تمثل الدبلوماسية البحرينية، بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، رئيس القمة العربية الثالثة والثلاثين، حفظه الله ورعاه، نموذجاً متقدماً في العمل السياسي القائم على مبادئ الحكمة والاعتدال والانفتاح.

واستطاعت المملكة، بفضل الرؤية الملكية السامية، أن ترسخ مكانتها على الساحة الدولية، وأن تكون شريكاً موثوقاً في تعزيز الأمن والاستقرار، الإقليمي والدولي.

إن التقدير الدولي المتزايد الذي تحظى به البحرين اليوم لم يأتِ من فراغ، بل هو انعكاس لسياسة خارجية متوازنة، ترتكز على أسس واضحة مبدؤها: تعزيز العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف، والالتزام بالمواثيق الدولية، ودعم الحوار البنّاء لحل النزاعات، والعمل الدؤوب لتحقيق التنمية المستدامة. وقد عززت هذه السياسة موقع البحرين كدولة فاعلة ومؤثرة في المحافل والمنظمات الإقليمية والدولية.

وفي هذا السياق، تشكل الزيارات الرسمية المتبادلة بين البحرين ودول العالم، سواء من خلال استقبال القادة والمسؤولين الدوليين في المنامة، أو من خلال الزيارات الخارجية التي يقوم بها جلالة الملك المعظم، دليلاً واضحاً على الثقل السياسي والدبلوماسي الذي باتت المملكة تتمتع به.

هذه الزيارات تعكس ثقة المجتمع الدولي في البحرين كشريك استراتيجي، وتؤكد الدور المحوري الذي تضطلع به المملكة في تعزيز أطر التعاون الدولي، وفق رؤية ترتكز على المصالح المشتركة وتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

إن السياسة الخارجية البحرينية، التي يقودها جلالة الملك المعظم، تقوم على العلاقات المتوازنة مع مختلف الدول، وتكريس مبادئ التعايش السلمي، وترسيخ قيم التسامح والانفتاح، ما جعل البحرين مثالاً يُحتذى في القدرة على بناء الجسور وتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات.

ولقد ساهمت مملكة البحرين في دعم العديد من المبادرات الهادفة إلى تعزيز الأمن والاستقرار، سواءً من خلال عضويتها الفاعلة في المنظمات الدولية والإقليمية، أو عبر مساهماتها في التحالفات والشراكات الاستراتيجية التي تعزز السلم العالمي.

وانعكس ذلك في الدور المتنامي للمملكة في القضايا الدولية الكبرى، بدءاً من مكافحة الإرهاب، مروراً بدعم جهود التنمية المستدامة، وصولاً إلى الإسهام في تحقيق الأمن البحري والاقتصادي.

إن النهج الذي تنتهجه البحرين في سياستها الخارجية يعكس إدراكاً عميقاً لأهمية الانخراط الفاعل في القضايا الدولية، على أسس الحوار والتعاون والتكامل، بعيداً عن سياسات المحاور أو الاستقطاب، مما أكسبها احتراماً دولياً واسعاً.

وفي ظل التحديات التي يشهدها العالم اليوم، تواصل البحرين، بقيادة جلالة الملك المعظم، العمل بجد لتعزيز موقعها كطرف مسؤول في المجتمع الدولي، وقادر على المساهمة بفاعلية في صنع القرار العالمي، بما يخدم مصالحها الوطنية، ويسهم في تحقيق السلام والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.

وتؤكد النجاحات التي حققتها الدبلوماسية البحرينية أن مملكة البحرين ليست دولة صغيرة في حجمها الجغرافي، بل هي قوة دبلوماسية كبيرة وفاعلة، بحكمتها وتأثيرها ومصداقيتها، وتواصل مسيرتها بثبات نحو المزيد من الإنجازات والنجاحات، مستندة إلى رؤية ملكية راسخة تؤمن بأن الدبلوماسية الفاعلة هي الطريق الأنجع لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.

*عبدالله إلهامي