تُعد البحرين في العصر الأموي من المناطق الاستراتيجية التي شهدت تحولات سياسية واجتماعية بارزة. خلال المرحلة الأولى من عهد الأمويين، تمتعت البحرين بفترة من الهدوء والاستقرار، حيث كان لولاة البصرة صلاحيات واسعة في إدارة البحرين وعمان وتعيين الولاة والعمال، الذين دانوا للخلافة الأموية بالطاعة والولاء مما ساهم بشكل كبير في تعزيز وحدة المنطقة واستقرارها.
استمرت البحرين في العصر الأموي مركزاً اقتصادياً هاماً، إذ كان خراجها يُرسل إلى دمشق، وقد بلغ في إحدى السنوات حوالي 15 مليون درهم، ممّا يعكس أهميتها الاقتصادية. كما استفادت الخلافة الأموية من الإمكانيات البشرية والموارد الاقتصادية في البحرين، حيث استعانت ببعض الفئات العاملة فيها الذين ساعدوا في حماية السواحل الشامية وتوفير المعلومات اللازمة للتجارة.
وفي الصعيد التجاري انتفعت الخلافة من خبرة تجار البحربن ونسقت معهم لبيع وجلب بعض البضائع، فاشتهر تجار البحرين في المدينة لا سيما تجار العطور في العصر الأموي، مما يدل على الثراء التجاري لهذه المنطقة. كما يُعتبر تعيين مروان بن الحكم والياً على البحرين قبل توليه الخلافة دليلاً على أهميتها الاستراتيجية، حيث كانت البحرين تلعب دوراً محورياً في تأمين طرق التجارة وتعزيز النفوذ الأموي.
رغم ذلك، شهدت البحرين صراعات بين القوى المناوئة للأمويين، مثل حركة نجدة بن عامر، التي واجهت مقاومة شديدة من أهل البحرين، وسرعان ما عادت البحرين تحت نفوذ الدولة بعد انتهاء الأزمات الداخلية، مما يعكس قدرة أهل المنطقة والأمويين على استعادة السيطرة.
استمرت التوترات حتى تدخل عبدالملك بن مروان، الذي أسند مهمة قتال الخوارج إلى عمر بن عبدالله بن عمر، الذي قاد حملة ناجحة لاستعادة البحرين. وفي عهد عمر بن عبد العزيز، تم اتباع سياسة الحوار لتعزيز الاستقرار، حيث أدت هذه السياسة إلى تقليل التوترات وتحقيق الأمن.
علاوة على ذلك، تم بناء مسجد الخميس، الذي يُعتبر رمزًا للعمارة الإسلامية في تلك الفترة، ويعكس جهود الدولة الأموية في تعزيز الأمن والاستقرار. من خلال هذه الجهود، تمكن الأمويون من الحفاظ على الأمن والاستقرار في البحرين، مما جعلها مركزاً حيوياً ضمن الخلافة الأموية.
* باحثة أكاديمية في التاريخ الحضاري للخليج العربي