في واقع الأمر كنت أفكر منذ فترة أن أكتب مقالاً عن أهمية التقدير للكتاب والصحفيين كثقافة لابد وأن تكون حاضرة في ذهن المسؤولين سواء في الجهات الحكومية والخاصة، وبالفعل أنا اليوم أكتب هذا المقال بعد أن وردني اتصال من سعادة المهندس محمد إبراهيم السيسي البوعينين الأمين العام لمجلس النواب يشكرني ويثمن على مقالي، وقبلها وصلني عبر البريد الإلكتروني خطاب شكر رسمي من مدير إدارة الاتصال بالمجلس الأستاذ غازي عبدالمحسن على المقال الذي تناولت فيه حصول الأمانة العامة على اعتماد تطبيق الآيزو لأنظمة الإدارة البيئية وهو ما يضع مجلس النواب صدارة المؤسسات التشريعية إقليمياً، هذه اللفتة الطيبة والمبادرة ليست مجرد رسالة شكر، بل هي رسالة تقدير لكل قلم وطني مخلص يعمل بضمير ومسؤولية لإبراز الصورة الحقيقية لمملكتنا الغالية، في وقت حقيقة لا نرى ثقافة الشكر والتقدير والتكريم للصحفيين بشكل ملفت وهذا ما يشعر به الزملاء، ونسمعه كثيراً بينهم بضرورة إعطاء أصحاب الكلمة والرأي المكانة التي تليق بهم في زمن أصبحت فيه الكلمة سلاحاً قويا وأداة مؤثرة في تشكيل الرأي العام.

كلنا نعلم الدور الجوهري الذي يقوم به الصحفيون والكتاب في نقل الحقيقة وتسليط الضوء على النجاحات الوطنية وتحفيز روح الانتماء لدى المجتمع، فالكاتب ليس مجرد ناقل للأخبار، بل هو شريك حقيقي في صناعة الوعي الوطني ومساهم فعال في إبراز إنجازات الوطن في مختلف المحافل، وهذا ما يؤكد عليه دائماً حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، انطلاقا من إيمان جلالته بدور الصحافة الوطنية كسلطة رابعة فاعلة ومؤثرة في مسيرة التنمية والبناء، وقد عزز هذا النهج صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، من خلال حرصه الدائم على ترسيخ بيئة إعلامية منفتحة تمكن الصحافة من أداء رسالتها بكل مهنية وشفافية، فالصحافة البحرينية اليوم بفضل من الله تعالى ثم بهذا الدعم الملكي والحكومي أصبحت شريكاً أساسياً في تسليط الضوء على الإنجازات الوطنية ومراقبة الأداء وتعزيز الوعي المجتمعي كشريك فاعل في إبراز المنجزات الوطنية ورفعة مملكة البحرين في مختلف المجالات.

إن ثقافة التقدير والدعم المعنوي للكتاب والإعلاميين تخلق بيئة محفزة للعطاء، وتعزز الشعور بالشراكة في البناء الوطني، كما أن هذا التقدير يعكس مستوى الوعي المؤسسي بأهمية الإعلام في إبراز جهود أي جهة حكومية أو حتى خاصة والتعريف بما تحققه من خطوات متقدمة على مختلف الأصعدة، وإننا ككتاب وإعلاميين حين نكتب عن البحرين، فإننا نكتب بحب وصدق نابع من الشعور الوطني والفخر بما يتحقق من إنجازات، وننقل النجاحات بروح الانتماء، وإذا ما انتقدنا فهو انتقاد بناء وهو ما يؤكد مدى الحرص لتحقيق الأفضل، وهذا هو جوهر الصحافة الوطنية الصادقة، ويبقى الهدف الأسمى هو رفعة مملكة البحرين وتعزيز مكانتها وتوثيق كل منجز يضاف إلى سجلها الحافل بالفخر، ويؤكد على روح الولاء والانتماء لهذه الأرض ولقيادتها الحكيمة، فما نكتبه نابعاً من هذا الحب لهذا الوطن المعطاء، ولا نسعى وأنا هنا أتحدث على نفسي بأن ما أكتبه هنا في مقالي أو ما أقوم به كمراسل لتلفزيون دبي هو من أجل البحرين، وليس لشيء آخر، ولا أسعى لتحقيق مصلحة شخصية، وإنما فقط نريد ثقافة الشكر والتقدير والثناء أن تكون حاضرة عند كل مسؤول يدرك أهمية الصحافة ودور الصحفيين والكتاب.

همسة

كل الشكر والتقدير لإدارة الاتصال بمجلس النواب على هذا التفاعل الراقي، والذي يعد نموذجاً يحتذى في كيفية بناء جسور من الاحترام والتعاون بين الجهات الحكومية وكذلك الخاصة والصحفيين وكتاب الرأي.