تُعتبر كلية «فاتيل» من المؤسسات العلمية المتخصّصة التي تقدّم برامج البكالوريوس في مملكة البحرين، وتُدرّس هذه الكلية إدارة الفنادق والضيافة، مع التركيز على ربط التعليم النظري بالتطبيق العملي من خلال التدريب السنوي في الفنادق العالمية. ويهدف البرنامج إلى إعداد الطلاب لقيادة الابتكار والتميز في قطاع السياحة والضيافة المتنامي، ويشمل دراسة التسويق، الإدارة، الموارد البشرية، الاقتصاد، والقانون، بالإضافة إلى وحدات خاصة بإدارة المأكولات والمشروبات وتخطيط الفعاليات.

وتُقدّم كلية «فاتيل» شهادة عالمية مهمة في الإدارة والسياحة، وتفتح أبواب العمل في قطاع الأعمال وفتح المطاعم وإقامة المشاريع السياحية المختلفة وإدارتها. فسوق العمل الذي يحتوي الخريجين هو سوق السياحة والفندقة وكذلك شركات الطيران للعمل كمضيفين على متن الطائرات أو غيرها من الأعمال التي تتطلب التواصل المباشر مع المسافرين، إن الوظائف المتاحة لهؤلاء الخريجين تعطيهم الفرصة للتعامل مع الجاليات المختلفة القادمين للسياحة في البحرين، فالكلية تؤهلهم للتعامل مع الجنسيات المختلفة، فهو مجال يتيح للخريجين الالتقاء بثقافات وشخصيات من حول العالم، فالخريج بطبيعة الحال يشكّل واجهة للبلد أمام الضيوف، ويجب أن تحمل هذه الواجهة الهوية البحرينية وتعبّر عن ثقافتنا العريقة، فمناهج «فاتيل» تعتمد على مزيج فريد من المعايير الدولية مع التمسّك بالجذور الثقافية، فالخريجون يستطيعون ارتداء الملابس الشعبية للعمل بهدف إظهار ثقافتنا في اللباس البحريني للعالم.

ومن المعروف أن كليات الفندقة بأنواعها تدرّب خريجيها على الإتيكيت والبرتوكولات على استقبال الضيوف والترحيب بهم والتواصل معهم في شتى المواقف، سواء أكانوا سياحاً أو مقيمين في نفس البلد، وهذا الإتكيت والبروتوكولات تعتبر عالمية تهتم بها جميع مؤسسات الضيافة في العالم، ونعتز -نحن البحرينيين- أن لنا الهوية الخاصة بنا في الإتكيت وهو ما يسمّى بالسنع البحريني.

وفي السنوات الأخيرة ظهر اهتمام واسع بإبراز السنع البحريني في شكل ممارسات مختلفة، كظهور بعض الناشطين الاجتماعيين في وسائل التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على السنع البحريني، وإصدار مؤلفات وكتب في هذا الموضوع بالإضافة إلى مبادرة بعض المدربين المحترفين في التدريب على السنع بجميع تفاصيله، وقد انعكس هذا الاهتمام الاجتماعي بالموضوع على ممارسات المدارس في الأنشطة اللاصفية كإطلاق لجان متخصّصة في السنع البحريني في المدارس تقدّم أنشطة توعوية للطلبة في هذا المجال، أو تقديم برامج تدريبية، أو التشجيع على الالتزام بالسنع من خلال المسرحيات والمسابقات وغيرها.

ويقصد بالسنع هو: إتكيت التعامل بين الناس في المواقف المختلفة ويتضمّن العادات والتقاليد والسلوكيات في التعامل بما بها من بروتوكولات في المواقف المختلفة، كإكرام الضيوف وحُسن الترحيب واللباقة في إلقاء التحية، وآداب الطعام، وبروتوكولات تقديم القهوة وما تتضمّنها من معانٍ، علاوة على اللباقة في الحديث من الآخرين وهو ما يسمّى «بالذرابة» وأساليب التعبير عن احترام الآخرين واحترام ثقافتهم وتقديرهم والإعجاب بهم، وغيرها من الآداب، ويعتبر السنع البحريني موروثاً ثقافياً عريقاً نعتز به ونتوارثه. فهو يتميّز بالرقي ويتطلب الكياسة والفطنة والذكاء الاجتماعي في التعامل.

وهنا، نتمنى إدراج السنع البحريني «الإتيكيت» ضمن المناهج الدراسية لطلبة كلية «فاتيل» للضيافة، ويتم تدريب وإعداد الطلبة على سلوكيات السنع البحريني فيكنوا خير سفراء لثقافتنا، خاصة إذا ما عملوا على متن الطائرات حيث يلتقون بثقافات وشعوب من شتى بقاع الأرض، فطموحنا أن تنتشر تلك البرتوكولات «السنع البحريني» بين الثقافات، وتصل للعالمية بل نطعم بها الثقافات الأخرى، فأجدر بنا أن نكون نحن المؤثرين لا المتأثرين.. ودمتم سالمين.