تقام النسخة الـ26 من كأس الخليج في الكويت وسط ترقب كبير من عشاق كرة القدم ويجب علينا تسلط الضوء على كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في الرياضة وكرة القدم.
لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد مفهوم يقتصر على الخيال العلمي، بل أصبح حقيقة تغير مختلف الصناعات والعديد من جوانب حياتنا اليومية. يعد عالم الرياضة أحد أكثر المجالات إثارة حيث يحدث الذكاء الاصطناعي تأثيراً كبيراً. ومن خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبحت الرياضة أكثر ديناميكية واستراتيجية وكفاءة، مما أحدث ثورة في طريقة لعب الرياضات وإدارتها.
أحد التطبيقات الرئيسية للذكاء الاصطناعي هو في اكتشاف واستقطاب المواهب. هناك الكثير من اللاعبين الموهوبين في مختلف المناطق، لكن الأماكن في فرق كرة القدم محدودة. هذا يعني أن هناك دائماً فرصة ألا يتمكن بعض اللاعبين من الانضمام إلى الفرق فقط لأنه لم يكن هناك كشاف يراقبهم. ومع ظهور منصات مثل "AiSCOUT" في إنجلترا، يمكن للاعبين الهواة تسجيل مقاطع فيديو لأنفسهم أثناء التمرين وأداء تمارين مختلفة لقياس القدرة على التحمل والمهارات. توفر هذه المنصات للمدربين الكشافين المعلومات الضرورية التي تساعدهم على اتخاذ القرار بشأن استقطاب اللاعب أم لا، مما يقلل من احتمالية تجاهل لاعب موهوب لم يحظَ بفرصة كافية للاهتمام.
بالإضافة إلى ذلك، يعزز الذكاء الاصطناعي عملية اتخاذ القرارات لدى المدربين، مما يقلل من مخاطر الأخطاء البشرية. في كل مباراة، هناك دائماً فرصة لحدوث خطأ بشري، خاصة من المدرب، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على نتيجة المباراة. لذلك، بدأت العديد من الأندية في استخدام الذكاء الاصطناعي لمتابعة وتحليل المباريات، أداء الفريق ككل، أداء كل لاعب على حدة، وحتى تحليل طريقة لعب الفرق المنافسة. هذا يسمح للمدرب بالحصول على رؤى دقيقة حول المجالات التي يحتاج فيها الفريق إلى تحسين، وكيف يمكن تحقيق ذلك. بهذه الطريقة، يتم تقليل فرص حدوث أخطاء ناجمة عن سوء التقدير البشري، مما يؤدي إلى تحسين أداء الفريق بشكل عام.
يعد تتبع صحة اللاعبين وأدائهم أيضًا من أهم استخدامات الذكاء الاصطناعي في كرة القدم. تمثل تقنيات الأجهزة القابلة للارتداء المدعومة بالذكاء الاصطناعي وسيلة مبتكرة لمراقبة مجموعة واسعة من المؤشرات البدنية. مثل السرعة، المسافة المقطوعة، والقدرة على التحكم في الكرة، والعديد من العناصر الأخرى. في السابق، كان من الصعب جمع هذه البيانات بدقة، لكن الذكاء الاصطناعي أصبح قادراً على تتبعها وتحليلها بشكل دقيق. هذا يساعد الفرق على ضمان أن اللاعبين في أفضل حالة بدنية ومراقبة أي تغييرات قد تؤثر على أدائهم داخل الملعب.
من جهة أخرى، يعد التنبؤ بالإصابات ومنعها أحد التطبيقات الحيوية للذكاء الاصطناعي في كرة القدم. الإصابات هي أحد أكبر العوائق التي تواجه اللاعبين المحترفين، حيث قد تؤثر بشكل كبير على مسيرتهم. باستخدام الذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن التنبؤ بموعد تعرض اللاعب للإصابة بناءً على البيانات التي يتم جمعها. يساعد ذلك المدربين والطاقم الطبي في اتخاذ قرارات حول شدة التدريب والراحة التي يحتاجها اللاعب، مما يقلل من مخاطر الإصابات ويضمن عودة اللاعبين إلى المنافسات في أسرع وقت ممكن.
وأخيراً، يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة الجماهير عبر البث المباشر للمباريات. حيث أصبحت الكاميرات المدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة على متابعة تحركات اللاعبين على أرض الملعب بدون الحاجة إلى مشغلين بشريين. هذا يتيح للبث المباشر تغطية المزيد من المباريات التي قد لا يتمكن المشاهدون من مشاهدتها إذا لم يكونوا في الملعب. مع تزايد هذه التقنيات، أصبح بإمكان الجماهير مشاهدة المباريات بجودة عالية ومن أي مكان، مما يعزز من تجربة المتابعة الرياضية ويزيد من انتشار كرة القدم في جميع أنحاء العالم.
إجمالًا، يُظهر الذكاء الاصطناعي كيف يمكنه تغيير عالم كرة القدم من خلال تحسين الأداء، تقليل المخاطر، وتوسيع نطاق الوصول إلى الرياضة على مستوى عالمي.