كتبت الصحف الإسرائيلية عن طرد الإمارات للسفير الإسرائيلي وهو معين في فبراير فقط أي بعد قدومه بأشهر؛ بسبب استهتاره وفضيحة أخلاقية، والأدهى أن الصحف الإسرائيلية كشفت عن كون الرجل صاحب سوابق وفضائح سواء حين كان رئيساً لبلدية بئر السبع، أو كان سفيراً لإسرائيل في البرازيل، إذن خرج من المنصبين بفضائح، وهذا يعني أن الحكومة الإسرائيلية لم تكلف نفسها حتى اختيار شخصية تعزز دور الاتفاقية وتحترمها.إذ إنه بعد أيام ستمر الذكرى الخامسة على اتفاقية السلام الإبراهيمية بين الإمارات والبحرين وإسرائيل، ومن بعدها المغرب والسودان، ومن قبلها مصر والأردن، إنما الحكومة الإسرائيلية الحالية لم تترك مجالاً لإفساد العلاقة بينها وبين الدول الموقعة إلا وقامت به، وعلى العكس ما تقوم به إيران الآن!! وهذا هو الجديد.كانت الاتفاقية تهدف لتكون نموذجاً للتعاون الإسرائيلي العربي والتنمية والبناء والسلام وتحقيق العدالة والإنصاف للشعوب العربية بما فيها الشعب الفلسطيني بأن تظهر إسرائيل حقيقة كونها دولة تسعى للسلام، فلم تلغ أي من الدول العربية الموقعة للاتفاقية حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة له.كما أن الاتفاقية حين وقعت كانت التهديدات الإيرانية مستعرة على منطقة الخليج من ميليشياتها المسلحة في اليمن وكذلك من ميليشياتها المسلحة في بقية الدول العربية حيث كانت منطلقاً لأعمال إرهابية تضر بأمن دول الخليج.حدث السابع من أكتوبر المشؤوم وحينها أعلنت الدول عن استنكارها ورفضها لتلك الأعمال الإرهابية التي قامت بها حماس في حق المدنيين، ومن البحرين أعلنها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بصريح العبارة، وبدلاً من توظيف ذلك التعاطف الدولي والعربي لصالح أمن إسرائيل على المستقبل البعيد واستغلاله دولياً، بدلاً من طلب الحق بقدر الجريمة، اتخذت حكومة نتنياهو كل ما يمكنه اتخاذه لجعل السلام مع إسرائيل في ظل هذه الحكومة مستحيلاً، باعدت حكومة نتنياهو بأفعالها الإجرامية بينها وبين الإنسانية لا بينها وبين دول الاتفاقية فحسب مسافات، حتى تبرأ منها يهود العالم أجمع لا يهود إسرائيل فقط. ناهيك عن إدانتها من جميع شعوب العالم.ظهرت إسرائيل الآن وحشيتها وهمجيتها وبربريتها وانعدام إنسانيتها، وظهر عدم حرص الحكومة الإسرائيلية الحالية على بذل أي جهد من أجل الحفاظ على مكتسباتها الأمنية، ومنها الاتفاقية، فاختيار تلك الشخصية غير السوية تلك؛ لأنه مقرب من نتنياهو فقط.بالمقابل تستغل إيران هذا الوضع، وتتقدم بطلب فتح صفحة جديدة مع دول الخليج، وتكثر زياراتها للمملكة العربية السعودية، وتعتذر لقطر فإيران قناصة للفرص، خاصة وأن القصة لم تنته بينها وبين إسرائيل بعد والمهلة التي منحت لها ستنتهي هذا الشهر.