تبدو «إيران الشريرة» وحلفاؤها أقرب أكثر من أي وقت مضى في مرمى يحموم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وبينما لم يمض على توليه مقاليد السلطة في بلاده سوى أيام معدودة، إلا أن ترامب لم يضيع وقتاً، ووجه هو وإدارته تحذيرات متتالية إلى طهران، وقام بفرض عقوبات قاسية جديدة خاصة عقب إجراء إيران تجربة صاروخ باليستي وصفتها واشنطن بـ «الحركة الاستفزازية». وقد سارع مسؤولون أمريكيون إلى شن هجوم حاد على طهران مهددين بأنه لا يمكن استبعاد شن ضربة عسكرية أمريكية ضد إيران من أجل ردعها، بعدما اعتبروها أنها «تلعب بالنار» وأنها «أخطر من تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي»، بل إنهم يرون ضرورة فرض المزيد من العقوبات لكبح جماحها. لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد، بل تعدى ليبلغ دراسة البيت الأبيض اقتراحاً بإدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة التنظيمات الإرهابية، فيما يضاف ذلك إلى قائمة العقوبات التي فرضتها واشنطن على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الثوري سواء داخل إيران أو خارجها، وكان آخرها في كل من الصين وإيران. لكن التطور الحقيقي برز في تصريحات مسؤول أمريكي كبير يشارك في المراجعة الواسعة للسياسة الأمريكية تجاه طهران حينما قال إن «إدارة ترامب ترى أن إيران أوضح خطر على المصالح الأمريكية وتبحث عن سبل للضغط عليها»، مشيراً إلى أنه «بدلاً من تمزيق الاتفاق النووي فإن البيت الأبيض قد يتجه إلى معاقبة إيران على دعمها لـ «حزب الله» في لبنان، والمتمردين الحوثيين في اليمن، وبعض القوى الشيعية في العراق، وكذلك دعمها الخفي للمعارضة في البحرين، والهجمات الإلكترونية التي تستهدف السعودية وأهداف خليجية أخرى».
ولاشك في أن اختبار إيران لصاروخ باليستي يعد استفزازاً واضحاً لإدارة ترامب بعد توليه السلطة بأيام، خاصة بعدما ذكرت مصادر مخابراتية لصحيفة «دى فيلت» الألمانية أن «طهران اختبرت صاروخ «كروز» يسمى «سومار» قادر على حمل أسلحة نووية بالإضافة إلى تجربة إطلاق صاروخ باليستى متوسط المدى»، موضحة أن «صاروخ «سومار» جرى تصنيعه في إيران وحلق لنحو 600 كيلومتر في أول اختبار ناجح معلن لإطلاقه»، مشيرة إلى أن «الصاروخ قادر على حمل أسلحة نووية ويمكن أن يتراوح مداه بين 2000 و3000 كيلومتر». لكن اللافت في الأمر وهو ما يمكن أن تستغله إيران هو أن صواريخ «كروز» لم تذكر في أي من قرارات الأمم المتحدة التي تحظر العمل على تصنيع الصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية. وفيما يرى بعض المراقبين أن تصنيف واشنطن الحرس الثوري منظمة إرهابية سيؤدي إلى تصاعد التوتر أكثر بين طهران و«الشيطان الأكبر»، إلا أنه في الوقت ذاته، يوجه ضربة قاصمة للاقتصاد الإيراني، لاسيما وأن الحرس الثوري الذي يعد أقوى كيان استخباراتي إيراني على الإطلاق، كما أنه يسيطر على قطاعات كبيرة من اقتصاد «ولاية الفقيه»، ويتطلع بشكل نافذ في السياسة الخارجية، خاصة في الدول التي تخضع مراكز صناع القرار فيها لطهران، حظيت الموازنة المخصصة له في مشروع الموازنة العامة لإيران على زيادة قدرها 53 % مقارنة بالعام الماضي، حيث ارتفعت إلى 6.9 مليار دولار، في حين أن الحكومة الإيرانية أعلنت عن زيادة ميزانيتها العسكرية 1.3 مليار دولار آخر لتصل إلى نحو 11.6 مليار دولار خلال العام الإيراني المقبل الذي يبدأ في 21 مارس المقبل، حسب التقويم الفارسي.
ويعد الحرس الثوري «الباسدران» الجيش العقائدي والحرس الوفي للمرشد الإيراني علي خامنئي، ويتمتع بقيادة مستقلة تتلقى أوامرها من خامنئي مباشرة، فيما تشير تقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن إلى أن الحرس الثوري يتألف من 350 ألف عنصر، في حين يرى معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أن عدد أفراده لا يتجاوز 120 ألفاً. ومن الواضح أن ملف إيران داخل الكونغرس الأمريكي بمجلسيه النواب والشيوخ، يسير في مسارات متوازية، ليس أولها توجيه ضربة عسكرية وقائية ضد إيران، في ظل تصاعد التهديدات الإيرانية المتلاحقة والميليشيات التابعة لها في المنطقة خاصة في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، مروراً بفرض عقوبات قاسية تخنق اقتصاد طهران، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، ودعمها الإرهاب في المنطقة، وتجارب الصواريخ الباليستية التي تجريها إيران بين فترة وأخرى، وليس آخر تلك المسارات توسيع الدفاع الصاروخي الأمريكي بمواجهة صواريخ طهران الباليستية.
