مَن يدخل إلى مركز البحرين العالمي للمعارض بالصخير بتصميمه المعماري المهيب، وبواجهاته الزجاجية الضخمة التي تعكس أنوار النهار وأضواء المساء، وعلى مساحات مترامية تصل إلى 95 ألف متر مربع موزعة على عشر قاعات واسعة، وبداخلها تتلألأ الأضواء وتنبض الحركة، بخطوات الزوار هنا وهناك من مختلف الجنسيات والقطاعات والاهتمامات والأمزجة، في مشهد أشبه بمهرجان تتداخل فيه الأصوات واللغات والابتسامات. فهناك لا تبدو القاعات مجرد منصات عرض، بل مساحات نابضة بالحياة، تُكتب فيها حكاية وطنية يتجاور فيها كل من مشاريع العقار مع بريق الجواهر وعبق العطور لتشكل ثلاثية من النجاح والهوية والمستقبل .
في قاعات العقار، تتوزع مجسمات عمرانية ومخططات لمشاريع سكنية وتجارية ضخمة، تعرضها شركات التطوير العقاري أمام جمهور من المستثمرين والخبراء، الأجنحة مزودة بشاشات تعرض نماذج لمدن المستقبل، وهو لا يكتفي بالترويج للمباني، بل يقدم رؤية متكاملة عن جودة الحياة، ويؤكد أن الاستثمار في العقار هو استثمار في الإنسان، وفي الاستقرار والأمان، وفي مستقبل اقتصادي متنوع.
في القاعات المجاورة، يسطع بريق معرض الجواهر، أحد أكبر معارض المجوهرات والساعات الفاخرة في المنطقة ، وفيه تتزين الأجنحة بواجهات زجاجية مضاءة تعرض قطعاً نادرة من الذهب والألماس واللؤلؤ، لتعيد إلى الأذهان تاريخ البحرين العريق في تجارة اللؤلؤ. الزوار يتنقلون بين دور عالمية وبين علامات محلية تعكس الحرفية البحرينية الأصيلة، فالمعرض يرسخ صورة المملكة كوجهة فاخرة للتجارة والابتكار، تجمع بين التراث والحداثة في مشهد واحد.
أما معرض العطور فيكمل الصورة، حيث تفوح الروائح الزكية من أجنحة أنيقة تجمع بين التراث العربي والابتكار العالمي، وفيه تتلاقى دور العطور الفرنسية مع بيوت عربية أصيلة، لتقدم منتجات تحمل ذاكرة المكان وروح الثقافة. فالمعرض يعكس أن الصناعات الإبداعية ليست ترفاً، بل جزءاً من الهوية الاقتصادية والثقافية، ويؤكد أن البحرين قادرة على أن تكون منصة إقليمية لهذه الصناعات.
إن إقامة ثلاثة معارض مختلفة المزاج والطابع تحت سقف واحد في مركز البحرين العالمي للمعارض، يبرهن أن البحرين تراهن على اقتصاد متعدد الأبعاد، حيث يلتقي الاستثمار العقاري الثقيل بالصناعات الفاخرة والإبداعية. المشهد كله ـ من الأضواء المتلألئة إلى الحشود المتنوعة ـ يعكس أن البحرين لا تعرض منتجات فقط، بل تعرض رؤية وطنية متكاملة، تجعل من المعارض رواية متعددة الفصول ونابضة بالحياة.