط الذهبية، وفي العادة يتم وضع حلية من الذهب تسمى الهلال. واختلف زي الفتاة في الوقت الحاضر عن الماضي، حيث اختلفت الأزياء عن الملابس التقليدية وتتوافر بأشكال كثيرة وبألوان زاهية.
بالنسبة للأولاد في الماضي لم يكن لهم لباس محدد، فهم يلبسون الملابس المتوافرة «الثوب التقليدي» إلى جانب «القحفيه» طاقية الرأس. أما اليوم فقد اختلفت السِمات العامة لليلة القرقاعون حيث زاد اهتمام الأهل بتزيين أطفالهم، حيث يلبس الأولاد «السديري» و«القحفيه»، والبعض الآخر يلبس الدقله.
وكانت مكونات القرقاعون في الماضي تقتصر على أنواع محددة من المكسرات مثل: اللوز، والجوز، والنخي، والفول السوداني، إلى جانب بعض الحلويات وأصناف معينة من الحلوى. أما اليوم فقد اختلف الوضع، فقد زادت مكونات القرقاعون واختلف شكل تقديمها، حيث تقدم بشكل جميل ومميز.
ومن الملاحظ أن أهل الخليج عموما حريصون على إحياء تراثهم الشعبي والمحافظة عليه، سواء كان ذلك بممارسته أو بالإشارة إليه في وسائلهم الإعلامية، فبإحياء هذا التراث يهدف أهل المنطقة إلى استمرار التواصل بين الماضي والحاضر، وهم بذلك لا يريدون لثقافتهم أن تندثر ولا يريدون أن تنسيهم تكنولوجيا العصر تراث الأجداد.
ونستخلص من هذا الاحتفال بعض الدلالات الاجتماعية والترفيهية والروح الجماعية والأسرية العامة، التي تميز نمط العلاقات الاجتماعية، وتظهر تلك الدلالات من خلال اهتمام الأهالي باحتفال الأطفال ومشاركتهم المشاعر الطفولية بالفرحة وإشاعة روح المودة والألفة بين الناس.
ولا يقتصر الاحتفال بليلة القرقاعون على الأطفال في الفرجان فقط، بل تشارك العديد من المؤسسات والوزارات والأندية والمراكز الاجتماعية وغيرها في البحرين من مؤسسات المجتمع المدني في الاحتفال بهذه الليالي المتميزة، حيث تحرص على إقامة حفل تدعو إليه الأطفال وأهاليهم ليستمتعوا بفقرات منوعة وفقرات ترفيهية وتوزيع الهدايا.
أما عن معنى كلمة «قرقاعون» فهناك عدة آراء:
الرأي الأول: أن قرقاعون لفظ عامي مأخوذٌ من قرع الباب، وذلك لأن الأطفال يقومون بقرع أبواب البيوت في هذه المناسبة فسُميت المناسبة بالقرقاعون.
والرأي الثاني: أنه مشتق من «قرَّةُ العين» وهو ما فيه سرور الإنسان وفرحه، ومنه قول الله عَزَّ وجَلَّ: «رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ».
فأهلا وسهلا بليالي القرقاعون.
و«القرقاعون» عادة خليجية من الموروث الشعبي، تعتبر احتفالا تقيمه الأسر لتكريم للأطفال ومكافأتهم على إتمام صيام نصف شهر رمضان ولتشجيعهم على الاستمرار في صيام النصف الباقي منه. وفي يوم القرقاعون يخرج الأطفال حاملين أكياساً من القماش، يطوفون بها على المنازل القريبة طمعا في الحصول على الحلوى والمكسرات، مرددين أهازيج يقولون فيها: «قرقاعون، انقرنقيعون، عادت عليكم أوه يا الصيّام، عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم، قرقاعون، عطونه نخي وكنار، عسى ما تمسكم النار، قرقاعون».
ويعود سبب هذه التسمية إلى «قرة العين في هذا الشهر»، ويقال إنه بمرور الزمان تحورت الكلمة وأصبحت «القرقاعون»، ويقال إنها كناية عن قرع الأطفال للأبواب. ورغم كونها عادة تراثية قديمة، فإن أهل الخليج ما زالوا متمسكين بإحيائها، وإن أخذ الاحتفال طابعاً أكثر عصرية، وأضحت الاحتفالية عادة تحرص المؤسسات الحكومية والخاصة على إحيائها.
ويرتدي الأطفال الأزياء التقليدية المتعددة من «البخنق» وثوب النشل والجلابيات المبتكرة، أما الأولاد فيرتدون الثوب الأبيض المطرز بخيوط ذهبية مع سديري أسود أو بدونه ويحملون معهم أكياساً مصنوعة من القماش.
