تمر علينا الذكرى السنوية الرابعة والعشرون لتأسيس المجلس الأعلى للمرأة في البحرين بمزيد من الفخر والاعتزاز على ما قد تحقق من إنجازات ريادية باهرة، وعطاء مستدام، وركب برج التنمية الشاملة، حيث أصبح رمزاً للتقدم والنهضة في مجال حقوق المرأة، وقد كان للرؤية السديدة لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة دور بارز في تأسيس هذا الصرح الوطني الذين يراه القاصي والداني محل التقدير والثناء، فقد كانت رؤيتها واهتمامها بقضايا المرأة نبراساً لخلق إطار عمل يسهم في تعزيز مكانة المرأة في المجتمع البحريني والمجتمع الدولي. ومنذ تأسيسه في العام 2001، فقد عمل المجلس على تعزيز حقوق المرأة البحرينية في مختلف المجالات، وتوفير بيئة داعمة تساهم في تحقيق طموحاتها وأحلامها، وذلك بعد المبادرات الإصلاحية التاريخية التي أطلق عنانها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، كخطوة رائدة تهدف إلى تعزيز دور المرأة في المجتمع البحريني.

وبعد تأسيسه أوجد المجلس الأعلى للمرأة إطار عمل متكاملاً أسهم في تحقيق عدة مبادئ أساسية أهمها المساواة بين الجنسين؛ لتكون المرأة البحرينية شريكاً حقيقياً في بناء الدولة. وخلال مشوار المجلس الأعلى للمرأة ترسخت العديد من الجنبات الأساسية التي تمثلت بالقوانين والتشريعات التي تحمي حقوقها، وتضمن لها فرص متساوية في جميع المجالات، كما أننا لا ننسى الجانب التوعوي الذي قاده المجلس الأعلى للمرأة خلال سنين طوال حول إبراز أهمية دور المرأة في المجتمع، وذلك عبر تسخير مخرجات التعليم والتدريب المهني وبناء شراكات مع الجهات الحكومية وغير الحكومية لتعزيز برامج دعم وتمكين المرأة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً ودمج كل ذلك كمنظومة عمل استراتيجي في أهداف التنمية المستدامة.

لقد حققت البحرين العديد من الإنجازات بفضل وجود هذا المجلس، حيث شهدت البحرين ارتفاعاً في نسبة تمثيل النساء في البرلمان والمجالس البلدية كما نفذ العديد من برامج المرأة في مجالات الأعمال، والصحة، والتعليم لضمان حقوق المرأة وحمايتها من التمييز وهو ما قاد بأن تكون أعمال هذا المجلس محل تقدير دولي عام، لاسيما تبني الأمم المتحدة جائزة سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة العالمية لتمكين المرأة.

وفي جنبة أخرى عمل المجلس بكل إقدام على تذليل العديد من التحديات التي تواجه المرأة البحرينية، مثل الفجوة في الأجور بين الجنسين، بالإضافة للحاجة إلى مزيد من التوعية الاجتماعية لضمان تغيير الثقافة السائدة حول دور المرأة وتقبلها كقيادات ناجحة قادرات على العطاء.سوف يظل المجلس الأعلى للمرأة في البحرين عماد نهضة المرأة، فهو صاحب الدور الحيوي والريادي الذي يمثل المظلة للغاية ورفاهية المرأة البحرينية لتحقيق المزيد من الإنجازات لتساهم بشكل فعال في بناء مستقبل مشرق للبحرين وليكون الاحتفاء بذكرى تأسيس المجلس هو دعوة للجميع لمواصلة العمل من أجل مستقبل أفضل للمرأة البحرينية.