إن قولاً مثل «أياً كانت التطورات فإن موقفنا لا يتغير ولن نتزحزح قيد أنملة» يصدر من أي طرف في أي مشكلة، قول من شأنه أن يزيد المشكلة تعقيداً، فعندما تصر كل الأطراف ذات العلاقة على رأيها وموقفها وترفض أن تقدم أي تنازلات قد ينتج عنها ما قد يعين على التوصل إلى حل فإن هذا يعني أن المشكلة ستستمر وستتفاقم وسيصعب حلها. منطقا لا يمكن أن يحصل كل طرف على كل ما يريد، تماماً مثلما أنه لا يمكن – منطقاً أيضاً – أن يخسر كل طرف كل ما يريد، والأكيد هو أنه لا يمكن أن يتساوى الجميع في المكاسب والخسائر، وبما أن المشكلة لها علاقة بالوطن لذا فإن الإصرار على الرأي والموقف يعني التسبب في المزيد من الآلام للوطن، وهو ما ينبغي ألا تقبل به كل الأطراف ذات العلاقة.
حرص وسعي كل طرف في أي مشكلة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب وتحمل أقل قدر من الخسائر أمر طبيعي، فلا يوجد بين الناس من يقول ويقبل بغير هذا، لكن عندما يتعلق الأمر بالوطن وتكون المشكلة قد وصلت إلى مرحلة من التعقيد وصار صعباً رؤية ضوء في نهاية النفق فإن القبول بمكاسب أقل وخسائر أكثر هو ما ينبغي أن يكون الطبيعي، لأن استمرار المشكلة يعني استمرار تضرر كل الأطراف واستمرار تضرر الوطن.
إن مشكلة كالتي يمر بها هذا الوطن من الطبيعي أن ينتج عنها أضرار كثيرة وخسائر بشرية ومادية، ولأن استمرارها يعني المزيد من الأضرار والخسائر لذا فإن العقل يدعو إلى ترك العواطف جانبا والتحلي بكثير من المرونة وتقديم كل التنازلات الممكنة لكي لا تتفاقم المشكلة وتتعقد أكثر ولكي لا يزيد حجم الأضرار والخسائر، وهذا يعني أن مسؤولية كبيرة ينبغي أن يتحملها الجميع من دون استثناء، وأن يفسح المجال لذوي العقول النيرة كي يدلوا بدلوهم بل يلزموا كل من يعتقد أنه غير معني بتقديم التنازلات كي يقدمها.
بقاء الحال على ما هو عليه ينتج المزيد من الأضرار والخسائر ويتسبب في المزيد من الأذى للوطن الذي لم يتقدم إلا بالجميع ولن يستطيع أن يواصل تقدمه إلا بالجميع أيضاً، وبقاء الحال على ما هو عليه يعني تعقد المشكلة، وقد تصل إلى حد استحالة التوصل إلى إيجاد حل لها. ليس الحديث هنا عن تنازلات تقدمها الحكومة، فالحكومة قدمت في السنوات الست الماضيات الكثير من التنازلات ووفرت الكثير من الأمثلة على صبرها وسعة بالها، لكنه عن الأطراف الأخرى التي عليها أن توفر الأمثلة على رغبتها في إنهاء المشكلة خصوصا وأنها تتكبد في كل يوم الكثير من الخسائر.
من الأمور الطبيعية أيضاً أن من يتكبد الخسائر يستمر في العناد والإصرار على رأيه، لذا ليس متوقعاً أبداً أن يقوم هذا الطرف بما ينبغي أن يقوم به كي تنتهي المشكلة، وهذا يعني أن على طرف آخر أن يتكفل بمهمة التهدئة وإقناع هذا الطرف ليقبل على تقديم التنازلات المناسبة، وليس من طرف يمكنه القيام بهذه المهمة سوى مجموعة الشخصيات التي تحظى باحترام وثقة الجميع ولها مكانة مجتمعية كبيرة وتأثير. ولله الحمد والمنة فإن هذا الوطن يزخر بالكثير من الشخصيات التي يمكنها القيام بهذه المهمة.
