استوقفني القرار الذي أصدرته سعادة الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن، وزيرة الصحة بمملكة البحرين، وهو القرار رقم 16 لسنة 2025، والذي ينظم طرق ووسائل الإسعافات الطبية وعلاج الحالات الطارئة في أماكن العمل، حيث ألزم القرار الشركات بتعيين شخص مؤهل ومدرّب على الإسعافات الأولية لكل 20 عاملاً، مع إلزامية توفير صندوق إسعافات واحد على الأقل لكل 100 عامل، وإجراء فحص دوري لمحتوياته للتأكد من صلاحيتها وسريان مفعولها.
ويعتبر هذا القرار خطوة هامة لتعزيز معايير السلامة للعمال، ووقايتهم من مخاطر الحوادث والإصابات، وتخفيف إصابات العمل التي قد تترك أضراراً جسدية وربما إعاقات لدى العامل، أو قد تؤدي إلى الوفاة لا سمح الله.
ويأتي هذا القرار تفعيلاً وتوظيفاً لدور المسعفين في مملكة البحرين، فهناك أعداد كبيرة من الشباب البحريني الحاصلين على رخص متخصصة في الإسعافات الأولية. مثل هؤلاء الشباب المؤهلين يمكن الاستفادة من كفاءتهم ومهاراتهم في الإسعاف في تنفيذ هذا القرار.
ومن المقترحات التي أراها مفيدة في تنفيذ هذا القرار إنشاء تطبيق هاتف بحيث يضم جمع أسماء المسعفين المتطوعين المرخصين في البحرين، وعند وقوع حادث به مصابون يحتاجون إلى إسعاف يظهر في هاتف كل مسعف رسالة تبين مكان الحادث الذي يحتاج المصاب فيه لإسعاف، ونوع الإصابة، فيتجه أقرب مسعف إلى موقع الحادث ومعه حقيبة الإسعافات الأولية ليقوم بدوره في عملية الإسعاف، ويمكن لرب العمل أن يكافأ المتطوع في حالة قيامه بعملية إسعاف العامل المصاب في موقع العمل، إن الاعتماد على هذا التطبيق سيوفر لرب العمل مسعفاً مختصاً مدرباً ذا كفاءة عالية، ويسهل استثمار قدرات المسعفين المرخصين، كما أن خدمة الإسعاف لن توفر للعمال المصابين في مواقع العمل فقط بل لأي مصاب وفي أي مكان، وبالتالي تتسع فرصة تفعيل دور المسعفين لتقليل آثار إصابات الحوادث على المصابين في كل مكان وليس مواقع العمل فقط.
وقد استوقفتني تجربة في المملكة العربية السعودية الشقيقة وهي إطلاق تطبيق: (التطوع الصحي) هو تطبيق إلكتروني تابع لمركز التطوع الصحي بوزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية يهدف التطبيق إلى تسهيل وصول المتطوعين للفرص التطوعية والمشاركة في المبادرات المختلفة بما يتناسب مع مجالات المتطوعين ومهاراتهم.
إن تفعيل دور المتطوعين في مجال الخدمات الطبية والصحية، له أهميته في إنقاذ أرواح المصابين، حيث يمكن لهؤلاء المسعفين مساعدة المصابين ريثما تصل سيارة الإسعاف، مثل هذا الإجراء سيعزز ثقافة التطوع في مجال الإسعافات الأولية.. ودمتم سالمين.