الشعب السوري الشقيق مقبل في اعتقادي على أيام هامة وحاسمة، في مسيرة بلاده الوطنية، والمتمثلة في مساعي وجهود تأسيس حكومة وطنية تقوم على التشاركية والكفاءة، وتضم كافة مكونات الشعب السوري، بما يصب في جهود تعزيز المصالحة الوطنية، ويحقق تطلعات الشعب الشقيق، ويضمن أمن واستقرار سوريا ووحدة أراضيها.
ولتحقيق تلك المتطلبات، فلابد من تعاون الشعب السوري بكل أطيافه ومكوناته وطوائفه، مع الحرص على عدم الانفراد بالقرارات أو حصرها لفئات معينة دون غيرها، حتى لا تتكرر مآسي السنين السابقة لهذا الشعب الذي عانى الكثير من أجل نيل حقوقه، وتحقيق مطالبة السالفة الذكر، التي توافقت بشكل عام مع مخرجات "اجتماع العقبة" الذي عقد أواخر العام الماضي، من أجل سوريا جديدة وموحدة، لذلك حظيت تلك المطالب والتطلعات بدعم عربي وحتى عالمي.
إن الدعم العربي الذي حظي به الشعب السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد، كان ولا يزال كبيراً، خاصة من دولنا الخليجية التي أكدت تقديمها كل الدعم والمساندة للشعب السوري الشقيق، ومنها مملكة البحرين رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، التي أكدت - في أكثر من مناسبة- التزام المملكة بتعزيز الحوار الهادف لتحقيق الاستقرار والازدهار في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وتأكيد دعم البحرين لعملية انتقالية شاملة للجمهورية، بما يصب في جهود تعزيز المصالحة الوطنية، والتعافي الاقتصادي، والدعم الإنساني للشعب السوري.
ولعل دول الخليج العربي تدرك جيداً أن دعم اقتصاد سوريا أمر هام جداً، ولا يقل أهمية عن دعمها سياسياً، ولكن لاكتمال الدعم الاقتصادي لابد من العمل على رفع العقوبات العقوبات الأمريكية على سوريا، وتحديداً القانون المعروف بـ"قانون قيصر" الذي فرضته أمريكا على نظام بشار الأسد وحلفائه، حيث إن رفع هذا القانون سيصب في صالح سوريا الجديدة، التي ستمضي قدماً نحو ترميم علاقاتها الاقتصادية مع حلفائها الجدد وبالذات دول الخليج العربي، التي أكدت على تقديم كل الدعم لسوريا في مرحلتها الحالية والمراحل المستقبلية، وفي مختلف المجالات ومنها الاقتصادي والاستثماري.
وبطبيعة الحال، فإن على السوريين الحذر من مكائد الآخرين، سواء فلول النظام السابق، أو من كان يؤيده أو يدعمه، فهؤلاء مستمرين في نشر الأكاذيب والإشاعات، بهدف إحداث الشقاق والانقسام في صفوف الشعب السوري، وهو أمر اعتبره طبيعي لأي نظام فقد للتو سيطرته على بلاد كان يحكمها بالظلم والاضطهاد والقتل والدمار، لذلك ينبغي الحذر من خطر هؤلاء - الذي ربما لم يتلاشى كله بعد -على سوريا وشعبها الأبي.