على مدى ما يزيد عن 20 عاماً، وعبر سبع دورات، نجحت جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لتقدم المرأة البحرينية، في خلق واقع جديد للمرأة في مملكة البحرين، من خلال تعزيز مركز المرأة وتشجيع المؤسسات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني على دعم وتبني برامج دعم وتقدم المرأة وتحقيق التوازن بين الجنسين فيها، إضافة إلى تكريم المبادرات الفردية التي تساهم في تقدم المرأة البحرينية.
ومنذ انطلاقتها في العام 2004، منحت لعدد من المؤسسات العامة والخاصة والأفراد بناءً على التميز في مجالات دعم تقدم المرأة البحرينية العاملة، وإدماج احتياجاتها في خطط وبرامج التنمية الوطنية، وتحقيق أعلى المستويات في تبوّء المرأة للمراكز القيادية والتنفيذية ومواقع صنع القرار، وذلك من خلال المعايير التي اعتمدتها لجنة الجائزة للتأهل بالفوز في هذه الجائزة.
ولعل ما تطرقت له الأستاذة لولوة العوضي الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة، خلال الإعلان عن إطلاق أعمال الدورة الثامنة (2024-2026)، يوم الثلاثاء الماضي، يمثل بعضاً من كثير من الإنجازات التي تحققت للمرأة البحرينية خلال العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه.
ومن أكثر ما لفتني في حديث الأستاذة لولوة العوضي، تطرّقها إلى الرصد الذي يقوم به المجلس الأعلى للمرأة لممارسات المؤسسات والأفراد المشاركين والفائزين في الجائزة، وتقديمها لبعض النماذج مثل مبادرة وزارة التربية والتعليم بتسجيل أبناء المعلمة في نفس المدرسة، ونقل المعلمة التي ترعى مسناً أو معاقاً لمدرسة قريبة من السكن، والسماح للمعلمة الحامل بمتابعة وضعها الصحي في المركز الصحي القريب من المدرسة التي تعمل فيها.
أما على صعيد مؤسسات القطاع الخاص فقد تم رصد توفير تأمين صحي للمرأة العاملة يشمل الأمراض النسائية من منطلق إدماج احتياجات المرأة العاملة في توفير الخدمات المساندة، وإطلاق منصة إلكترونية للتدريب في بنك البحرين والكويت تُمكّن الموظفين من الالتحاق بالكثير من البرامج التدريبية من المنزل.
أما في مجالات التدريب وبناء القدرات ومشاركة المرأة في المناصب القيادية والنوعية؛ فقد أشارت الأستاذة لولوة إلى مبادرة وزارة الداخلية بالسماح للمرأة بمزاولة مهن وتخصصات نوعية، مثل الطيران، والدفاع المدني، وقوة الأمن الخاصة، وإدارة المراسم وحماية الشخصيات، إلى جانب عدد من المبادرات التي نفذها القطاع الخاص، كإطلاق جائزة الرئيس التنفيذي لتمكين المرأة في بنك البحرين والكويت، ورئاسة سيدة بحرينية لإحدى اللجان النوعية على مستوى مجلس الإدارة في شركة «بنفت».
نجاح واضح حققته الجائزة خلال عقدين من الزمن، وهو ما دفع هيئة الأمم المتحدة للمرأة بتبنيها على الصعيد الدولي، في العام 2016، حيث تمّت بلورتها بما يتناسـب والمعايير والممارسـات الدولية، لتعتبر الجائزة بذلك إحدى المبادرات الريادية والأدوات العملية في دعم تقدم المرأة.