يا بختكم يا شباب أشغلتم تفكير المسؤولين حتى جاءكم الخير بإطلاق "ميثاق الأمل" الذي وقع عليه قادة العمل الشبابي من مختلف دول العالم في حفل إطلاق مبادرة "شبكة الأمل" لتوحيد أطر العمل الشبابي العالمي والتي تمثل نقلة نوعية في رؤية تمكين الشباب، وأهمية إشراكهم في بناء مجتمعاتهم، ليكونوا جزءاً أساسياً من مستقبل مشرق يسعى لتحقيق السلام والازدهار والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، فهي خطوة نحو مستقبل واعد في ظل التحديات العالمية المتزايدة وسط طموحات الشباب المتنامية لبناء مستقبل أفضل.

جاء هذا الميثاق لتحفيز الشباب ليكونوا قادة المستقبل ومبدعيه إيماناً بقدرتهم على إحداث التغيير الإيجابي وإعادة تشكيل ملامح المجتمعات والذي سيترجم فعلياً ضمن خمسة مبادىء تشكل خارطة الطريق الدولية لدعم الشباب والعمل على تمكينهم في مختلف المواقع والتي تحمل في طياتها عمقاً كبيراً حول مدى أهمية الدور الحاسم للشباب في المجتمعات في الوقت الراهن أو في المستقبل حيث كشف المبدأ الأول "إن الشباب منبع الأمل باعتبارهم نصف الحاضر وكل المستقبل" عن مسؤولية ودور الشباب في تطوير الحاضر وبناء المستقبل لكونه شريحة مهمة ونشطة وقوة فاعلة في مختلف المجالات لما لهم من أدوار حيوية من خلال تفاعلاتهم المجتمعية فهم في قلب التغيرات الحالية ولكونهم كل المستقبل فهم من سيحملون على عاتقهم مسؤولية استمرار المجتمع وتطويره في المستقبل فهم قادة الغد وصانعو السياسات فالاستثمار في الشباب هو استثمار مباشر في مستقبل الغد.

أما المبدأ الثاني "إن الشباب أمانة يتم العمل معهم ولأجلهم" فقد جسد هذا المبدأ رؤية عميقة تجاه الشباب حيث أوضح المسؤولية الكبيرة تجاههم بوصفهم أهم موارد المجتمع وركيزته الأساسية لبناء مستقبل أفضل وأن على المجتمع بأكمله مسؤولية الحفاظ عليهم فهم أمانة في أعناقنا يجب حمايتهم ورعايتهم لذا يقتضي من المجتمع بأكمله تقديم الدعم المناسب لهم في مختلف المراحل بكل إخلاص وإتقان وبجهود متكاملة ليصبحوا أفراداً شركاء في بناء أنفسهم ومستقبلهم وأن يتم العمل معهم وليس فقط لأجلهم فالشباب بحاجة إلى مشاركة فعالة وليس مجرد دعم أحادي الجانب مما يعزز شعورهم بالانتماء والثقة بالنفس وهذا ما يعزز مبدأ التضامن والتكافل ليصبح المجتمع متضافراً في الجهود التنموية.

أما المبدأ الثالث فهو "تمكين وإعداد الشباب للمستقبل واجب مشترك على الجميع" فقد أوضح هذا المبدأ على أن هناك مسؤولية جماعية لا تقتصر على جهة أو مؤسسة واحدة بل تشمل مختلف التي لها دور كبير في بناء مهارات الشباب وتوجيههم نحو الطريق الصحيح وتهيئة البيئة المناسبة لتحقيق طموحاتهم وتقديم فرص متساوية لهم بغض النظر عن الخلفية الاجتماعية أو الاقتصادية لضمان وصولهم إلى المستويات التعليمية المختلفة وفرص العمل وبرامج التطوير المهني وما يواكبها من تطورات تكنولوجية واجتماعية متسارعة.

أما المبدأ الرابع فهو "تسريع عجلة التنمية والتطوير عبر تسليط الضوء على أفضل الممارسات والمبادرات الناجحة" والذي أوضح في المعنى العميق على ضرورة تجنب الأخطاء وتسليط الضوء على التجارب الناجحة لتحقيق نتائج أكثر سرعة وفعالية لما لها من أهمية في دعم ثقافة الإبداع وتحفيز الأفراد والمؤسسات على السعي لتطوير أفكار وحلول مبتكرة للتحديات القائمة فعندما يصبح النجاح نموذجاً يحتذى به يساهم في خلق بيئة تنافسية صحية تعزز الابتكار وتضمن تعزيز التعاون والشراكات وتبادل الخبرات وإيجاد فرص لمشاريع مستقبلية جديدة".

أما المبدأ الخامس فيتضمن "تكثيف اللقاءات وزيادة فرص التعاون والتكاتف والتكامل خدمة للإنسانية ولتأمين المستقبل" فيشير هذا المبدأ إلى دلالات قيمة منها تشجيع العمل الجماعي الدولي بين الدول والمنظمات والأفراد بما يعزز مفهوم العمل الجماعي العالمي والتشجيع على تجاوز الفروق السياسية والاقتصادية والثقافية لخدمة الأهداف المشتركة فالتحديات المعاصرة تتطلب حلولاً جماعية لامتداد تأثيرها على أنحاء العالم، كما يعطي هذا المبدأ دلالة على ضرورة بناء شراكات فعالة ومستدامة حيث التعاون والتكامل اللذان يسهمان في بناء شراكات طويلة الأمد ما يتيح تكامل الجهود واستمرارية العمل لتحقيق الأهداف الإنسانية، كما يشير إلى تبادل المعرفة والخبرات لتطوير حلول جديدة وفعالة تمكن الدول مع بعضها بالاستفادة من خبراتهم مما يقلل من الحاجة إلى إعادة اختراع العجلة، كما يعزز هذا المبدأ الاستجابة للتحديات العالمية حيث زيادة فرص التعاون التي تساهم في تعزيز قدرة المجتمعات على الاستجابة للأزمات العالمية بسرعة وفاعلية أكبر في وضع استراتيجيات متكاملة للاستجابة.

إن ميثاق الأمل يعد إطاراً شاملاً يدعم الشباب في مجالات متعددة، فيبقى الآن لتحقيق النجاح مواجهة التحديات المتمثلة في تأمين التمويل الكافي للاستمرار في تنفيذ المبادرات وضمان وصول الفئات الأقل حظاً إلى الفرص المتاحة ومن جانب آخر ترقب الاستجابة الفعلية من الشباب في كل ما سوف يسخر لهم من مبادرات مترجمة من بنود هذا الميثاق.

* إعلامية وباحثة أكاديمية