نصف نهار يبرئ ذمة الخليج العربي ويضع طهران على أطراف فوهة بركان دولي، هذا ما فعله روحاني بنفسه وببلاده، فرئيس لم يحسن استغلال الفرص الممنوحة له، أو إدارتها كما يجب، لن يجني لبلاده وشعبه سوى دمار على دمارهم..!!
بينما أرادت دول الخليج العربي أن تصافح جماعات من شعوبها تتعاطف مع إيران وتواليها من خلال الدعوة للمصالحة مع إيران، أراد الحق أن ينكشف ليروا أن طهران ليست بصدد الحوار ولا التصالح، وبينما أرادت دول الخليج العربي الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي بالسلام مع إيران، في الوقت الذي أراد فيه الغرب وخصوصاً الأمريكان مهاجمة النظام الإيراني، وبدأ نوع من التسخين بهذا الصدد من خلال تهديدات ترامب، اختار روحاني إهدار الدم الإيراني أمام الغرب ليعطيه الضوء الأخضر قبالة براءة الذمة الخليجية.
لقد تلقف روحاني المبادرة الخليجية للحوار وجاء يركض لاهثاً بغية ترميم سمعته داخل إيران، فالنظام هش للغاية ولا علاقة له بالقوة التي يحاول أن يبدو عليها، ولكنه لم يحسن إدارتها، فحرق آخر «كروت» نجاته. لم تخلُ زيارة روحاني من غطرسة إيرانية معتادة، تكشفها الزيارة المقتضبة التي استكثر فيها 6 ساعات على كل دولة زارها، حتى إنه لم يحضر عشاء أمير الكويت ضارباً بالتقاليد العربية عرض الحائط، ولم تخلُ الزيارة كذلك من شر إيراني كامن تمثل في إنذار حميد أبو طالبي مساعد الشؤون السياسية بمكتب الرئيس الإيراني، لدول مجلس التعاون بضرورة إنهاء الخلافات والعنف والصراعات الدينية وقتل الأبرياء في رسالة ضمنية مفادها «أنتم وراء الإرهابيون فأوقفوهم».
خلا الوفد المرافق لروحاني من صناع القرار السياسي في طهران كقادة الحرس الثوري أو تشخيص مصلحة النظام وغيرهم، واقتصر على ذوي الأكف الناعمة مقلمي الأظافر الذين لا شأن للخليج العربي بهم، حتى لا يخوض في أية نقاشات أو يبحث مواضيع شائكة وجادة. ورغم التصريحات الإيرانية بنجاح الزيارة، إلا أنها لم تكن كذلك، حتى إنه لم تحتفِ أي من الصحف المهمة بهذه الزيارة، ولم يهلل أحد فرحاً بانتهاء الحرب الباردة بين دول الخليج وإيران.
ومن الواضح أن روحاني واجه في «مسقط» و«الكويت» مجموعة من المطالب الخليجية الشديدة جداً التي لم يتقبلها، ولهذا فقد أظهرت المبادرة معدن دول الخليج العربي والموقف الموحد الداعي إلى الصلح ومد جسور الثقة بين طرفي الخليج، بينما لم يرد الإيرانيون على التحية بأحسن منها، بل وخسروا نوافذهم على الخليج المتمثلة في العلاقات الحسنة مع الكويت ومسقط.
* اختلاج النبض:
الفرص لا تتكرر، وقد أضاع الإيرانيون فرصتهم، فروحاني أتعب نفسه في زيارة لا جدوى لها، وأهلك شعبه بزيارة رتبت -في تقديرنا- المشهد لمرحلة جديدة في التعامل مع النظام الإيراني الذي سيشهد التيه في دوامات السنين العجاف مجدداً وبقسوة بالغة.
بينما أرادت دول الخليج العربي أن تصافح جماعات من شعوبها تتعاطف مع إيران وتواليها من خلال الدعوة للمصالحة مع إيران، أراد الحق أن ينكشف ليروا أن طهران ليست بصدد الحوار ولا التصالح، وبينما أرادت دول الخليج العربي الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي بالسلام مع إيران، في الوقت الذي أراد فيه الغرب وخصوصاً الأمريكان مهاجمة النظام الإيراني، وبدأ نوع من التسخين بهذا الصدد من خلال تهديدات ترامب، اختار روحاني إهدار الدم الإيراني أمام الغرب ليعطيه الضوء الأخضر قبالة براءة الذمة الخليجية.
لقد تلقف روحاني المبادرة الخليجية للحوار وجاء يركض لاهثاً بغية ترميم سمعته داخل إيران، فالنظام هش للغاية ولا علاقة له بالقوة التي يحاول أن يبدو عليها، ولكنه لم يحسن إدارتها، فحرق آخر «كروت» نجاته. لم تخلُ زيارة روحاني من غطرسة إيرانية معتادة، تكشفها الزيارة المقتضبة التي استكثر فيها 6 ساعات على كل دولة زارها، حتى إنه لم يحضر عشاء أمير الكويت ضارباً بالتقاليد العربية عرض الحائط، ولم تخلُ الزيارة كذلك من شر إيراني كامن تمثل في إنذار حميد أبو طالبي مساعد الشؤون السياسية بمكتب الرئيس الإيراني، لدول مجلس التعاون بضرورة إنهاء الخلافات والعنف والصراعات الدينية وقتل الأبرياء في رسالة ضمنية مفادها «أنتم وراء الإرهابيون فأوقفوهم».
خلا الوفد المرافق لروحاني من صناع القرار السياسي في طهران كقادة الحرس الثوري أو تشخيص مصلحة النظام وغيرهم، واقتصر على ذوي الأكف الناعمة مقلمي الأظافر الذين لا شأن للخليج العربي بهم، حتى لا يخوض في أية نقاشات أو يبحث مواضيع شائكة وجادة. ورغم التصريحات الإيرانية بنجاح الزيارة، إلا أنها لم تكن كذلك، حتى إنه لم تحتفِ أي من الصحف المهمة بهذه الزيارة، ولم يهلل أحد فرحاً بانتهاء الحرب الباردة بين دول الخليج وإيران.
ومن الواضح أن روحاني واجه في «مسقط» و«الكويت» مجموعة من المطالب الخليجية الشديدة جداً التي لم يتقبلها، ولهذا فقد أظهرت المبادرة معدن دول الخليج العربي والموقف الموحد الداعي إلى الصلح ومد جسور الثقة بين طرفي الخليج، بينما لم يرد الإيرانيون على التحية بأحسن منها، بل وخسروا نوافذهم على الخليج المتمثلة في العلاقات الحسنة مع الكويت ومسقط.
* اختلاج النبض:
الفرص لا تتكرر، وقد أضاع الإيرانيون فرصتهم، فروحاني أتعب نفسه في زيارة لا جدوى لها، وأهلك شعبه بزيارة رتبت -في تقديرنا- المشهد لمرحلة جديدة في التعامل مع النظام الإيراني الذي سيشهد التيه في دوامات السنين العجاف مجدداً وبقسوة بالغة.