لم يعد مناسباً، بل لم يعد ممكناً الإصرار على الرأي والموقف، فالتطورات الأخيرة تجبر كل ذوي العلاقة بالمشكلة على تقديم التنازلات وعلى المرونة كي لا تتفاقم المشكلة أكثر، فما حل بالدول القريبة من دارنا كان بسبب العناد وقول كل طرف «مهما كانت التطورات ومهما حصل فإن موقفنا لن يتغير وقرارنا ثابت».
حرص وسعي كل طرف في أي مشكلة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب وتحمل أقل قدر من الخسائر أمر طبيعي، فلا يوجد بين الناس من يقول ويقبل بغير هذا، لكن عندما يتعلق الأمر بالوطن وتكون المشكلة قد وصلت إلى مرحلة من التعقيد وصار صعباً رؤية ضوء في نهاية النفق فإن القبول بمكاسب أقل وخسائر أكثر هو ما ينبغي أن يكون الطبيعي، لأن استمرار المشكلة يعني استمرار تضرر كل الأطراف واستمرار تضرر الوطن.
إن مشكلة كالتي يمر بها هذا الوطن من الطبيعي أن ينتج عنها أضرار كثيرة وخسائر بشرية ومادية، ولأن استمرارها يعني المزيد من الأضرار والخسائر لذا فإن العقل يدعو إلى ترك العواطف جانبا والتحلي بكثير من المرونة وتقديم كل التنازلات الممكنة لكي لا تتفاقم المشكلة وتتعقد أكثر ولكي لا يزيد حجم الأضرار والخسائر، وهذا يعني أن مسؤولية كبيرة ينبغي أن يتحملها الجميع من دون استثناء، وأن يفسح المجال لذوي العقول النيرة كي يدلوا بدلوهم بل يلزموا كل من يعتقد أنه غير معني بتقديم التنازلات كي يقدمها.
بقاء الحال على ما هو عليه ينتج المزيد من الأضرار والخسائر ويتسبب في المزيد من الأذى للوطن الذي لم يتقدم إلا بالجميع ولن يستطيع أن يواصل تقدمه إلا بالجميع أيضاً، وبقاء الحال على ما هو عليه يعني تعقد المشكلة، وقد تصل إلى حد استحالة التوصل إلى إيجاد حل لها. ليس الحديث هنا عن تنازلات تقدمها الحكومة، فالحكومة قدمت في السنوات الست الماضيات الكثير من التنازلات ووفرت الكثير من الأمثلة على صبرها وسعة بالها، لكنه عن الأطراف الأخرى التي عليها أن توفر الأمثلة على رغبتها في إنهاء المشكلة خصوصا وأنها تتكبد في كل يوم الكثير من الخسائر.
من الأمور الطبيعية أيضاً أن من يتكبد الخسائر يستمر في العناد والإصرار على رأيه، لذا ليس متوقعاً أبداً أن يقوم هذا الطرف بما ينبغي أن يقوم به كي تنتهي المشكلة، وهذا يعني أن على طرف آخر أن يتكفل بمهمة التهدئة وإقناع هذا الطرف ليقبل على تقديم التنازلات المناسبة، وليس من طرف يمكنه القيام بهذه المهمة سوى مجموعة الشخصيات التي تحظى باحترام وثقة الجميع ولها مكانة مجتمعية كبيرة وتأثير. ولله الحمد والمنة فإن هذا الوطن يزخر بالكثير من الشخصيات التي يمكنها القيام بهذه المهمة.
لم يعد مناسباً، بل لم يعد ممكناً الإصرار على الرأي والموقف، فالتطورات الأخيرة تجبر كل ذوي العلاقة بالمشكلة على تقديم التنازلات وعلى المرونة كي لا تتفاقم المشكلة أكثر، فما حل بالدول القريبة من دارنا كان بسبب العناد وقول كل طرف «مهما كانت التطورات ومهما حصل فإن موقفنا لن يتغير وقرارنا ثابت».