اعترض أكثر من مسؤول عربي رفيع المستوى خلال الشهور الماضية على التدخلات السافرة من مسؤولين غربيين ومنظمات حقوقية أجنبية في شأن الأحكام القضائية التي تصدر بحق مدانين في قضايا سياسية أو جنائية أو من خلال شعارات الديمقراطية والتغيير والأقليات وكلها قضايا ثبت فشلها سواء في الدول التي صدرتها أو في الدول التي صدرت إليها لأنها شعارات براقة خالية من المحتوى والمصداقية وانكشفت أجندات وأطماع الدول التي صدرتها والتي استهدفت السيطرة عبر تصدير مفاهيم براقة كانت أخطر من الأسلحة الفتاكة ولكن انكشف زيفها وكان الفشل مصيرها بسبب وعي الشعوب وحكمة القيادات الوطنية في هذه الدول.
إن هذا التدخل يتم من خلال رفع شعارات براقة مثل حقوق الإنسان التي هم أصلاً لا يحترمونها في أي مكان خارج حدود دولهم وما حدث في العراق وليبيا وفلسطين ليس إلا أدلة تثبت عكس ما يعلن من شعارات براقة وحتى داخل دولهم، حيث تعالت الأصوات المنددة بقرارات التمييز بين السكان الأصليين والمهاجرين وأصبحت الشعارات التي ترفعها هذه المنظمات باسم حقوق الإنسان والديمقراطية أقرب إلى الكوميديا التي يبتسم منها الإنسان وما يلبث أن يسخر من قائلها لا سيما إذا كان يعلم الخلفية من وراء إعلان هذه الشعارات.
فكثير من هذه الشعارات ترفع لممارسة ضغوطها السياسية أو لمكاسب مالية يرغب بعض أفراد هذه المنظمات في تحقيقها وجميعها تغلف بالمبادئ الأخلاقية البراقة ونصوص القانون الدولي الإنساني رغم أن المنظمات والدول الصادرة عنها هذه الشعارات أباحت لنفسها إزالة دول من خريطة العالم وإحلال أخرى محلها، وأزالت أنظمة ووضعت أخرى مكانها، وتمارس القهر الدولي على كل من يخالف سياستها ومصالحها في أرجاء المعمورة، ولكن السؤال.. ماذا تفعل دولنا العربية والإسلامية إزاء هذه الافتراءات التي نتعرض لها بين الحين والآخر؟ ومع إيماننا بأن هناك سيناريوهات أخرى سياسية وقضائية دولية وإقليمية يمكن أن تنفذ إلا أننا نقتصر هنا على السيناريو الإعلامي وبنظرة سريعة نجد أن المشهد الإعلامي تتصدره سيناريوهات أربعة في هذا الشأن.
ويعرف الأول بسيناريو إيثار الصمت.. حيث عدم الاهتمام بما يكتب أو ينشر أو يوجه من افتراءات بدعوى أنها «موجة وتعدي» فهي موجة تستمر لفترة ثم يقدم الحدث وتجد هذه المنظمات الدولية ما يشغلها في دولة أخرى فتولي نظرها ناحية الدولة الأخرى وهو سيناريو هادئ وآمن على المدى القريب ويعبر عن الحنكة السياسية في إدارة الأزمات لا سيما أنها أزمات وحروب إعلامية قصيرة المدى، وهنا فإن الصمت يبعد الدول العربية الموجه إليها الاتهام عن الدخول في هذه الحروب ويكون الأفضل إيثار الصمت، وهذا السيناريو يرضي الداخل لكنه لا يقنع الخارج، ونتائجه سلبية على المدى البعيد لأنه يؤدي لتراكم الاتهامات الباطلة التي يعتقد مختلقوها بصحتها، إذ يأخذونها كمرجعيات يتم استدعاؤها كأدلة ومع تكرارها يكون من الصعب تفنيد بطلانها، بل إنها مع مرور الوقت ستجعل التابعين لهذه المنظمات يصدقون أنفسهم بسبب الصمت وعدم إبراز الحقيقة عبر المتخصصين في السياسة والقانون والعلاقات الدولية.
