مفتاح الجنة هو الجائزة الكبرى التي ادعى الكثيرون ومن عدة أديان ومذاهب على مر العصور أنهم يحملونه وأنهم الأمناء عليه، واعتمدوا عليه في ارتماء أتباعهم في أحضانهم والانتحار من أجل الحصول عليه، ولم يكن الداعشيون أو الخمينيون أثناء الحرب العراقية الإيرانية وحدهم من خاضوا الحروب وهم يظنون أنهم موعودون بمفاتيح الجنة، فحتى الصليبيون خاضوا حروبهم وهم مؤمنون وعلى يقين أن الكنيسة ضمنت لهم مفاتيح الجنة.
لكن الحشاشين وهم طائفة غريبة قصتهم عجيبة استخدموا أساليب أكثر دهاء في إقناع أتباعهم بأن "إمامهم" يحمل فعلاً مفاتيح الجنة، فما هي قصتهم؟
مناسبة الحديث عن هذه الطائفة أنه يعرض الآن مسلسل "الحشاشين" بطولة كريم عبدالعزيز وإخراج بيتر ميمي، وهو مسلسل على درجة من الإتقان الفني من حيث الإخراج والتصوير ومواقع العمل والأزياء ويحكي قصة مستوحاة ومستلهمة من تاريخ طائفة أطلق عليها اسم طائفة "الحشاشين" وهم من الطوائف الشيعية الإسماعيلية الذين يؤمنون بأن الإمام المنتظر هو نزار بن المستنصر بالله الخليفة الفاطمي الذي قتل بعد وفاة ابيه، لكن "حسن الصباح" وهو مؤسس تلك الطائفة النزارية أعلن أنه الوحيد الذي على اتصال بالإمام وأن لديه مفتاح الجنة، وبسبب المسلسل نشط الشباب في البحث عن هذه الطائفة من جديد على محركات البحث الإلكتروني حتى تصدر اسم "الحشاشين" على قائمة المحركات (للعلم قرأت قصتهم وأنا في سن المراهقة والتي كتبت في أكثر من كتاب ورواية وبعضها روايات أجنبية مترجمة وبعضها في كتاب أحمد أمين صاحب سلسلة فجر الإسلام )
قامت دولة الحشاشين الشيعية الإسماعيلية عام 1096 حين استولى حسن الصباح على قلعة "آلموت" في أصفهان في فارس أثناء قيام الدولة السلجوقية، واستمرت 160 عاماً، وقتها كانت فارس سنية المذهب، ثم انتشرت الدعوة النزارية ونجح حسن الصباح في السيطرة على عدة قلاع ونجحت فرقه الاغتيالية في قتل سلطان شاه أمير دولة السلاجقة ووزيره نظام الملك واستمرت فرقهم الاغتيالية في نشاطها حتى قتلوا العديد من زعماء بلاد الفرنجة، إلى أن قضى عليهم المغول سنة 1256م.
160 عاماً كانت دولتهم تنشر الرعب بين الناس والملوك على حد سواء، لأن أتباعها كانوا فدائيين لا يهابون الموت، إنما كيف نجح حسن الصباح في خلق هذه الروح الانتحارية لدى أتباعه؟ ومن هنا يأتي وصف الحشاشين.
في أحد الكتب جاء وصف آلية الإقناع التي استخدمها حسن الصباح وتعتمد على غسيل المخ والتخدير، ففي كتاب "أسطورة الفردوس" لماركو بولو جاء " بأنه كانت فيها (أي في القلعة) حديقة كبيرة ملأى بأشجار الفاكهة، وفيها قصور وجداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء، وبنات جميلات يغنين ويرقصن ويعزفن الموسيقى، حتى يوهم شيخ الجبل لأتباعه أن تلك الحديقة هي الجنة، وقد كان ممنوعاً على أيّ فرد أن يدخلها، وكان دخولها مقصوراً فقط على من تقرّر أنهم سينضمون لجماعة الحشاشين. كان شيخ الجبل يُدخِلهم القلعة في مجموعات، ثم يُشرِبهم مخدّر الحشيش، ثم يتركهم نياماً، ثم بعد ذلك كان يأمر بأن يُحملوا ويوضعوا في الحديقة، وعندما يستيقظون فإنهم سوف يعتقدون بأنهم قد ذهبوا إلى الجنة، وبعدما يُشبعون شهواتهم من المباهج كانوا يُخدَّرون مرة أخرى، ثم يخرجون من الحدائق ويتم إرسالهم عند شيخ الجبل، فيركعون أمامه، ثم يسألهم من أين أتوا؟، فيردون: "من الجنة"، بعدها يرسلهم الشيخ ليغتالوا الأشخاص المطلوبين؛ ويعدهم أنهم إذا نجحوا في مهماتهم فإنه سوف يُعيدهم إلى الجنة مرة أخرى، وإذا قُتلوا أثناء تأدية مهماتهم فسوف تأتي إليهم ملائكة تأخذهم إلى الجنة"، "انتهى".