وتظهر إدارة ترامب موقفاً أشد حزماً تجاه حلفاء إيران، خاصة بعد تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل فلين التي اعتبر فيها الحوثيين بأنهم «إحدى الجماعات الإرهابية بالوكالة التابعة لإيران»، قبل ساعات من إعلان مسؤولين أمريكيين إرسال واشنطن المدمرة «يو إس إس كول» التابعة للبحرية الأمريكية الى الساحل الغربي لليمن قرب مضيق باب المندب من أجل حماية الممرات المائية من ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في اليمن، لاسيما بعد العملية الإرهابية الحوثية التي نفذتها الميليشيات المتمردة مؤخراً عندما استهدفت فرقاطة سعودية قبالة الساحل الغربي لليمن ما تسبب في استشهاد اثنين من أفراد الطاقم.
* وقفة:
تبدو «إيران الشريرة» وحلفاؤها خاصة في البحرين في مرمى يحموم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سواء بتوجيه ضربة عسكرية محتملة أو بفرض عقوبات قاسية تشل الاقتصاد أو بتطوير الدفاع الصاروخي الأمريكي.
{{ article.visit_count }}
ولاشك في أن اختبار إيران لصاروخ باليستي يعد استفزازاً واضحاً لإدارة ترامب بعد توليه السلطة بأيام، خاصة بعدما ذكرت مصادر مخابراتية لصحيفة «دى فيلت» الألمانية أن «طهران اختبرت صاروخ «كروز» يسمى «سومار» قادر على حمل أسلحة نووية بالإضافة إلى تجربة إطلاق صاروخ باليستى متوسط المدى»، موضحة أن «صاروخ «سومار» جرى تصنيعه في إيران وحلق لنحو 600 كيلومتر في أول اختبار ناجح معلن لإطلاقه»، مشيرة إلى أن «الصاروخ قادر على حمل أسلحة نووية ويمكن أن يتراوح مداه بين 2000 و3000 كيلومتر». لكن اللافت في الأمر وهو ما يمكن أن تستغله إيران هو أن صواريخ «كروز» لم تذكر في أي من قرارات الأمم المتحدة التي تحظر العمل على تصنيع الصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية. وفيما يرى بعض المراقبين أن تصنيف واشنطن الحرس الثوري منظمة إرهابية سيؤدي إلى تصاعد التوتر أكثر بين طهران و«الشيطان الأكبر»، إلا أنه في الوقت ذاته، يوجه ضربة قاصمة للاقتصاد الإيراني، لاسيما وأن الحرس الثوري الذي يعد أقوى كيان استخباراتي إيراني على الإطلاق، كما أنه يسيطر على قطاعات كبيرة من اقتصاد «ولاية الفقيه»، ويتطلع بشكل نافذ في السياسة الخارجية، خاصة في الدول التي تخضع مراكز صناع القرار فيها لطهران، حظيت الموازنة المخصصة له في مشروع الموازنة العامة لإيران على زيادة قدرها 53 % مقارنة بالعام الماضي، حيث ارتفعت إلى 6.9 مليار دولار، في حين أن الحكومة الإيرانية أعلنت عن زيادة ميزانيتها العسكرية 1.3 مليار دولار آخر لتصل إلى نحو 11.6 مليار دولار خلال العام الإيراني المقبل الذي يبدأ في 21 مارس المقبل، حسب التقويم الفارسي.
ويعد الحرس الثوري «الباسدران» الجيش العقائدي والحرس الوفي للمرشد الإيراني علي خامنئي، ويتمتع بقيادة مستقلة تتلقى أوامرها من خامنئي مباشرة، فيما تشير تقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن إلى أن الحرس الثوري يتألف من 350 ألف عنصر، في حين يرى معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أن عدد أفراده لا يتجاوز 120 ألفاً. ومن الواضح أن ملف إيران داخل الكونغرس الأمريكي بمجلسيه النواب والشيوخ، يسير في مسارات متوازية، ليس أولها توجيه ضربة عسكرية وقائية ضد إيران، في ظل تصاعد التهديدات الإيرانية المتلاحقة والميليشيات التابعة لها في المنطقة خاصة في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، مروراً بفرض عقوبات قاسية تخنق اقتصاد طهران، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، ودعمها الإرهاب في المنطقة، وتجارب الصواريخ الباليستية التي تجريها إيران بين فترة وأخرى، وليس آخر تلك المسارات توسيع الدفاع الصاروخي الأمريكي بمواجهة صواريخ طهران الباليستية.
وتظهر إدارة ترامب موقفاً أشد حزماً تجاه حلفاء إيران، خاصة بعد تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل فلين التي اعتبر فيها الحوثيين بأنهم «إحدى الجماعات الإرهابية بالوكالة التابعة لإيران»، قبل ساعات من إعلان مسؤولين أمريكيين إرسال واشنطن المدمرة «يو إس إس كول» التابعة للبحرية الأمريكية الى الساحل الغربي لليمن قرب مضيق باب المندب من أجل حماية الممرات المائية من ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في اليمن، لاسيما بعد العملية الإرهابية الحوثية التي نفذتها الميليشيات المتمردة مؤخراً عندما استهدفت فرقاطة سعودية قبالة الساحل الغربي لليمن ما تسبب في استشهاد اثنين من أفراد الطاقم.
* وقفة:
تبدو «إيران الشريرة» وحلفاؤها خاصة في البحرين في مرمى يحموم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سواء بتوجيه ضربة عسكرية محتملة أو بفرض عقوبات قاسية تشل الاقتصاد أو بتطوير الدفاع الصاروخي الأمريكي.