إن هذا الموقف المتحيز الذي يتبناه بعض منتسبي هذه المنظمات الدولية يجعلنا نفكر في سيناريوهات بديلة ترد الظلم وتبرز الحقائق وتكشف قدر التحيز فيها بوضوح وتطرح آليات الرد والتعامل مع افتراءاتهم على الدول العربية والإسلامية، وهذا ما نعرضه في المقال التالي. يتبع.
* أستاذ الإعلام المساعد بجامعة البحرين
إن هذا التدخل يتم من خلال رفع شعارات براقة مثل حقوق الإنسان التي هم أصلاً لا يحترمونها في أي مكان خارج حدود دولهم وما حدث في العراق وليبيا وفلسطين ليس إلا أدلة تثبت عكس ما يعلن من شعارات براقة وحتى داخل دولهم، حيث تعالت الأصوات المنددة بقرارات التمييز بين السكان الأصليين والمهاجرين وأصبحت الشعارات التي ترفعها هذه المنظمات باسم حقوق الإنسان والديمقراطية أقرب إلى الكوميديا التي يبتسم منها الإنسان وما يلبث أن يسخر من قائلها لا سيما إذا كان يعلم الخلفية من وراء إعلان هذه الشعارات.
فكثير من هذه الشعارات ترفع لممارسة ضغوطها السياسية أو لمكاسب مالية يرغب بعض أفراد هذه المنظمات في تحقيقها وجميعها تغلف بالمبادئ الأخلاقية البراقة ونصوص القانون الدولي الإنساني رغم أن المنظمات والدول الصادرة عنها هذه الشعارات أباحت لنفسها إزالة دول من خريطة العالم وإحلال أخرى محلها، وأزالت أنظمة ووضعت أخرى مكانها، وتمارس القهر الدولي على كل من يخالف سياستها ومصالحها في أرجاء المعمورة، ولكن السؤال.. ماذا تفعل دولنا العربية والإسلامية إزاء هذه الافتراءات التي نتعرض لها بين الحين والآخر؟ ومع إيماننا بأن هناك سيناريوهات أخرى سياسية وقضائية دولية وإقليمية يمكن أن تنفذ إلا أننا نقتصر هنا على السيناريو الإعلامي وبنظرة سريعة نجد أن المشهد الإعلامي تتصدره سيناريوهات أربعة في هذا الشأن.
ويعرف الأول بسيناريو إيثار الصمت.. حيث عدم الاهتمام بما يكتب أو ينشر أو يوجه من افتراءات بدعوى أنها «موجة وتعدي» فهي موجة تستمر لفترة ثم يقدم الحدث وتجد هذه المنظمات الدولية ما يشغلها في دولة أخرى فتولي نظرها ناحية الدولة الأخرى وهو سيناريو هادئ وآمن على المدى القريب ويعبر عن الحنكة السياسية في إدارة الأزمات لا سيما أنها أزمات وحروب إعلامية قصيرة المدى، وهنا فإن الصمت يبعد الدول العربية الموجه إليها الاتهام عن الدخول في هذه الحروب ويكون الأفضل إيثار الصمت، وهذا السيناريو يرضي الداخل لكنه لا يقنع الخارج، ونتائجه سلبية على المدى البعيد لأنه يؤدي لتراكم الاتهامات الباطلة التي يعتقد مختلقوها بصحتها، إذ يأخذونها كمرجعيات يتم استدعاؤها كأدلة ومع تكرارها يكون من الصعب تفنيد بطلانها، بل إنها مع مرور الوقت ستجعل التابعين لهذه المنظمات يصدقون أنفسهم بسبب الصمت وعدم إبراز الحقيقة عبر المتخصصين في السياسة والقانون والعلاقات الدولية.
إن هذا الموقف المتحيز الذي يتبناه بعض منتسبي هذه المنظمات الدولية يجعلنا نفكر في سيناريوهات بديلة ترد الظلم وتبرز الحقائق وتكشف قدر التحيز فيها بوضوح وتطرح آليات الرد والتعامل مع افتراءاتهم على الدول العربية والإسلامية، وهذا ما نعرضه في المقال التالي. يتبع.
* أستاذ الإعلام المساعد بجامعة البحرين