- رجال وطني: هم من أسسوا منارات الخير في بحرين المحبة والعطاء، وهم من بذلوا الغالي والنفيس ليكون المجتمع محضن خير وثقافة وهداية للأجيال.. يؤلمني في واقع الحال أن تتلاشى ملامح هذا الجيل الجميل الذي وقف جنباً إلى جنب مع القيادة الرشيدة للمساهمة في نهضة الوطن ورفعته والإصلاح وبناء الحضارة.. يؤلمني أن يكون جيل اليوم بعيداً كل البعد عن معايشة جيل الكبار و«جيل الطيبين» حتى باتت تجمعات الكبار والمجالس والديوانيات ينحصر حضورها على فئة محدودة من المجتمع، وهم جيل الكبار الذين اعتادوا أن يكونوا من أوائل الحضور للالتقاء والتجمع والتشاور وتبادل الرأي.. ولعل أهم ما يميز هذه القامات الشامخة في الوطن: تواصلها الدائم مع المجالس والديوانيات في البلد، وحرصها على تقوية اللحمة الوطنية واجتماع الرأي. كما أنك تراها حاضرة في مناسبات الأفراح والتعازي وفي المشي في جنازة الآخرين، ولا تتوانى ولو للحظة واحدة في تلبية النداء لأي مناسبات وطنية مهمة. وهم كبار يعملون وينطلقون بروح الشباب، فلم يتركوا نفوسهم فريسة سائغة لشبح التقاعد، بل انطلقوا يمنة ويسرة للمشاركة المجتمعية الفاعلة ليؤدوا دورهم في الحياة على الوجه المطلوب حتى الرمق الأخير.
- جميل: الأستاذ محمد عبدالله جميل -أمده الله بالصحة والعافية وطول العمر- قامة بحرينية وطنية بذلت حياتها في خدمة هذا الوطن في جهات عديدة، سواء في المحفل الرياضي «كحكم كرة قدم» أو في المحفل التعليمي «كمدير مدرسة» أو في المحفل التطوعي «كأمين سر لجمعية الإصلاح» أو في المحفل الاجتماعي «كناشط اجتماعي».. تعجبني في الأستاذ محمد جميل روحه الاجتماعية المرحة والنشطة، فهو يعمل «بروح شبابية فتية» ويحرص على أن يكون في ريادة العمل الخيري والاجتماعي.. حفظه الله وبارك فيه.
- بيت الخبرة: تشتد الحاجة إلى المسارعة في كتابة سير الأفذاذ من رواد العمل الوطني والخيري والاجتماعي، وبخاصة أولئك الذين تقدم بهم العمر، ولعلهم الآن لا يتذكرون سطور العطاء التي كتبوها في مراحل حياتهم المختلفة. لا أعلم لماذا نغفل عن احتضان تاريخ جميل لسير العطاء من الرجال والنساء، وننتظر حتى تتوارى تلك القامة تحت التراب لنتسارع في جمع سيرته وأصداء حياته من الآخرين، وفي نهاية المطاف نظفر بقصاصات متناثرة نجمعها لنحاول كتابة تجربة نجاح مقتضبة وقاصرة في خطواتها.. من الحكمة أن نتدارك الأمر ونؤسس «بيت الخبرة» يكون من مهمته كتابة سير النجاح لأمجاد الوطن، ويساهم في احتضان كل الخبرات الحياتية لكتابة منهج القيم الحياتية السامية التي لا تؤسس إلا بخبرات ناضجة صقلتها أيام الحياة. - ميدان الخير: يعتقد البعض أن ميدان الخير الذي يعمل فيه إنما هو ميدان لإبراز العضلات وتحقيق طموحات النفس الشخصية والاستغراق في الاستمتاع بملذات دنيوية زائلة.. لعمري أن هذه الفئة وإن كانت خبراتها بائنة على كافة الصعد، إلا أنها لم تكتسب ولا تمتلك المهارة الكافية لمزاولة مهمتها في ميدان الخير.. ميدان الخير له رجالاته الذين نذروا حياتهم لله سبحانه وتعالى، وأحيوا ضمائرهم في مراقبة المولى الكريم، وصفوا سرائرهم من أدران الحياة، فهم لا يلتفتون لمغارم الدنيا، ولا يأبهون بمكرماتها الزائلة وبساطها المزخرف.. لأنهم على يقين بقدرتهم على المسارعة في الخيرات وحجز مرتبتهم في جنة الله الخالدة، وإن تبعثرت خطواتهم أمام عراقيل الآخرين وعنفوان الظروف الحياتية التي لا تنتهي.. ميدان الخير تمتلكه تلك النفوس الخيرة التي تعمل من أجل بارئها، فلا تلتفت لحظوظ النفس، ولا تلتفت لافتراضات الآخرين وسهامهم المؤلمة.. ميدان له أبطاله الذين هم على ثقة بأن بركة حياتهم وأوقاتهم إنما من وراء صنيع الخير.. شعارهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء». وقول أحد السلف: «صانع المعروف لا يقع، وإن وقع وجد متكأً».
