أعيادنا الوطنية نستلهم من خلالها تاريخنا وأصالتنا المتجذرة عبر الزمن، نستمد منها الولاء المطلق للوطن والقيادة، نعيش من خلالها الإنجازات الحضارية في عهدنا الزاهر، وننقل لأجيالنا القادمة قصة عشق ومحبة للوطن عبر إنجازات واقعية حققناها في مختلف المجالات، لتكون ركيزة أساسية في بناء المستقبل تماماً كما نقل لنا الآباء والأجداد تلك الأمانة التي حفظناها كابراً عن كابر.

تتجلى أفراحنا عبر مظاهر عديدة تعيشها محافظات المملكة الأربع عبر الاحتفالات الأهلية والمناسبات التي تقيمها القطاعات الرسمية والخاصة، فالجميع يعمل على طريقته في التعبير عن الحب والعشق لهذا الوطن الغالي ولقيادته الحكيمة، وهنا تبرز الأدوار المجتمعية عبر المناسبات العائلية التي تحتفل هي الأخرى بالأعياد الوطنية عبر العديد من الأساليب المتنوعة، فهناك المخيمات العائلية التي تقيم الاحتفالات الأسرية، وهناك المنازل التي تستغل جمعة الأسرة وتنظم خلالها المسابقات الوطنية وتشرك بها الأبناء، وهناك الأحياء والفرجان التي تنظم مجالسها الاحتفالات عبر الفرق الشعبية والعرضة وغيرها من أنواع الاحتفالات، كل على طريقته وأسلوبه في التعبير عن إمتنانه وفرحته بالوطن في أعياده.

من بين جميع تلك الاحتفالات يطل مهرجان ليالي المحرق لينقل رسائل المحبة والإعزاز بالأرض الطيبة عبر رسائله الثقافية والتاريخية ليحكي على أرض الواقع قصة أرض وأهالٍ قدموا الغالي والنفيس حباً وعشقاً للوطن، ناقلاً تلك المشاعر إلى زواره من مواطنين ومقيمين وزوار من مختلف دول العالم، وسط تنظيم احترافي تقوده هيئة البحرين للثقافة والآثار بدعم ومتابعة من كافة القطاعات الحكومية والخاصة والأهلية، ليعكس هذا التعاون طبيعة أهل البحرين المحب والمخلص والمرحب بالجميع في مملكة المحبة والتسامح والتعايش، مملكة البحرين.

يكفينا اليوم عندما نقلّب قنوات تلفزيون البحرين نستشعر كل تلك المشاعر عبر البرامج التلفزيونية والنشرات الإخبارية والبرامج الإذاعية والمنصات الإلكترونية التابعة لوزارة الإعلام، ناهيك عن مواقع التواصل الاجتماعي التي وجدت في فعاليات البحرين مادة دسمة للتغطية عبر المؤثرين وصنّاع المحتوى الذين تسابقوا في إبراز تلك الأحداث والفعاليات ونقلوا مشاعر الحضور بعفوية تامة، لنقدم للعالم بأسره مملكتنا الغالية وعشق أهلها لها، بل تجاوزنا كل تلك الحدود وكسبنا عشاقاً جُدداً وهم زوار البحرين من أشقائنا من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، ومن كل دول العالم، الذين استوعبوا مدى التصاق أهل البحرين بوطنهم وكشفوا سر ذلك العشق الدفين من خلال الاطلاع على تراث وأصالة البحرين التي نقلتها لكم تلك الفعاليات التي مزجت الماضي بالحاضر والمستقبل.

باختصار، فإن أعياد البحرين ليست لتجديد البيعة والولاء فحسب، إنما هي فرصة لنا كبحرينيين لنعرّف العالم أجمع بأسباب هذا العشق الذي نحمله في قلوبنا للوطن، وبمدى الولاء الذي تكنّه قلوبنا لجلالة ملك البلاد المعظم ولصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهم الله ورعاهم.