بـ 186 صوتاً من أصل 187، وبنسبة بلغت 99.5% من أصوات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تم يوم الثلاثاء الماضي انتخاب مملكة البحرين لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي للفترة 2026-2027، في تأكيد جديد يعكس ثقة المجتمع الدولي برؤية البحرين ومواقفها المتزنة من مجمل القضايا الدولية.وبهذا الفوز، تدخل البحرين مجلس الأمن محملة برؤية واضحة وأولويات إنسانية وتنموية، ترتكز على التعايش والحوار، ودعم القضايا العادلة، وتعزيز الأمن الإقليمي والبحري، إلى جانب الدفاع عن القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتكريس الشراكة الدولية في مواجهة تحديات التغير المناخي والأمن السيبراني.ورغم أن المملكة شغلت هذا المقعد سابقاً في أواخر التسعينات، إلا أن شغل هذا المقعد اليوم يأتي في لحظة عالمية حرجة، تتسم باضطرابات متصاعدة وانقسامات متنامية، ومع ذلك فإن البحرين لا تتقدم من موقع رمزي أو شكلي، بل من منطلق إيمانها بأهمية المساهمة الفاعلة في حفظ السلم والأمن الدوليين، والدفع نحو مقاربات سياسية أكثر إنسانية وعدلاً.هذا الترشح يجسد الرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، ويعكس ثوابت البحرين كدولة صغيرة في الجغرافيا، كبيرة في دورها الدبلوماسي والإنساني، قادرة على أن تكون صوتاً للسلام، ومنبراً للحوار، وجسراً للتقريب بين الشعوب والثقافات.وخلال ندوة أقيمت يوم الأحد الماضي في معهد البحرين للتنمية السياسية بالتعاون مع وزارة الخارجية، أكد السيد حاتم عبد الحميد، رئيس قطاع المنظمات بالوزارة، أن البحرين لا تسعى إلى مقعد رمزي، بل تطمح لأن تكون فاعلاً حقيقياً في صياغة قرارات تضمن أمن الشعوب وتصون كراماتهم.البحرين تتقدم بخطاب يرتكز على الحوار بدلاً من الصراع، وعلى الشراكة عوضاً عن الاستقطاب، وعلى الإنسان أولاً وأخيراً، أيّاً كان دينه أو لونه أو جنسيته، فمنذ انضمامها إلى الأمم المتحدة عام 1971، لم تغب المملكة عن واجبها في إعلاء صوت العدالة، والوقوف في وجه الظلم، والانحياز إلى القيم.إن عضوية البحرين في مجلس الأمن لا تمثل مجرد إنجاز دبلوماسي جديد يضاف إلى إنجازات المملكة، بل تعكس أيضاً مسيرة طويلة من العمل الدولي المسؤول، والمبادرات الإنسانية النابعة من إيمان حقيقي بأهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات، كما تسعى البحرين لأن تضع على طاولة المجلس قضايا محورية غالباً ما تغيب عن الأجندة، مثل الأمن البحري، والتغير المناخي، والأمن السيبراني.عضوية المملكة في مجلس الأمني يمثل منصة هامة تؤكد البحرين من خلالها أن العالم يحتاج إلى مزيد من الفهم، لا مزيد من الحروب، مع إيماننا الراسخ أن المملكة ستكون، كما كانت دائماً، نموذجاً لما يمكن أن تفعله السياسة عندما تقودها القيم، وتلهمها الإنسانية.