من جميل الصدف أن تكون بداية عملي في الصحافة، وتحديداً في جريدة «الوطن»، مرتبطة بالمجلس الأعلى للمرأة، حيث كان المجلس من أحد المؤسسات الوطنية التي كلفت بتغطية أخبارها، وهو ما ساهم في التعرف عن قرب على أنشطة وفعاليات المجلس، والتي لازلت أتابعها اليوم، كأحد الإنجازات الوطنية الرائدة على مستوى المنطقة والعالم.
واليوم، ونحن نحتفل ذكرى مرور أربعة وعشرين عاماً، أجدني شاهداً على تجربة وطنية استثنائية صنعت للمرأة البحرينية مكانة تليق بها، حيث يستطيع أي مواطن أو مواطنة أن يلمس ما حققه المجلس من إنجازات على مدى السنوات الماضية، والتي تحولت إلى برامج وفعاليات ومبادرات خلاقة ساهمت في تحقيق نقلات نوعية للمرأة البحرينية، ونجحت في تمكين المرأة في مختلف المجالات، وإبراز دورها الحقيقي في مسيرة التنمية التي تعيشها البحرين، في ظل قيادة جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه.
المجلس الأعلى للمرأة، الذي تأسس في الثاني والعشرين من أغسطس 2001 بتوجيهات ورعاية جلالة الملك المعظم، وبرئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، نجح على مدى أكثر من عقدين من الزمن أن يكون المرجعية الوطنية الموثوقة لتمكين المرأة، وضمان حضورها الفاعل في مختلف المجالات، عبر دعم ملكي راسخ ومطلق ورؤية استشرافية واضحة ساهما في جعل المجلس نموذجاً في المنطقة والعالم.
على مدى أكثر من عقدين، ترجم المجلس رؤيته إلى إنجازات ملموسة عبر خطط واستراتيجيات، تشريعات داعمة، وشراكات وثيقة مع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، ولعل إطلاق الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية (2025–2026) تحت شعار «من التمكين والتقدم والسعي نحو الريادة»، أبرز دليل على جدية العمل، إذ ركزت على محاور أساسية مثل استقرار الأسرة، المشاركة الاقتصادية، جودة الحياة، والمشاركة في صنع القرار.
لم يقتصر عمل المجلس على الداخل، بل حمل البحرين إلى المحافل الإقليمية والدولية. من جائزة سمو الأميرة سبيكة العالمية لتمكين المرأة بالتعاون مع الأمم المتحدة، إلى حضوره الفاعل في اجتماعات مجلس التعاون الخليجي، حيث كانت البحرين دائماً في صدارة المشهد العربي والدولي لقضايا المرأة.
واليوم، يمكن القول إن المجلس الأعلى للمرأة حقق إنجازات تلامس عنان السماء، إذ انتقل بالمرأة البحرينية من مرحلة المطالبة بالحقوق إلى مرحلة الريادة وصناعة التأثير، مثبتاً أن تمكين المرأة ليس شعاراً، بل مشروعاً وطنياً متكاملاً، يعزز استقرار المجتمع ويرسخ هوية البحرين الحضارية.
وما أجمل أن نحتفل بذكرى تأسيس هذا الصرح، ونحن ندرك أن القادم يحمل المزيد من النجاحات، وأن سقف الطموح البحريني لا يقف عند حدود الأرض، بل يلامس السماء.
إضاءة
«.. وإننا لنفخر بأداء المرأة البحرينية وإسهاماتها المؤثرة والجلية في النهضة الوطنية، وبالإنجازات المشرفة للقطاع الشبابي ومستويات تقدمهم في الحياة العامة». «جلالة الملك المعظم».