ما أجمل عاداتنا الاجتماعية العربية الأصيلة، نفرح معاً ونحزن معاً، فالأقارب والجيران والأصدقاء يتشاركون في الفرح فيجتمعون في المناسبات الاجتماعية، سواء كانت سعيدة أم حزينة، لقد كانت المشاعر أصدق، حتى إنني صرت أتساءل: هل تبلدت أحاسيسنا؟ هل تأثرنا بالمسلسلات والأفلام حتى أصبحت مشاعرنا جزءاً من مشهد درامي يمر علينا مرور الكرام؟ العديد من الصفات التي تميزنا بها كالإيثار والتعاون والفزعة لمساعدة الغير هل في طريقها للاندثار؟ كلها تغيرات يشعر بها جيل الآباء والأجداد، فقد كان هناك العديد من الصفات الحميدة التي يتميز بها المجتمع العربي والبحريني بالأخص، لقد كان الجيران والأهل يتشاركون مع بعضهم بعضاً في الأحزان فيجتمعون في المناسبات الاجتماعية المختلفة.
أما الآن، إذا تأملنا حالنا اليوم وجدنا أن هناك تغييراً جذرياً في المجتمع، فغابت عنه كثير من القيم والعادات والصفات الحميدة التي يتميز بها، من مشاركة بين أبناء الحي، لدرجة أن بعضها صار ثقيلاً على البعض، ولولا خشية الملامة لما قاموا بمشاطرة أصحاب المناسبة الزيارة، إذ أصبحت الأفراح عند البعض عرضاً للأزياء، ومناسبة للاستعراض وانتقاد القائمين على الحفل ومقارنة العروس والعريس بغيرهم حتى ضاعت المشاعر الصادقة مع البعض.
ومن المناسبات التي أصابها التغيير حتى فقدت معناها في بعض الأوقات ولدى البعض هي العزاء وواجباته.. فقد كان يقتصر تقديم الطعام في المناسبات الاجتماعية السعيدة فقط، فنكرم ضيوفنا ونبالغ في مظاهر الكرم، ولا عجب في ذلك، فإكرام الضيف جزء من عادات توارثناها على مر الأجيال، ولكن أن نقدم الطعام لمن جاؤوا لتقديم التعازي..!! فلا نعلم أصل هذا التغيير وأسبابه، حيث كان الناس يكتفون بتقديم الشاي والقهوة والماء للمعزين، في حين يتكفل الجيران والأقارب بتوفير وجبتي الغداء والعشاء لأهل الميت الذين يتقبلون العزاء، وقد كان هذا من واجب الشعور بمصابهم، ولكي يتفرغوا للدعاء للميت وقراءة القرآن له. وذلك تأسياً بتوجيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حينما قال النبي «ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة».
إلا أننا قلبنا الآية فأصبح أهل الميت يقدمون ما لذ وطاب من المأكولات والحلويات للمعزين، حتى إننا لم نعد نفرق بين مناسباتنا الاجتماعية السعيدة والحزينة.
لقد زادت المبالغة عند البعض حتى إنهم أصبحوا يستقدمون البوفيهات من أرقى الفنادق، متباهين بمكانتهم وقدراتهم، متناسين أحزانهم.. فانشغلنا بالمظاهر، وأصبحت شغلنا الشاغل، حتى انصرفنا عن أولوياتنا، وتاهت قدراتنا على التعبير عن أحاسيسنا الصادقة، ففي الوقت الذي يشغل أهل الميت مصابهم، ينصرفون للانشغال بالمظاهر والمبالغة في التباهي، بما يقدمونه للضيوف. ليس هكذا فحسب، بل نجد أن بعض الفتيات يتجملن بمكياج خاص للأحزان يرسمون به وجوههن.. أخشى ذلك اليوم الذي يموت فيه إحساسنا حتى بفقد أعز من لدينا فتطغى مشاعر التباهي على المشاعر الإنسانية.
إن التغيير سمة البشر، ولكن يجب أن نميز ما بين التغيير الحميد الذي يتماشى مع مجتمعنا وأصالتنا وديننا الحنيف، وما بين تغير أجوف لا قلب له، خال من المشاعر والأحاسيس، يهتم بشكل زائف لا يمس ما يشعر به الإنسان.
ولقد ظهرت سلعة جديدة وهي التنظيم لهذه المناسبات من قبل البعض، فيتولون عن الأهل التنظيم لأفراحهم وأحزانهم.
