تستعد البحرين اليوم لإطلاق يومها الرياضي، بمشاركة موظفي الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية، والذي جاء بقرار من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تكريساً لدور الرياضة كثقافة مجتمعية.ولا شك أن اليوم الرياضي يمثل مناسبة هامة تعكس التزام المملكة بتعزيز ثقافة الرياضة والنشاط البدني في المجتمع، حيث سيتاح لموظفي القطاع العام العمل لنصف يوم فقط، ليتمكنوا من المشاركة في الفعاليات الرياضية المختلفة، والتي تمثل خطوة إيجابية تضع الصحة الجسدية والنفسية في صدارة الاهتمامات الوطنية.إن أهمية الرياضة تتجاوز مجرد النشاط البدني، فهي ركيزة أساسية للحفاظ على صحة الإنسان وتحسين جودة الحياة؛ فكما هو معروف طبياً؛ تسهم الرياضة في الوقاية من كثير من الأمراض المزمنة، والتي يأتي على رأسها أمراض السكري والقلب وارتفاع ضغط الدم، إلى جانب أهميتها في تعزيز مناعة الجسم وتحسن من كفاءة عمل الأجهزة الحيوية.ومن خلال تجربة شخصية كممارسة منتظمة للرياضة؛ أستطيع أن أقول وبكل ثقة إن أثر ممارسة الرياضة لا يقتصر على الجوانب الجسدية فقط، بل تلعب دوراً هاماً في دعم الصحة النفسية، حيث تساعد على تقليل التوتر والقلق وتحسين المزاج بفضل إفراز الهرمونات المحفزة للسعادة مثل الإندورفين، إلى جانب كونها محفزاً رئيساً للأفكار والبرامج والخطط الإبداعية.يوم البحرين الرياضي يمثل أكثر من كونه مجرد فعالية سنوية؛ بل هو رسالة توعوية تهدف إلى جعل الرياضة جزءاً من أسلوب الحياة اليومي للمواطنين والمقيمين، فمشاركة الموظفين في الأنشطة الرياضية تعزز من روح الفريق وتوطد العلاقات الاجتماعية، مما ينعكس إيجاباً على بيئة العمل والإنتاجية، كما أن تشجيع المؤسسات والهيئات على تبني مبادرات رياضية يسهم في خلق مجتمع أكثر نشاطاً وحيوية.ومن هذا المنطلق، ينبغي أن يكون يوم البحرين الرياضي نقطة انطلاق نحو نمط حياة أكثر توازناً، بحيث لا تقتصر ممارسة الرياضة على هذا اليوم فقط، بل تصبح عادة مستدامة. ومن المهم أن تتبنى المؤسسات سياسات تدعم النشاط البدني، كتهيئة بيئات عمل صديقة للرياضة، وتنظيم فعاليات دورية لتعزيز ثقافة الحركة والصحة.في النهاية؛ يبقى يوم البحرين الرياضي مناسبة تعكس رؤية المملكة نحو مجتمع أكثر صحة وسعادة، فالاستثمار في الصحة البدنية والنفسية هو استثمار في المستقبل، ويعزز من قدرة الأفراد على العطاء والإبداع في مختلف مجالات الحياة، فلتكن هذه المناسبة فرصة لإعادة التفكير في أهمية الرياضة وجعلها جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية.إضاءةبرأيي أن أجمل ما في اليوم الرياضي هو أن ترى الجميع، مسؤولين وموظفين، يتنافسون تارة ويتشاركون تارة أخرى في الألعاب الجماعية، مما يعزز بالفعل روح الفريق الواحد، ويخلق ذكريات إنسانية وجماعية تستمر لسنوات.
البحرين في يومها الرياضي.. نحو مجتمع أكثر صحة
هيفاء عدوان
هيفاء عدوان