تشهد مملكة البحرين يوم الثلاثاء المقبل حراكاً اقتصادياً وتجارياً غير مسبوق، حيث يفتح مركز البحرين العالمي للمعارض بواباته لاستضافة ثلاثة من أضخم المعارض الإقليمية والدولية في آن واحد: معرض الجواهر العربية، ومعرض ستي سكيب البحرين، ومعرض العطور العربية.
هذا التزامن ليس مجرد صدفة في أجندة الفعاليات، بل هو برهان عملي على مكانة البحرين كمركز ريادي في صناعة المعارض والمؤتمرات (MICE) في الشرق الأوسط.
تكمن الأهمية الاقتصادية لهذه الفعاليات في قدرتها الكبيرة على ضخ سيولة مباشرة في شرايين الاقتصاد الوطني. فمعرض «الجواهر العربية» وحده يُعدّ من أكبر معارض المجوهرات في الشرق الأوسط، جاذباً كبار الأثرياء والمقتنين.
وبالتزامن مع «ستي سكيب» العقاري و«معرض العطور»، تتحوّل البحرين إلى قطب مغناطيسي يجذب الزوار والسواح، وخاصة من دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى المستثمرين الدوليين.
هذا التدفق البشري ينعكس إيجاباً على قطاعات مساندة متعددة؛ فنسب إشغال الفنادق تصل إلى ذروتها، وتنتعش المطاعم، وقطاع المواصلات، والتجزئة، مما يحقق ما يسمّى بـالأثر الاقتصادي المضاعف.
وإن استمرار نجاح هذه المعارض لسنوات طويلة (أكثر من 30 عاماً للجواهر العربية) يعكس ثقة العارضين العالميين في البيئة التنظيمية للبحرين، حيث تتضافر جهود الجهات الحكومية مثل هيئة البحرين للسياحة والمعارض، ووزارة الداخلية (لتسهيل الجمارك والتأشيرات)، مع القطاع الخاص والشركات المنظمة العالمية. هذا التناغم يضمن تجربة سلسة للعارض والزائر على حدّ سواء، ويعزّز سمعة المملكة في التنظيم الاحترافي.
لا تقتصر فوائد هذه الفعاليات على الشركات الكبرى، بل تفتح آفاقاً واسعة لرواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة (SMEs)، وذلك عبر عدة قنوات من بينها المشاركة المباشرة حيث تتيح المعارض (خاصة العطور والمجوهرات) منصات لصغار المصممين المحليين لعرض إبداعاتهم بجانب الماركات العالمية، كما تستفيد شركات التصميم والديكور، وخدمات الضيافة، والتسويق الرقمي، والطباعة من العقود التشغيلية لهذه المعارض الضخمة، إضافة إلى التشبيك وبناء العلاقات.
يوفر معرض «ستي سكيب» فرصة لرواد الأعمال في قطاع المقاولات والتطوير العقاري والتكنولوجيا العقارية (PropTech) للالتقاء بالمستثمرين وعقد شراكات استراتيجية.
إن يوم الثلاثاء القادم ليس مجرد موعد لافتتاح معارض تجارية، بل هو احتفاء بقدرة البحرين على صناعة الحدث، وتأكيد على نجاح رؤيتها الاقتصادية في تنويع مصادر الدخل وجعل المملكة واحة للاستثمار والرفاهية في قلب الخليج العربي.