كيف سيرانا أطفالنا وماذا سننقل لهم؟ فالمشاعر تنتقل والتصرفات والتفاعل معها إرث ينتقل من جيل لجيل، هل ستغيب المشاعر الصادقة لتحل مكانها مظاهر زائفة؟ هل هذا هو إرثنا الذي سنشوهه وننقله لأبنائنا؟
دعونا نحيي قلوبنا، ونعود لبساطتنا ونهتم بالتعبير عن المشاعر في مناسباتنا الاجتماعية أكثر من التنافس على التباهي بالبذخ، دعونا نعود كما كنا بسطاء.. كما كنا صادقين في التعبير عن مشاعرنا.. كما كانت مناسباتنا الاجتماعية تهدف للتكافل الاجتماعي لا للتباهي.. فما أجمل صدق التعبير عن المشاعر.. وما أروع البساطة.
أما الآن، إذا تأملنا حالنا اليوم وجدنا أن هناك تغييراً جذرياً في المجتمع، فغابت عنه كثير من القيم والعادات والصفات الحميدة التي يتميز بها، من مشاركة بين أبناء الحي، لدرجة أن بعضها صار ثقيلاً على البعض، ولولا خشية الملامة لما قاموا بمشاطرة أصحاب المناسبة الزيارة، إذ أصبحت الأفراح عند البعض عرضاً للأزياء، ومناسبة للاستعراض وانتقاد القائمين على الحفل ومقارنة العروس والعريس بغيرهم حتى ضاعت المشاعر الصادقة مع البعض.
ومن المناسبات التي أصابها التغيير حتى فقدت معناها في بعض الأوقات ولدى البعض هي العزاء وواجباته.. فقد كان يقتصر تقديم الطعام في المناسبات الاجتماعية السعيدة فقط، فنكرم ضيوفنا ونبالغ في مظاهر الكرم، ولا عجب في ذلك، فإكرام الضيف جزء من عادات توارثناها على مر الأجيال، ولكن أن نقدم الطعام لمن جاؤوا لتقديم التعازي..!! فلا نعلم أصل هذا التغيير وأسبابه، حيث كان الناس يكتفون بتقديم الشاي والقهوة والماء للمعزين، في حين يتكفل الجيران والأقارب بتوفير وجبتي الغداء والعشاء لأهل الميت الذين يتقبلون العزاء، وقد كان هذا من واجب الشعور بمصابهم، ولكي يتفرغوا للدعاء للميت وقراءة القرآن له. وذلك تأسياً بتوجيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حينما قال النبي «ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة».
إلا أننا قلبنا الآية فأصبح أهل الميت يقدمون ما لذ وطاب من المأكولات والحلويات للمعزين، حتى إننا لم نعد نفرق بين مناسباتنا الاجتماعية السعيدة والحزينة.
لقد زادت المبالغة عند البعض حتى إنهم أصبحوا يستقدمون البوفيهات من أرقى الفنادق، متباهين بمكانتهم وقدراتهم، متناسين أحزانهم.. فانشغلنا بالمظاهر، وأصبحت شغلنا الشاغل، حتى انصرفنا عن أولوياتنا، وتاهت قدراتنا على التعبير عن أحاسيسنا الصادقة، ففي الوقت الذي يشغل أهل الميت مصابهم، ينصرفون للانشغال بالمظاهر والمبالغة في التباهي، بما يقدمونه للضيوف. ليس هكذا فحسب، بل نجد أن بعض الفتيات يتجملن بمكياج خاص للأحزان يرسمون به وجوههن.. أخشى ذلك اليوم الذي يموت فيه إحساسنا حتى بفقد أعز من لدينا فتطغى مشاعر التباهي على المشاعر الإنسانية.
إن التغيير سمة البشر، ولكن يجب أن نميز ما بين التغيير الحميد الذي يتماشى مع مجتمعنا وأصالتنا وديننا الحنيف، وما بين تغير أجوف لا قلب له، خال من المشاعر والأحاسيس، يهتم بشكل زائف لا يمس ما يشعر به الإنسان.
ولقد ظهرت سلعة جديدة وهي التنظيم لهذه المناسبات من قبل البعض، فيتولون عن الأهل التنظيم لأفراحهم وأحزانهم.
كيف سيرانا أطفالنا وماذا سننقل لهم؟ فالمشاعر تنتقل والتصرفات والتفاعل معها إرث ينتقل من جيل لجيل، هل ستغيب المشاعر الصادقة لتحل مكانها مظاهر زائفة؟ هل هذا هو إرثنا الذي سنشوهه وننقله لأبنائنا؟
دعونا نحيي قلوبنا، ونعود لبساطتنا ونهتم بالتعبير عن المشاعر في مناسباتنا الاجتماعية أكثر من التنافس على التباهي بالبذخ، دعونا نعود كما كنا بسطاء.. كما كنا صادقين في التعبير عن مشاعرنا.. كما كانت مناسباتنا الاجتماعية تهدف للتكافل الاجتماعي لا للتباهي.. فما أجمل صدق التعبير عن المشاعر.. وما أروع البساطة.