عندما تقرر البحرين توسيع مصفاة سترة، فإن الأمر لا يتعلق فقط بزيادة الطاقة الإنتاجية أو بتحقيق مكاسب اقتصادية مباشرة. نعم، البعد الاقتصادي حاضر بقوة، خاصة أن المشروع سيعزز من صادرات المملكة، ويوفر فرص عمل، ويجذب استثمارات جديدة. ولكن خلف هذه الأرقام، هناك أبعاد أعمق وأكثر تأثيراً.

فهذه التوسعة تحمل بعداً بيئياً واضحاً، حيث تركّز على إنتاج أنواع وقود أقل ضرراً، مثل الديزل منخفض الكبريت. وهذا لا يعكس فقط وعياً بالتطورات في سوق الطاقة، بل التزاماً بمسؤولية بيئية تجاه كوكب يتغير بسرعة، وتجاه أجيال قادمة تستحق هواءً أنظف ومستقبلًا أكثر استدامة.

كما أن للمشروع بعداً إنسانياً ومعرفياً مهماً. فهو لا يقتصر على الآلات والأنابيب، بل يفتح المجال لتدريب الكفاءات الوطنية، ونقل المعرفة التقنية، وتعزيز دور الإنسان والعلم في بناء اقتصاد طاقي أكثر تطوراً.

وفي هذا السياق، من المهم أن نوجّه رسالة واضحة إلى الأهل، والمعلمين، ومربي الأجيال: ازرعوا في نفوس الشباب الوعي بأهمية العلم، لا سيّما في مجالات حيوية كقطاع الطاقة. يجب أن يعرف الجيل الصاعد ما تقوم به حكومته، لا ليُصفّق فحسب، بل ليفهم، ويساهم، ويطوّر.

فكفى أن نكون مجتمعاً منشغلاً بالتفاهة، ولنوجّه أنظارنا نحو ما يصنع الفرق الحقيقي في مستقبل وطننا.