تعدُّ السباقات الرّياضية بجميع أنواعها، نشاطاً متأصلاً في العمق الحضاري والتاريخي لمملكة البحرين، وعلى وجه الخصوص الرياضات البحرية، باعتبار المعطى الجغرافي والمورفولوجي لمملكة البحرين كونها أرخبيلاً يتميّز بسواحل، ضحلة المياه، منخفضة الملوحة، وجزر متقاربة، وباعتبار أبرز السباقات تلك التي تتعلق بنشاط متوارث، هو بالأساس نشاط اقتصادي، تجاري، ومورد عيش، يتعلق باستخراج ثروة طبيعية متمثلة في صيد اللؤلؤ، وهو الغوص.

اليوم وضمن مبادرة نوعية أطلقها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب، الذي أرسى منصة موسم سنوي لمسابقات الموروث البحري في المملكة يهدف إلى إحياء تراث الرياضة البحرية في المملكة، وتعزيز الهوية الثّقافية للشباب.

وضمن فعاليات النسخة الثامنة للموسم الحالي لرياضات الموروث البحري بالمملكة، انطلقت، منافسات شوط سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لمسابقة «الهير» لاستخراج المحار، في منطقة «هير شتية» البحرية، بمشاركة نخبة من الغواصين الهواة، وتعد من أعرق السباقات المتجذرة في الموروث الرياضي بالبحرين.

وإلى جانب محاكاة منافسات الغوص التقليدي لاستخراج اللؤلؤ، أقيمت نماذج أخرى من الرصيد الوطني للألعاب البحرية الشعبية مثل سباقات السباحة في المياه المفتوحة بين السواحل، وسباقات التجديف الشعبي، وصيد الأسماك، إضافة إلى مسابقة مستحدثة تمّ إدراجها في نسخة الموسم الحالي مما أعطاها طابعاً مميّزاً وبُعداً جديداً في وصل الماضي بالحاضر، تحت مسمى «النّهام» تقام داخل استوديوهات وزارة الإعلام، تهدف إلى إحياء موروث الأغاني الشعبية المصاحبة لرحلات الغوص وصيد اللّؤلؤ.

لقد شكّل الموسم السنوي لمسابقات الموروث البحري منذ انطلاقته، والإضافة في نسخته الحالية، مع إشراكه لدول الجوار الخليجية، فِعلِيّاً منصة تعليمية وثقافية وسياحية، إذ يربط بين التراث المحلي والابتكار العصري، ويعزز العلاقات الثقافية مع الدول المنطقة المشاركة، ويسهم أيضاً في إبراز مكانة البحرين كوجهة رائدة للفعاليات التراثية البحرية.

كما شكّل موسم رياضات الموروث البحري منصة تفاعلية، تروج مملكة البحرين من خلالها لهويتها التراثية البحرية، ضمن فعاليات رياضية تنافسية تجمع بين الأصالة والتجديد، وتعمل على تعزيز الانتماء، وتوارث الهوية الوطنية بين الأجيال.