خالد موسـى البلوشي

العرس الديمقراطي الذي شهدته جمعية الصحفيين البحرينية في انتخاب مجلس إدارتها الجديد لم يكن مجرد استحقاق تنظيمي داخلي، بل محطة تكشف عن حيوية الجسد الإعلامي وقوة حضوره في المشهد الوطني، إنه مشهد يعكس الروح التي أرساها المشروع التنموي الشامل لجلالة الملك المعظم، ذلك المشروع الذي عزّز حرية الرأي ورفع سقوف العمل الإعلامي، ليصبح الإعلام ركيزة أساسية في التنمية وفضاءً رحباً للتعبير المسؤول.

غير أن سر قوة هذا الحضور لا ينفصل عن الرعاية المتواصلة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الذي ينظر إلى الإعلام باعتباره شريكاً في المشروع الوطني لا مجرد ناقل للخبر، فبدعمه المباشر أصبح الإعلام جزءاً من عملية صنع الوعي الجمعي وصياغة الخطاب الوطني، ومشاركاً في التحديات التنموية، ويكفي أن نشير إلى أن مشروع قانون الصحافة والإعلام الذي أقره مجلس النواب، وينتظر إقرار مجلس الشورى، يعد من أبرز مشاريع الدعم الحكومي التي تُترجم رؤية سموه في توفير بيئة تشريعية حديثة، تحفظ حقوق الصحفيين، وتضمن حرية أوسع للعمل، ضمن إطار من المسؤولية والشفافية.

لكن الحقيقة التي يجب ألا تغيب عن أذهاننا هي أن الدعم الرسمي، مهما بلغ حجمه، يظل بحاجة إلى أن يقابله جهد مهني يليق بهذه الثقة، فالجسد الإعلامي والصحفي البحريني اليوم أمام أمانة مضاعفة: أمانة التطوير الذاتي للمهنة، وأمانة تعزيز وعي المجتمع في زمن تتسارع فيه المعلومات وتتشابك التحديات فالإعلامي لم يعد مجرد ناقل، بل صانع وعي ومسؤول عن صياغة خطاب يوازن بين الحرية والمصداقية، وبين التعبير والانضباط.

إن انتخابات جمعية الصحفيين جاءت لتمنح شرعية جديدة لقيادة الجسد الإعلامي، لكنها في الوقت نفسه وضعت على عاتقه مسؤولية أكبر: أن يكون على مستوى الثقة الرسمية والشعبية، وأن يحوّل الدعم والرعاية من القيادة إلى إنجازات ملموسة في الأداء والمحتوى والخطاب. فالإعلام ليس ترفاً، بل أداة وعي، وركيزة أمن، وعصباً حيوياً في مسيرة الوطن. ويبقى الأمل معقوداً على أن يترجم المجلس الجديد هذه الثقة إلى خطوات عملية، تُثبت أن الإعلام البحريني بحجم المسؤولية، وأنه قادر على أن يكون ذراعاً فاعلة في مسيرة الإصلاح والتنمية، شريكاً لجلالة الملك المعظم وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في صناعة الحاضر وبناء المستقبل.

همسةالإعلام أمانة ورسالة.. والكلمة التي تكتب اليوم قد تصنع وعي وطن غداً، فليكن القلم على قدر الثقة، وليكن الوعي بحجم المسؤولية.