كان الكاتب الأمريكي مارك توين «Mark Twain» صديقاً للعديد من الرؤساء ورجال السياسة، فانتقدهم بسخرية مريرة، ووصف بأنه «أعظم الساخرين الأمريكيين في عصره»، ومن أشهر أقواله «إذا لم تقرأ الصحف فأنت غير مطلع، وإذا قرأتها فأنت مضلل».
;If you don't read the newspaper, you're uninformed»
«If you read the newspaper, you're mis-informed
هذا التضليل والانقياد للإعلام وما يحمله جعلنا نكره الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من أول ملامسة لنا مع شخصه الكريم، لكونه يمتلك كاريزما سلبية، ومظهراً استفزازياً. ثم ترشح، وأخذ في تسويق نفسه بتلقائية وصدق يحسد عليهما، فجفلنا منه قبل أن يصدر أمراً تنفيذياً واحداً.
وهناك من يرى جدوى عدم التطرق بشكل سلبي لـ «ترامب» وأن نسهل سبل التواصل مع رئيس أقوى دولة في العالم ربطتنا بها وبمؤسساتها علاقات طويلة. فكيف يتسق ذلك مع ردة فعل المثقفين الأمريكيين أنفسهم! فهناك من قال إنه سيعتزل العمل السياسي إذا فاز، وهناك من قال إنه سيهاجر. وهنا نعود إلى مارك توين صديق الرؤساء الأمريكيين، ونتذكر قوله إننا ربما كنا مضللين حيال ترامب من وسائل الإعلام الأمريكية التي تدور في فلكها بقية وسائل الإعلام العالمية ومنها العربية. لقد كتبنا ذات مقال أن هناك كتابات مفعمة حتى الثمالة بنزعة تطير بنيت على تصريحات انتخابية لترامب. وقد غيب التطير أن الخليج قد يكون أحد أكبر الكاسبين من فوز ترامب في ملفات كثيرة. فعصر أوباما لم يكن خيراً مطلقاً، وترامب لن يكون أسوأ، بل إن وصول ترامب كان جرعة القلق الإيجابية التي نحتاجها ليختط الخليج مساراً جديداً في علاقاته الدولية، بدل الاتكاء على واشنطن، كالإعلان عن الحاجة لتكتل اقتصادي خليجي. وترامب رجل أعمال واقتصاد وفي سعيه لمصلحته لنفسه أو مصلحة بلده سيمر علينا، فله ولبلده مصالح بيننا. كما إن خيارات الرجل لموظفي إدارته جانب إيجابي لنا، لكونهم تربوا على الخصومة من التحديات التي تواجه الخليجيين من إيران أو من روسيا والأسد.
* بالعجمي الفصيح:
لقد كتبنا مقالات عدة كان فيها الكثير من التطير من عصر ترامب، من باب أن رسائله الانتخابية ستكون محور سياسته في البيت الأبيض، وفي ذلك تشويه لطبيعة الالتزامات التي يفرضها المنصب، فهناك «فلاتر» للقرار السياسي، أولها جيش المستشارين، والوزراء، ثم مجلس الشيوخ ثم مجلس النواب. وعليه نعتقد أن «ترامب فوبيا» أصابتنا بالرعب قبل أن تحط بيننا ونتلمس حقيقتها.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
{{ article.visit_count }}
;If you don't read the newspaper, you're uninformed»
«If you read the newspaper, you're mis-informed
هذا التضليل والانقياد للإعلام وما يحمله جعلنا نكره الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من أول ملامسة لنا مع شخصه الكريم، لكونه يمتلك كاريزما سلبية، ومظهراً استفزازياً. ثم ترشح، وأخذ في تسويق نفسه بتلقائية وصدق يحسد عليهما، فجفلنا منه قبل أن يصدر أمراً تنفيذياً واحداً.
وهناك من يرى جدوى عدم التطرق بشكل سلبي لـ «ترامب» وأن نسهل سبل التواصل مع رئيس أقوى دولة في العالم ربطتنا بها وبمؤسساتها علاقات طويلة. فكيف يتسق ذلك مع ردة فعل المثقفين الأمريكيين أنفسهم! فهناك من قال إنه سيعتزل العمل السياسي إذا فاز، وهناك من قال إنه سيهاجر. وهنا نعود إلى مارك توين صديق الرؤساء الأمريكيين، ونتذكر قوله إننا ربما كنا مضللين حيال ترامب من وسائل الإعلام الأمريكية التي تدور في فلكها بقية وسائل الإعلام العالمية ومنها العربية. لقد كتبنا ذات مقال أن هناك كتابات مفعمة حتى الثمالة بنزعة تطير بنيت على تصريحات انتخابية لترامب. وقد غيب التطير أن الخليج قد يكون أحد أكبر الكاسبين من فوز ترامب في ملفات كثيرة. فعصر أوباما لم يكن خيراً مطلقاً، وترامب لن يكون أسوأ، بل إن وصول ترامب كان جرعة القلق الإيجابية التي نحتاجها ليختط الخليج مساراً جديداً في علاقاته الدولية، بدل الاتكاء على واشنطن، كالإعلان عن الحاجة لتكتل اقتصادي خليجي. وترامب رجل أعمال واقتصاد وفي سعيه لمصلحته لنفسه أو مصلحة بلده سيمر علينا، فله ولبلده مصالح بيننا. كما إن خيارات الرجل لموظفي إدارته جانب إيجابي لنا، لكونهم تربوا على الخصومة من التحديات التي تواجه الخليجيين من إيران أو من روسيا والأسد.
* بالعجمي الفصيح:
لقد كتبنا مقالات عدة كان فيها الكثير من التطير من عصر ترامب، من باب أن رسائله الانتخابية ستكون محور سياسته في البيت الأبيض، وفي ذلك تشويه لطبيعة الالتزامات التي يفرضها المنصب، فهناك «فلاتر» للقرار السياسي، أولها جيش المستشارين، والوزراء، ثم مجلس الشيوخ ثم مجلس النواب. وعليه نعتقد أن «ترامب فوبيا» أصابتنا بالرعب قبل أن تحط بيننا ونتلمس حقيقتها.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج