منذ انطلاق نسختها الأولى، أثبتت مسابقة الابتكار الحكومي "فكرة" قدرتها على استقطاب الأفكار الإبداعية والمتميّزة من موظفي الحكومة، مما ساهم في تحسين جودة الخدمات الحكومية ورفع كفاءتها لتلبية تطلعات المواطنين والمقيمين، حيث تُمثّل نموذجاً حياً يعكس الرؤية الطموحة التي تتبناها البحرين لتعزيز الإبداع في القطاع العام.

في النسخة السادسة من المسابقة، تتجلّى أهمية المرحلة الحالية التي تُمثّل فيها الأفكار الاثنتا عشرة المتأهلة خلاصة عقول مبدعة ومتفانية. هذه المرحلة، التي تُفتح فيها أبواب التصويت الإلكتروني للجمهور، منذ يوم الأربعاء الماضي، تُعدّ خطوة رائدة في تعزيز مفهوم المشاركة المجتمعية.

ولاشك أن إتاحة الفرصة للجمهور لاختيار الفكرة التي يرونها الأكثر إلهاماً وقابلية للتنفيذ، بما يلبّي احتياجات المواطنين، تخلق حالة من التفاعل البنّاء بين المواطنين والدولة، مما يساهم في تعزيز شعور الجميع بأنهم جزءٌ من عملية التطوير المتواصلة في الخدمات، وهو ما بدا واضحاً من خلال التفاعل النشط على منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية.

المسابقة لديها العديد من الأهداف الواضحة والمباشرة، والتي تتمثّل في تعزيز ثقافة الإبداع في القطاع العام وتشجيع التفكير خارج الصندوق، فهذا النهج لا يقتصر على إيجاد حلول فورية للتحديات الحالية، بل يمتد إلى بناء بيئة عمل مستدامة ترتكز على الابتكار كركيزة أساسية، فإشراك الموظفين في هذه العملية يمنحهم شعوراً بالمسؤولية والانتماء، كما يُعزّز ثقتهم بقدرتهم على إحداث تغيير إيجابي.

ولاشك أن عملية التقييم، والتي تضمّنت عرض المشاركين لمقترحاتهم أمام اللجان، تُظهر الالتزام الجاد بضمان اختيار الأفكار الأكثر تميّزاً، حيث تمّ توزيع العروض بالقرعة، وخُصّص وقت محدد لكل عرض، مما يعكس روح الشفافية والعدالة التي تتّسم بها المسابقة.

إن مرحلة التصويت الحالية تُمثّل فرصة لإشراك المواطنين في صُنع القرار، وتوجيه رسالة واضحة بأن الابتكار عملية تشاركية تحتاج إلى دعم الجميع، وبغضّ النظر عن الفكرة الفائزة، فإن الفائز الحقيقي هو المجتمع، والذي سيجني ثمار هذه الأفكار في تحسين جودة الحياة والخدمات المُقدّمة.

في النهاية، لا يُمكننا إلا أن نُشيد بمثل هذه المبادرات التي تضع البحرين في مصافّ الدول الساعية بجدية إلى تطوير حكوماتها وتعزيز التنافسية، فمسابقة "فكرة" تُمثّل حركة نحو مستقبل أكثر إشراقاً تُبنى فيه الحكومات بشراكة عقول أبنائها.

لذا فإن المشاركة في التصويت تُمثّل فرصة لدعم الأفكار المُلهمة، ولنكن جميعاً جزءاً من هذه المسيرة المضيئة نحو الإبداع والتميّز.

إضاءة..

"إن حرصنا الدائم على تعزيز مسيرة التطوير والتميّز في الأداء الحكومي ينبع من إيماننا بأن ما نصبو إليه من المستويات المتميّزة والمتقدّمة في خدمة المواطن، يتطلّب روح الإبداع المستمر والعمل المشترك بروح الفريق الواحد، فريق البحرين، فما نصبو إليه من رفعة وازدهار لوطننا الغالي يتطلّب منّا جميعاً إرادة صلبة وعزيمة تتجدّد كل يوم".

سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء