«أينما وجدت إيران، وجدت المشاكل والأزمات والكوارث والنكبات، وأينما حلت طهران حلت الحروب وفشلت أية مفاوضات للتسوية، وذهب السلام إلى غير رجعة»، تلك الحقيقة التي يؤمن بها كثيرون، عربياً وعالمياً، ولعل آخر أزمات إيران سعيها الحثيث إلى تعقيد محادثات السلام السورية المقرر إجراؤها في أستانة عاصمة كازاخستان يوم غد الإثنين، ووضع العصا في العجلات، مثلما سعت بشكل كبير خلال الأيام الماضية إلى إفشال اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا والذي تم التوصل إليه بوساطة روسية تركية، في 29 ديسمبر الماضي، بعدما أججت العنف والقتال بتوجيه ميليشياتها خاصة «حزب الله» اللبناني إلى قصف المدنيين وقوات المعارضة في وادي بردى بريف دمشق. من هنا تبرز على السطح الخلافات بين موسكو وطهران، وقد كشفت عنها وسائل إعلام روسية، خاصة ما تردد حول طريقة اختيار الوفود المشاركة في مباحثات أستانة، بعد رفض إيران مشاركة واشنطن في المباحثات، فيما ترحب موسكو بمشاركة الولايات المتحدة لأنها تعتبر أنه «لا يمكن حل الأزمة السورية دون مشاركة واشنطن»، على حد تعبير الكرملين.
ولا شك في أن إيران وميليشياتها أكبر المتضررين من الالتزام بوقف إطلاق النار في سوريا، لأن ذلك سيترتب عليه سحب كافة المقاتلين الأجانب من البلاد، خاصة قوات الحرس الثوري الإيراني، وميليشيات طهران الطائفية ، لاسيما «حزب الله» اللبناني و«الحشد الشعبي» العراقي.
والخلاف الروسي الإيراني بشأن سوريا ليس وليد اليوم، بل على العكس، فقد انتقدت وسائل إعلام روسية، قبل فترة، دور إيران العسكري في سوريا، خاصة خلال المعارك الأخيرة في حلب، مشددة على أنه «لولا الضربات الجوية للجيش الروسي في حلب، لخسر جيش الرئيس بشار الأسد وحلفاؤه المعارك»، كما سخرت وسائل الإعلام الروسية من انسحاب جيش الأسد وفراره من أمام مقاتلي تنظيم الدولة «داعش» من تدمر، وسط البلاد، وسيطرة التنظيم المتطرف على المدينة دون أدنى مجهود يذكر. في المقابل، أعربت وسائل إعلام إيرانية مقربة من نظام طهران عن امتعاضها من التقارب الروسي التركي خاصة في الملف السوري، واعتبرت أن ذلك «يعد تهميشاً لدور إيران في سوريا، وإخراجها من المباحثات« بخفي حنين، والذي ربما يؤدي شيئاً فشيئاً إلى تحييد قوتها العسكرية، وهو الأمر الذي ترجم فعلياً بعد ذلك بمحاولات طهران و«حزب الله»، إفشال عمليات إجلاء المدنيين من شرق حلب بعد سيطرة جيش الأسد وتهجير سكانها إلى إدلب شمال غرب سوريا.
ورغم أن السوريين يعولون كثيراً على مباحثات أستانة التي من المقرر أن تجرى بين ممثلين عن نظام الأسد والفصائل المعارضة على طاولة واحدة في عاصمة كازاخستان لتصبح أول مفاوضات مباشرة بين الطرفين منذ بدء النزاع قبل نحو 6 سنوات، إلا أن هناك مواقف متباينة جلية وواضحة حيال رؤية الطرفين لمضمون المباحثات، تعرقل نجاحها، خاصة بعد تصريحات الأسد التي ذكر فيها أن «المباحثات ستركز على وقف إطلاق النار من أجل السماح للفصائل المسلحة بالانضمام إلى المصالحات، ما يعني تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة» على حد تعبيره، بينما في المقابل، تؤكد الفصائل المسلحة أن «النقاش في أستانة سيركز فقط على تثبيت وقف إطلاق النار»، ومن هنا تبدو محادثات أستانة عسكرية أكثر منها سياسية.
* وقفة:
هل تستطيع موسكو تجاوز معضلة إيران ووقف نفوذها وكبح جماحها من أجل إنجاح «محادثات أستانة» وسحب ميليشيات طهران من سوريا؟
ولا شك في أن إيران وميليشياتها أكبر المتضررين من الالتزام بوقف إطلاق النار في سوريا، لأن ذلك سيترتب عليه سحب كافة المقاتلين الأجانب من البلاد، خاصة قوات الحرس الثوري الإيراني، وميليشيات طهران الطائفية ، لاسيما «حزب الله» اللبناني و«الحشد الشعبي» العراقي.
والخلاف الروسي الإيراني بشأن سوريا ليس وليد اليوم، بل على العكس، فقد انتقدت وسائل إعلام روسية، قبل فترة، دور إيران العسكري في سوريا، خاصة خلال المعارك الأخيرة في حلب، مشددة على أنه «لولا الضربات الجوية للجيش الروسي في حلب، لخسر جيش الرئيس بشار الأسد وحلفاؤه المعارك»، كما سخرت وسائل الإعلام الروسية من انسحاب جيش الأسد وفراره من أمام مقاتلي تنظيم الدولة «داعش» من تدمر، وسط البلاد، وسيطرة التنظيم المتطرف على المدينة دون أدنى مجهود يذكر. في المقابل، أعربت وسائل إعلام إيرانية مقربة من نظام طهران عن امتعاضها من التقارب الروسي التركي خاصة في الملف السوري، واعتبرت أن ذلك «يعد تهميشاً لدور إيران في سوريا، وإخراجها من المباحثات« بخفي حنين، والذي ربما يؤدي شيئاً فشيئاً إلى تحييد قوتها العسكرية، وهو الأمر الذي ترجم فعلياً بعد ذلك بمحاولات طهران و«حزب الله»، إفشال عمليات إجلاء المدنيين من شرق حلب بعد سيطرة جيش الأسد وتهجير سكانها إلى إدلب شمال غرب سوريا.
ورغم أن السوريين يعولون كثيراً على مباحثات أستانة التي من المقرر أن تجرى بين ممثلين عن نظام الأسد والفصائل المعارضة على طاولة واحدة في عاصمة كازاخستان لتصبح أول مفاوضات مباشرة بين الطرفين منذ بدء النزاع قبل نحو 6 سنوات، إلا أن هناك مواقف متباينة جلية وواضحة حيال رؤية الطرفين لمضمون المباحثات، تعرقل نجاحها، خاصة بعد تصريحات الأسد التي ذكر فيها أن «المباحثات ستركز على وقف إطلاق النار من أجل السماح للفصائل المسلحة بالانضمام إلى المصالحات، ما يعني تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة» على حد تعبيره، بينما في المقابل، تؤكد الفصائل المسلحة أن «النقاش في أستانة سيركز فقط على تثبيت وقف إطلاق النار»، ومن هنا تبدو محادثات أستانة عسكرية أكثر منها سياسية.
* وقفة:
هل تستطيع موسكو تجاوز معضلة إيران ووقف نفوذها وكبح جماحها من أجل إنجاح «محادثات أستانة» وسحب ميليشيات طهران من سوريا؟