ويذكر أن ليلة القرقاعون تسمى بأسماء مختلفة بين دول الخليج فمثلا في قطر تعرف بـ«القرنقعوه»، ويطلق عليها أهل سلطنة عمان «القرنقشوه»، وتسمى في الكويت والجانب الشرقي من السعودية «القرقيعان»، أما في دولة الإمارات العربية المتحدة فتسمى «حق الليلة».
ولقرقاعون البحرين قصة تراثية ضاربة في جذور التاريخ وعادة سنوية تقام في شهر رمضان، حيث يخرج الأطفال في هذه الليالي مبتهجين يلفون الفرجان وهم يلبسون الملابس الجديدة التي قد تُخاط لهم خصيصاً لهذه المناسبة، ويحملون معهم أكياساً يجمعون فيها الحلوى والمكسرات التي يحصلون عليها من أصحاب البيوت وهم يرددون الأنشودة المعروفة عندنا وهي:
سلم ولدهم يا الله
وخله لأمه يا الله
اييب المكده
ويحطها في جم امه
يا شفيع الأمة
وترتدي الفتيات «البخنق» وهو لباس تقليدي قديم للفتاة، فهو عبارة عن غطاء أسود مصنوع من قماش شفاف، ويزين البخنق ببعض النقوش المنقوشة بالخيوط الذهبية، وفي العادة يتم وضع حلية من الذهب تسمى الهلال. واختلف زي الفتاة في الوقت الحاضر عن الماضي، حيث اختلفت الأزياء عن الملابس التقليدية وتتوافر بأشكال كثيرة وبألوان زاهية.
بالنسبة للأولاد في الماضي لم يكن لهم لباس محدد، فهم يلبسون الملابس المتوافرة «الثوب التقليدي» إلى جانب «القحفيه» طاقية الرأس. أما اليوم فقد اختلفت السِمات العامة لليلة القرقاعون حيث زاد اهتمام الأهل بتزيين أطفالهم، حيث يلبس الأولاد «السديري» و«القحفيه»، والبعض الآخر يلبس الدقله.
وكانت مكونات القرقاعون في الماضي تقتصر على أنواع محددة من المكسرات مثل: اللوز، والجوز، والنخي، والفول السوداني، إلى جانب بعض الحلويات وأصناف معينة من الحلوى. أما اليوم فقد اختلف الوضع، فقد زادت مكونات القرقاعون واختلف شكل تقديمها، حيث تقدم بشكل جميل ومميز.
ومن الملاحظ أن أهل الخليج عموما حريصون على إحياء تراثهم الشعبي والمحافظة عليه، سواء كان ذلك بممارسته أو بالإشارة إليه في وسائلهم الإعلامية، فبإحياء هذا التراث يهدف أهل المنطقة إلى استمرار التواصل بين الماضي والحاضر، وهم بذلك لا يريدون لثقافتهم أن تندثر ولا يريدون أن تنسيهم تكنولوجيا العصر تراث الأجداد.
ونستخلص من هذا الاحتفال بعض الدلالات الاجتماعية والترفيهية والروح الجماعية والأسرية العامة، التي تميز نمط العلاقات الاجتماعية، وتظهر تلك الدلالات من خلال اهتمام الأهالي باحتفال الأطفال ومشاركتهم المشاعر الطفولية بالفرحة وإشاعة روح المودة والألفة بين الناس.
ولا يقتصر الاحتفال بليلة القرقاعون على الأطفال في الفرجان فقط، بل تشارك العديد من المؤسسات والوزارات والأندية والمراكز الاجتماعية وغيرها في البحرين من مؤسسات المجتمع المدني في الاحتفال بهذه الليالي المتميزة، حيث تحرص على إقامة حفل تدعو إليه الأطفال وأهاليهم ليستمتعوا بفقرات منوعة وفقرات ترفيهية وتوزيع الهدايا.
أما عن معنى كلمة «قرقاعون» فهناك عدة آراء:
الرأي الأول: أن قرقاعون لفظ عامي مأخوذٌ من قرع الباب، وذلك لأن الأطفال يقومون بقرع أبواب البيوت في هذه المناسبة فسُميت المناسبة بالقرقاعون.
والرأي الثاني: أنه مشتق من «قرَّةُ العين» وهو ما فيه سرور الإنسان وفرحه، ومنه قول الله عَزَّ وجَلَّ: «رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ».
فأهلا وسهلا بليالي القرقاعون.