- يد الخير: هل ممن الممكن أن نصنع من كل يد «عطاء خير» في حياة الآخرين؟ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس». بهذا المفهوم النبوي الجميل والبسيط في تنفيذه، نستطيع أن نصنع رسالة سامية في المجتمع، ونمسك بأنامل الحيارى الذين لم يعرفوا بعد غايتهم من هذه الحياة، ولم يهتدوا إلى أبسط أعمال الخير في أيام حياتهم.. فخلافة الله سبحانه وتعالى في الأرض هي خلافة لها مهماتها الثقيلة التي تعجز النفوس القيام بها.. لذا فلنوجه أبصارنا إلى كل عمل خير مهما صغر حجمه حتى تستيقظ ضمائرنا «الغافلة». الرموز المبدعة: أعطوها فرصة للتغيير وللعطاء والإبداع ولصناعة جيل يتربى على قيم العطاء وحب الخير والعمل الخيري والتطوعي.. فشبابنا اليوم بحاجة ماسة إلى رموز وطنية واجتماعية مبدعة ومتقنة ومرحة ووسطية في تعاملها، تتعامل مع الشباب بروح الزمان، وتجذبهم كما تجذب الزهور الفراشات.. نحتاج إلى أن نترك فرصة التغيير أمام قامات ناضجة تحفظ كيان الخير من التآكل في ظل محافظته على النمط القديم في التعامل مع مقتضيات العصر.. نحتاج إلى أن نعطي التجارب الجديدة فرصتها في إثبات الوجود وفي تحقيق أهدافها بعيداً عن الانتقادات اللاذعة، أو تساقط الأفكار القديمة والفرضيات العتيقة.. هناك نماذج فذة تحتاج أن تعطى الثقة من أجل صالح الوطن.
- أمي وأبي: في ذكرى رحيلهما السنوية.. مازال حنانهما المتدفق في عروقي ينبض حباً وشوقاً لهما.. فهما من علماني معاني الحب والكفاح والعطاء.. اللهم ارحمهما كما ربياني صغيراً واجمعني بهما والأحباب في مستقر جنتك.
* ومضة أمل:
لا تنزعجوا عندما أقسو عليكم.. ولا تتألموا إذا شددت قبضتي على أياديكم.. فقلبي الكبير مفعم بالحب الكبير الذي يتنسم بأنفاسكم.. فأنتم رسالة حب أكتبها على جدران الأمل.. وعلى يقين بأني أخطو معكم خطوات ربانية ثابتة.. لتحقيق مرادنا لنلتقي في فردوس الجنان.
{{ article.visit_count }}
- جميل: الأستاذ محمد عبدالله جميل -أمده الله بالصحة والعافية وطول العمر- قامة بحرينية وطنية بذلت حياتها في خدمة هذا الوطن في جهات عديدة، سواء في المحفل الرياضي «كحكم كرة قدم» أو في المحفل التعليمي «كمدير مدرسة» أو في المحفل التطوعي «كأمين سر لجمعية الإصلاح» أو في المحفل الاجتماعي «كناشط اجتماعي».. تعجبني في الأستاذ محمد جميل روحه الاجتماعية المرحة والنشطة، فهو يعمل «بروح شبابية فتية» ويحرص على أن يكون في ريادة العمل الخيري والاجتماعي.. حفظه الله وبارك فيه.
