مع بداية كل عام دراسي، لا يختلف المشهد في البحرين، حيث يستعد كل بيت لعودة أبنائه إلى مقاعد الدراسة؛ دفاتر جديدة، حقائب ملونة، قلوب مليئة بالتطلعات، ولكن ما يميزنا أن هذا المشهد العائلي البسيط يأخذ بعداً وطنياً أكبر حين يتجسّد في كلمة سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، حيث اختار جلالته أن يخاطب أبناءه الطلبة مباشرة، بكلمات أبوية مليئة بالاهتمام والرعاية.
حين استمعت إلى الكلمة السامية بمناسبة العام الدراسي الجديد 2025-2026، شعرت أن جلالة الملك المعظم لا يوجه خطاباً بروتوكولياً؛ بل يضع يده على كتف كل طالب بحريني، ليقول له نحن معك، بيئتك التربوية آمنة، وظروفك مهيأة، ومستقبلك أمانة في أعناقنا جميعاً، هذه الروح الأبوية الصادقة هي ما يجعل العملية التعليمية في البحرين مشروعاً وطنياً يعيش في وجدان القيادة والشعب، وليست مجرد سياسة حكومية فقط.
البحرين ليست جديدة على التعليم. فمنذ افتتاح أول مدرسة نظامية قبل أكثر من قرن، لم تتوقف هذه الأرض عن غرس بذور العلم، أجيال تخرجت من صفوفها لتبني وطناً حديثاً، واليوم يتجدد هذا الإرث في ظل قيادة ملك يؤمن أن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الذي لا يخيب، حيث كان حديث جلالته عن المناهج المتطورة والقيم الراسخة تأكيداً على أن البحرين تريد تعليماً يواكب العالم، ويحافظ في الوقت نفسه على هوية أبنائها وروحهم البحرينية الأصيلة.
الكلمة السامية وضعت مسؤولية واضحة أمام الجميع؛ المربين، أولياء الأمور، المؤسسات التعليمية، وحتى المجتمع ككل، فبناء جيل قادر على قيادة المستقبل ليس شأن وزارة واحدة أو مؤسسة محددة، بل هو مشروع وطن يتطلب شراكة حقيقية، وهذا ما يجعل العام الدراسي الجديد فرصة لنثبت أن البحرين قادرة على تقديم نموذج تعليمي يوازن بين الأصالة والمعاصرة.
إنها ليست مجرد كلمات افتتاحية لعام دراسي، بل رسالة ملكية تضيء الدرب، وتُعيد إلينا جميعاً اليقين أن البحرين، بتاريخها التعليمي العريق، وبقيادة مؤمنة بالعلم والمعرفة، ستبقى منارة تخرّج الأجيال القادرة على حمل الراية وبناء المستقبل.
إضاءة
«لقد حققت مملكة البحرين العديد من النتائج الإيجابية على الصعيد التعليمي، الذي كان ولايزال محل رعايتنا واهتمامنا، لدوره البارز في تطوير بلدنا العزيز، مقدرين ما تبذله الحكومة برئاسة الابن البار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله من دعم متواصل، كان له أطيب الأثر على المسيرة التعليمية». من الكلمة السامية لجلالة الملك المعظم.