من سبق له حضور أي لقاء تحدث فيه معالي وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، مسؤولاً كان أم إعلامياً أم فرداً عادياً، يستطيع أن يجزم بأن ما دار في لقاء معاليه برئيس وأعضاء مجلس النواب أخيراً والذي تم خلاله إطلاعهم على تفاصيل عملية الهروب من مركز الإصلاح والتأهيل كان هو الحقيقة بلا زيادة أو نقصان، حيث المعروف عن الشيخ راشد بأنه يوفر المفيد والصحيح من المعلومات من دون لف ولا دوران، ولهذا لا يمكن أن تجد في كلامه أي تناقض. ومن سبق له حضور أي لقاء تحدث فيه معاليه يستطيع أن يؤكد أنه لا يتهرب من الإجابة عن أي سؤال يوجه إليه ولا يلون إجابته ويذهب إلى النقطة المعنية مباشرة، وهذا بالضبط ما يمكن أن يؤكده كل من حضر ذلك اللقاء من النواب والذي توفرت فيه معلومات كشفت جانباً من الغموض الذي اكتنف قصة الهروب، ونشرت على الفور.

مثال على شفافية معالي الشيح راشد قوله «الإهمال والتواطؤ من أهم أسباب الهروب وسوف يثبت التحقيق من وراء ذلك»، وكذلك قوله «أوامر فتح النار مع الإرهابيين والهاربين من السجن لا لبس فيها»، وأيضاً «اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية والقانونية لإصلاح الأوضاع ومعالجة القصور والإهمال في الإصلاح والتأهيل». وفي السياق نفسه جاء قرار إحالة المسؤولين بمركز الإصلاح والتأهيل إلى التحقيق وقوله بوضوح إن «تغييرهم مربوط بنتائج التحقيق». لم يقل إنه لا يمكن أن يكون هناك إهمال أو تواطؤ من قبل البعض في السجن كي يظهر المكان والعاملين فيه على أنهم مثال ونموذج، ولم يقل إن وزارة الداخلية تمنع رجالها من إطلاق النار في حالات معينة مثل التعامل مع الإرهابيين والهاربين، ولم يدافع عن المسؤولين عن مركز الإصلاح والتأهيل أو يستثنيهم من التحقيق أو العقوبات لاحقاً إن ثبت عليهم ما يستوجب ذلك. قال كل ما ينبغي قوله بوضوح وبشفافية، وبأسلوبه الهادئ وصوته الخفيض، وبكل ثقة. أيضاً، من سبق له حضور أي لقاء من اللقاءات التي تحدث فيها وزير الداخلية يستطيع أن يؤكد أن معاليه لا يكتفي -كما هم السياسيون وكثير من المسؤولين- بتوفير الإجابات القصيرة والمقتضبة ولكنه يوفر كل التفاصيل التي تتطلبها الإجابة كي تصل المعلومة كاملة وتتضح الصورة كلها، وكي لا يشكك أحد في ما حدث أو يصدق ما يقال من قبل أناس لا علم لهم بما حدث ولا علاقة لهم به ويفعلون ذلك من أجل تحقيق أهداف خاصة بهم. كذلك من المهم التأكيد هنا على أن معالي الشيخ راشد بن عبدالله يهتم بتوفير المعلومة أكثر من التحليل، حيث المعلومة هي الأساس بينما التحليل يحتمل الصواب والخطأ ويعتمد على الفرضية، دون أن يعني هذا أن التحليل لا قيمة له، فبعض التحليلات تقود إلى الحقيقة. الفكرة هي أن الشيخ راشد يحرص على توفير المعلومة والمعلومة الدقيقة وليس التحليل الذي من الطبيعي أنه يختلف من شخص إلى شخص ويتغير بتوفر معلومات جديدة.

مقابل هذه الشفافية التي يتميز بها وزير الداخلية وتأكيده للنواب ولكل شعب البحرين أنه يتقبل النقد ويحترمه وأن أداء المنتمين لهذه الوزارة ليس خارج النقد ولا فوقه، مقابل هذا ينبغي عدم التعميم، حيث الإهمال والتقصير الذي أشار إليه الوزير في حديثه عن عملية الهروب من مركز الإصلاح والتأهيل ينبغي ألا يقود إلى أن نبخس حق جهود المخلصين والأوفياء من رجال الأمن الذين وفروا ويوفرون الكثير من معاني التفاني والإخلاص، فما نحن فيه من أمن وطمأنينة هو نتيجة لتلك الجهود المخلصة وغير المنقطعة.