الغريب أن هذا "المفتاح" مازال على قيد الحياة إلى يومنا هذا، ومازال صالحاً للاستعمال، وربما اختلف نوع غسل الدماغ سواء بالحشيش أو بالأفكار الهدامة، إنما العديد من الدجالين يدعون امتلاكه، والعديد العديد من الشباب يصدقونهم، ومن أجله يساق الشباب للموت، منهم من يفجر نفسه ومنهم من يحرق بلده ومنهم من ينضم لميليشيات لا يهمه حجم إرهابها مادامت الجائزة الكبرى التي بانتظاره هي "المفتاح"!!
لكن الحشاشين وهم طائفة غريبة قصتهم عجيبة استخدموا أساليب أكثر دهاء في إقناع أتباعهم بأن "إمامهم" يحمل فعلاً مفاتيح الجنة، فما هي قصتهم؟
مناسبة الحديث عن هذه الطائفة أنه يعرض الآن مسلسل "الحشاشين" بطولة كريم عبدالعزيز وإخراج بيتر ميمي، وهو مسلسل على درجة من الإتقان الفني من حيث الإخراج والتصوير ومواقع العمل والأزياء ويحكي قصة مستوحاة ومستلهمة من تاريخ طائفة أطلق عليها اسم طائفة "الحشاشين" وهم من الطوائف الشيعية الإسماعيلية الذين يؤمنون بأن الإمام المنتظر هو نزار بن المستنصر بالله الخليفة الفاطمي الذي قتل بعد وفاة ابيه، لكن "حسن الصباح" وهو مؤسس تلك الطائفة النزارية أعلن أنه الوحيد الذي على اتصال بالإمام وأن لديه مفتاح الجنة، وبسبب المسلسل نشط الشباب في البحث عن هذه الطائفة من جديد على محركات البحث الإلكتروني حتى تصدر اسم "الحشاشين" على قائمة المحركات (للعلم قرأت قصتهم وأنا في سن المراهقة والتي كتبت في أكثر من كتاب ورواية وبعضها روايات أجنبية مترجمة وبعضها في كتاب أحمد أمين صاحب سلسلة فجر الإسلام )
قامت دولة الحشاشين الشيعية الإسماعيلية عام 1096 حين استولى حسن الصباح على قلعة "آلموت" في أصفهان في فارس أثناء قيام الدولة السلجوقية، واستمرت 160 عاماً، وقتها كانت فارس سنية المذهب، ثم انتشرت الدعوة النزارية ونجح حسن الصباح في السيطرة على عدة قلاع ونجحت فرقه الاغتيالية في قتل سلطان شاه أمير دولة السلاجقة ووزيره نظام الملك واستمرت فرقهم الاغتيالية في نشاطها حتى قتلوا العديد من زعماء بلاد الفرنجة، إلى أن قضى عليهم المغول سنة 1256م.
160 عاماً كانت دولتهم تنشر الرعب بين الناس والملوك على حد سواء، لأن أتباعها كانوا فدائيين لا يهابون الموت، إنما كيف نجح حسن الصباح في خلق هذه الروح الانتحارية لدى أتباعه؟ ومن هنا يأتي وصف الحشاشين.
في أحد الكتب جاء وصف آلية الإقناع التي استخدمها حسن الصباح وتعتمد على غسيل المخ والتخدير، ففي كتاب "أسطورة الفردوس" لماركو بولو جاء " بأنه كانت فيها (أي في القلعة) حديقة كبيرة ملأى بأشجار الفاكهة، وفيها قصور وجداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء، وبنات جميلات يغنين ويرقصن ويعزفن الموسيقى، حتى يوهم شيخ الجبل لأتباعه أن تلك الحديقة هي الجنة، وقد كان ممنوعاً على أيّ فرد أن يدخلها، وكان دخولها مقصوراً فقط على من تقرّر أنهم سينضمون لجماعة الحشاشين. كان شيخ الجبل يُدخِلهم القلعة في مجموعات، ثم يُشرِبهم مخدّر الحشيش، ثم يتركهم نياماً، ثم بعد ذلك كان يأمر بأن يُحملوا ويوضعوا في الحديقة، وعندما يستيقظون فإنهم سوف يعتقدون بأنهم قد ذهبوا إلى الجنة، وبعدما يُشبعون شهواتهم من المباهج كانوا يُخدَّرون مرة أخرى، ثم يخرجون من الحدائق ويتم إرسالهم عند شيخ الجبل، فيركعون أمامه، ثم يسألهم من أين أتوا؟، فيردون: "من الجنة"، بعدها يرسلهم الشيخ ليغتالوا الأشخاص المطلوبين؛ ويعدهم أنهم إذا نجحوا في مهماتهم فإنه سوف يُعيدهم إلى الجنة مرة أخرى، وإذا قُتلوا أثناء تأدية مهماتهم فسوف تأتي إليهم ملائكة تأخذهم إلى الجنة"، "انتهى".
الغريب أن هذا "المفتاح" مازال على قيد الحياة إلى يومنا هذا، ومازال صالحاً للاستعمال، وربما اختلف نوع غسل الدماغ سواء بالحشيش أو بالأفكار الهدامة، إنما العديد من الدجالين يدعون امتلاكه، والعديد العديد من الشباب يصدقونهم، ومن أجله يساق الشباب للموت، منهم من يفجر نفسه ومنهم من يحرق بلده ومنهم من ينضم لميليشيات لا يهمه حجم إرهابها مادامت الجائزة الكبرى التي بانتظاره هي "المفتاح"!!