في مطلع القرن العشرين قادت كل من الصحافة المصرية واللبنانية الصحافة العربية بالشكل والمحتوى، ألم يئن الأوان أن تواكب الصحافة الخليجية مزاج التفوق الذي حققه الخليج العربي في كافة المجالات؟ ليواكب الشكل المضمون وليتسق «كيف قيل؟»، بـ«ماذا قيل؟»، في لغة الإعلام، وهذا يجرني إلى الفكرة الرئيسة لمقالي، لماذا تحجم الصحافة العربية عن استخدام الأدوات التي تعج بها أدوات التواصل الاجتماعي مثل الوجوه الباسمة أو الغاضبة مثل الوجوه الحائرة والعيون الدامعة؟!
في كثير من الأوقات وأنا أستدعي الكلمات محاولةً ترجمة أفكاري للقارئ، تباغت ذهني واحدة من الأشكال التعبيرية التي نتداولها في محادثاتنا على الـ «واتس أب» وبقية برامج التواصل الاجتماعي، وعندما أود أحياناً التعبير عن غضبي حيال أمر ما، أو استيائي تجاه موقف معين، لا أجد الكلمات تسعفني بما يكفي لإيصال مشاعري وانفعالاتي للقارئ، وليس لذلك علاقة بقصور في اللغة فالعربية أم اللغات، وفيها من الدقة ما يكاد يشخص كافة مناحي الحياة بتفصيلاتها وحيثياتها الصغرى قبل الكبرى، ولا لذلك علاقة بضعف أدواتي ككاتب في سبك الكلمات وصوغ العبارات، بقدر ما يعود للثقافة التي بتنا نتعاطاها ليل نهار، وأصبحت أكثر يسراً على الذهن العربي في ترجمتها وسرعة التفاعل معها.
مع ظهور التلفزيون، تنبأ العالم بانقضاء وطر المذياع «الراديو»، وبظهور الإنترنت وما رافقه من تطورات شهدنا انطلاقة الإعلام الإلكتروني، فغدا الناس يتحدثون عن قرب انقضاء وطر الصحافة الورقية أو المطبوعة ويقاس عليها كافة المطبوعات الأخرى كالكتب الورقية وأن الطباعة إلى زوال، ولكنّ شيئاً من هذا لن يحدث برأيي لأن لكل وسيلة بخصوصياتها جمهوراً يحمل ذائقة تتسق معها بما يكفي لدوام استمرارها، ولكن هناك بعض الجوانب التي أصبح على الصحافة أن تلتفت لها بجدية، لتواكب مستجدات العصر وترسخ شرعية بقائها.
لقد ظهر الإعلام الإلكتروني ليجمع كافة أشكال الإعلام بصوره المختلفة «مقروء، مسموع، مرئي، وتفاعلي» في سلة واحدة، ولتقدم لجمهورها الكلمات معززة بلغة الجسد بالفيديو والصوت، وبقيت الصحافة على شكلها السابق الخالي من التعبير الحركي غير التعبير من خلال الكلمات، تلك الكلمات التي بدأت تفقد بعض قيمها وتأثيرها ودقة معانيها مع اتجاه الناس لـ«رطانة» اللغات المختلفة، فضلاً عن أن لغة الصحافة يجب أن تكون بسيطة وليست اللغة الأدبية المعقدة التي تغوص في أعماق المعاني وتفسيراتها، وهذا ما يدعو لأن يكون للصحافة بعداً آخر أكثر ديناميكية في منح القارئ مزيداً من الشعور بالقرب والتفاعل وإيصال المعنى لنتجاوز بهذا عائق مقروئية الصحافة وحسب، ونفتح آفاق قراءة دافئة تقوم على تخيل الانفعالات والانطباعات عبر بعض الرموز التعبيرية وما شابهها من أدوات حديثة.
* اختلاج النبض:
تحت هذا السطر تخيلت أنني وضعت وجوهاً باسمة لمستقبل الصحافة الجديد، ولا أدري إن كان المحرر كان سيجيز مقالي مع تلك الوجوه أم سيمنعها من النشر!! فإن كان وضعها فلي سبق القفز إلى صحافة المستقبل، ولقرائي الاستحقاق الأول لهذا السبق.
في كثير من الأوقات وأنا أستدعي الكلمات محاولةً ترجمة أفكاري للقارئ، تباغت ذهني واحدة من الأشكال التعبيرية التي نتداولها في محادثاتنا على الـ «واتس أب» وبقية برامج التواصل الاجتماعي، وعندما أود أحياناً التعبير عن غضبي حيال أمر ما، أو استيائي تجاه موقف معين، لا أجد الكلمات تسعفني بما يكفي لإيصال مشاعري وانفعالاتي للقارئ، وليس لذلك علاقة بقصور في اللغة فالعربية أم اللغات، وفيها من الدقة ما يكاد يشخص كافة مناحي الحياة بتفصيلاتها وحيثياتها الصغرى قبل الكبرى، ولا لذلك علاقة بضعف أدواتي ككاتب في سبك الكلمات وصوغ العبارات، بقدر ما يعود للثقافة التي بتنا نتعاطاها ليل نهار، وأصبحت أكثر يسراً على الذهن العربي في ترجمتها وسرعة التفاعل معها.
مع ظهور التلفزيون، تنبأ العالم بانقضاء وطر المذياع «الراديو»، وبظهور الإنترنت وما رافقه من تطورات شهدنا انطلاقة الإعلام الإلكتروني، فغدا الناس يتحدثون عن قرب انقضاء وطر الصحافة الورقية أو المطبوعة ويقاس عليها كافة المطبوعات الأخرى كالكتب الورقية وأن الطباعة إلى زوال، ولكنّ شيئاً من هذا لن يحدث برأيي لأن لكل وسيلة بخصوصياتها جمهوراً يحمل ذائقة تتسق معها بما يكفي لدوام استمرارها، ولكن هناك بعض الجوانب التي أصبح على الصحافة أن تلتفت لها بجدية، لتواكب مستجدات العصر وترسخ شرعية بقائها.
لقد ظهر الإعلام الإلكتروني ليجمع كافة أشكال الإعلام بصوره المختلفة «مقروء، مسموع، مرئي، وتفاعلي» في سلة واحدة، ولتقدم لجمهورها الكلمات معززة بلغة الجسد بالفيديو والصوت، وبقيت الصحافة على شكلها السابق الخالي من التعبير الحركي غير التعبير من خلال الكلمات، تلك الكلمات التي بدأت تفقد بعض قيمها وتأثيرها ودقة معانيها مع اتجاه الناس لـ«رطانة» اللغات المختلفة، فضلاً عن أن لغة الصحافة يجب أن تكون بسيطة وليست اللغة الأدبية المعقدة التي تغوص في أعماق المعاني وتفسيراتها، وهذا ما يدعو لأن يكون للصحافة بعداً آخر أكثر ديناميكية في منح القارئ مزيداً من الشعور بالقرب والتفاعل وإيصال المعنى لنتجاوز بهذا عائق مقروئية الصحافة وحسب، ونفتح آفاق قراءة دافئة تقوم على تخيل الانفعالات والانطباعات عبر بعض الرموز التعبيرية وما شابهها من أدوات حديثة.
* اختلاج النبض:
تحت هذا السطر تخيلت أنني وضعت وجوهاً باسمة لمستقبل الصحافة الجديد، ولا أدري إن كان المحرر كان سيجيز مقالي مع تلك الوجوه أم سيمنعها من النشر!! فإن كان وضعها فلي سبق القفز إلى صحافة المستقبل، ولقرائي الاستحقاق الأول لهذا السبق.