يوم 14 فبراير 2001 تاريخ عظيم في ذاكرة كل بحريني، يوم جميل عكس وطنية كل بحريني، عندما خرج رجال البحرين ونساءها للتصويت على ميثاق العمل الوطني، حيث بلغت نسبة المشاركة فيه 98.4 %، أذكر تماماً هذا اليوم الوطني، حيث حملنا في هذا اليوم وفي طريقنا للتصويت فرحة بالعهد الجديد، وإشراقة مضيئة لنهضة البحرين الحديثة، وطن الديمقراطية وبلد المؤسسات والقانون، خرجنا ونحن على يقين بأن البحرين تخطو نحو التقدم والازدهار، منفتحة اكثر على ابواب الخير، في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، صفحة جديدة حملها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، لشعبه الوفي، حملها على صفحات ميثاق العمل الوطني كوثيقة هامة سطرت بماء من ذهب، أكدها جلالته عندما وصف هذا اليوم، 14 من فبراير بأنه «فتح جديد في تاريخ البحرين».

لم تكن مملكة البحرين يوماً على حافة التقدم، بل هي متقدمة، ولم تكن يوما على هاوية الظلمات، بل هي منفتحة على العالم، ولم تكن يوماً في آخر الركب، بل البحرين في كل عصر، وعلى مر السنوات الماضية، تعتبر دولة حديثة تواكب التطور والتقدم في جميع الميادين، تتسابق مع الدول لتكون في الصدارة، والقرنين السابقين التاسع عشر والعشرين، وربما قبل ذلك، تؤكد على عمق تاريخ وثقافة البحرين ودورها آنذاك في نشر العلم، وها هي البحرين تواصل تقدمها في العصر الزاهر الذي أعطى فيه جلالة الملك المفدى المفهوم الحقيقي للديمقراطية، فإذا كانت البحرين سباقة في القرن الماضي في مجال التعليم ونشر المعرفة وإعطاء المرأة مساحة كبيرة لتكون مع الرجل، تبني أمجاد الوطن كسابقة لم تحصل عليها بعض الدول الشقيقة، فإن البحرين مع انبثاق العهد الجديد أي منذ تولي عاهل البلاد مقاليد الحكم، وهي تولي اهتماماً حقيقياً للكيان البحريني مع بداية القرن الحادي والعشرين في جميع المجالات، خصوصاً في المجال السياسي وممارسة الحريات والحفاظ على حقوق الإنسان، وهذه أيضاً بادرة جريئة أولت القيادة الرشيدة اهتماماً واضحاً لم يسبق لدول كثيرة أن تضع وثيقة هامة بمبادئ جادة للتحول السياسي في مملكة البحرين، ما جعل دول العالم تنظر إليها بجدية أكثر لما توالت من منافسات مع الدول العظمي في ذلك، بل بهذه الوثيقة قلبت وغيرت بعض الموازين، وأصبحت بعض الدول تحاول أن تصطاد في الماء العكر، وتحاول جاهدة أن تجر البحرين إلى مربع لم تضع قدمها عليه يوماً ألا وهو مربع الطائفية والقمع والاضطهاد.

ميثاق العمل الوطني بداية جديدة وصفحة بيضاء، مد جلالة الملك المفدى من خلالها يده للجميع، وكان في أعماقه حب وعطاء بأن تكون الأيام في عهده أياماً جميلة، بتكاتف وتعاضد أبناء الوطن الواحد، نبني معه أمجاد الوطن، ولكن مثلما يقال، لم تخلُ الجنة من وسوسة الشيطان - الذي جاهد ليخرجهما من الجنة - وكذلك يفعل بعض شياطين الإنس الذين انساقوا وراء شعارات كاذبة وهادمة لكل ما جاء في ميثاق العمل الوطني، بعدما صوت عليه الغالبية العظمى من الشعب البحريني، واليوم وبعد مرور 16 عاماً على ذكرى التصويت لميثاق العمل الوطني تمضي البحرين قدماً لتواكب كل تقدم في جميع المجالات وفي كافة الميادين، لا تكترث بأن تستمع إلى نعيق الفاشلين والحاقدين، فالبحرين في كل مرة تبهر العالم بتقدمها وتكشف أيضاً زيف من نادى يوماً في الدوار في 2011. وبهذه المناسبة السعيدة، في ذكرى يوم ميثاق العمل الوطني نرفع أسمى التهاني والتبريكات إلى القيادة الرشيدة والحكومة الموقرة وإلى الشعب البحريني الوفي، ودائماً وأبداً وفي كل مناسبة نجدد البيعة إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، ونرفع إليه راية الولاء والطاعة، ونسال الله العلي القدير أن يمن على مملكة البحرين وشعبها الوفي بالأمن والاستقرار.