أُطلقت الجامعة الملكية للبنات أول تقرير وطني لمرصد ريادة الأعمال العالمي (GEM) إلى جانب تقرير خاص حول ريادة الأعمال النسائية، وذلك خلال فعالية حضرها نخبة من الخبراء والباحثين وممثلي الجهات الحكومية والخاصة.
يمثل هذا التقرير محطة مفصلية في مسار التنمية الاقتصادية، إذ لا يكتفي برصد الإنجازات التي يستحق الاحتفاء بها وبجهود الفريق البحثي الرائع، بل يقدّم قراءة تحليلية دقيقة للنقاط التي يجب معالجتها في منظومة ريادة الأعمال البحرينية.
مثل هذه الدراسات الوطنية النوعية تأتي لتعزز من رؤية البحرين الاقتصادية 2030، التي تضع الابتكار وريادة الأعمال في صلب التحول نحو اقتصاد معرفي مستدام.
من المؤشرات اللافتة وجود 74.99% من البحرينيات اللاتي يرين فرصة حقيقية لبناء مشاريع جديدة في السنوات المقبلة، و 60.04% يؤمنون بأن لديهم المعرفة والمهارات اللازمة لبناء وتشغيل مشروع جديد، و 80.2% يرون سهولة البدء بمشروع جديد سهل نسبياً بفضل تشجيع الدولة وتوفر الإنترنت، و40.3% عبروا عن خوفهم من الفشل.
أيضاً تم استعراض بعض المؤشرات الإضافية مثل وجود غالبية كبيرة من الأفراد في البحرين (أكثر من 86% يعتبرون المسؤولية الاجتماعية مهمة عند اتخاذ القرارات، ووجود حاجة للاهتمام بالمشاريع لضمان استمراريتها لأكثر من ٧ سنوات، وزيادة التمويل لإحداث الفارق.
إذاً جهود البحرين في خلق بيئة مواتية لريادة الأعمال، باتت مثبتة بالدراسات البحثية بمعايير عالمية، والملفت حصول البحرين على المرتبة السابعة عالميًا من بين 56 اقتصادًا، في أول دراسة نوعية تطبق على هذا المستوى الرفيع من الرصد العلمي الدقيق.
إن هذا التقرير الذي تميزت به الجامعة الملكية للبنات لا يُعد نهاية المطاف، بل بداية لمسار بحثي متجدد، حيث من المتوقع أن تتجدد الدراسة العام المقبل، مع طموح لتحقيق مؤشرات أقوى وأكثر تقدماً، ويُعوّل على هذا النوع من الدراسات الوطنية المهمة في بناء سياسات قائمة على المعرفة ، وتوجيه الاستثمارات، وتحفيز الابتكار، بما يضمن استدامة النمو الاقتصادي والاجتماعي، ويفتح الآفاق الواعدة للشمول والتمكين.