- بيت الخبرة: تشتد الحاجة إلى المسارعة في كتابة سير الأفذاذ من رواد العمل الوطني والخيري والاجتماعي، وبخاصة أولئك الذين تقدم بهم العمر، ولعلهم الآن لا يتذكرون سطور العطاء التي كتبوها في مراحل حياتهم المختلفة. لا أعلم لماذا نغفل عن احتضان تاريخ جميل لسير العطاء من الرجال والنساء، وننتظر حتى تتوارى تلك القامة تحت التراب لنتسارع في جمع سيرته وأصداء حياته من الآخرين، وفي نهاية المطاف نظفر بقصاصات متناثرة نجمعها لنحاول كتابة تجربة نجاح مقتضبة وقاصرة في خطواتها.. من الحكمة أن نتدارك الأمر ونؤسس «بيت الخبرة» يكون من مهمته كتابة سير النجاح لأمجاد الوطن، ويساهم في احتضان كل الخبرات الحياتية لكتابة منهج القيم الحياتية السامية التي لا تؤسس إلا بخبرات ناضجة صقلتها أيام الحياة. - ميدان الخير: يعتقد البعض أن ميدان الخير الذي يعمل فيه إنما هو ميدان لإبراز العضلات وتحقيق طموحات النفس الشخصية والاستغراق في الاستمتاع بملذات دنيوية زائلة.. لعمري أن هذه الفئة وإن كانت خبراتها بائنة على كافة الصعد، إلا أنها لم تكتسب ولا تمتلك المهارة الكافية لمزاولة مهمتها في ميدان الخير.. ميدان الخير له رجالاته الذين نذروا حياتهم لله سبحانه وتعالى، وأحيوا ضمائرهم في مراقبة المولى الكريم، وصفوا سرائرهم من أدران الحياة، فهم لا يلتفتون لمغارم الدنيا، ولا يأبهون بمكرماتها الزائلة وبساطها المزخرف.. لأنهم على يقين بقدرتهم على المسارعة في الخيرات وحجز مرتبتهم في جنة الله الخالدة، وإن تبعثرت خطواتهم أمام عراقيل الآخرين وعنفوان الظروف الحياتية التي لا تنتهي.. ميدان الخير تمتلكه تلك النفوس الخيرة التي تعمل من أجل بارئها، فلا تلتفت لحظوظ النفس، ولا تلتفت لافتراضات الآخرين وسهامهم المؤلمة.. ميدان له أبطاله الذين هم على ثقة بأن بركة حياتهم وأوقاتهم إنما من وراء صنيع الخير.. شعارهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء». وقول أحد السلف: «صانع المعروف لا يقع، وإن وقع وجد متكأً».
- يد الخير: هل ممن الممكن أن نصنع من كل يد «عطاء خير» في حياة الآخرين؟ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس». بهذا المفهوم النبوي الجميل والبسيط في تنفيذه، نستطيع أن نصنع رسالة سامية في المجتمع، ونمسك بأنامل الحيارى الذين لم يعرفوا بعد غايتهم من هذه الحياة، ولم يهتدوا إلى أبسط أعمال الخير في أيام حياتهم.. فخلافة الله سبحانه وتعالى في الأرض هي خلافة لها مهماتها الثقيلة التي تعجز النفوس القيام بها.. لذا فلنوجه أبصارنا إلى كل عمل خير مهما صغر حجمه حتى تستيقظ ضمائرنا «الغافلة». الرموز المبدعة: أعطوها فرصة للتغيير وللعطاء والإبداع ولصناعة جيل يتربى على قيم العطاء وحب الخير والعمل الخيري والتطوعي.. فشبابنا اليوم بحاجة ماسة إلى رموز وطنية واجتماعية مبدعة ومتقنة ومرحة ووسطية في تعاملها، تتعامل مع الشباب بروح الزمان، وتجذبهم كما تجذب الزهور الفراشات.. نحتاج إلى أن نترك فرصة التغيير أمام قامات ناضجة تحفظ كيان الخير من التآكل في ظل محافظته على النمط القديم في التعامل مع مقتضيات العصر.. نحتاج إلى أن نعطي التجارب الجديدة فرصتها في إثبات الوجود وفي تحقيق أهدافها بعيداً عن الانتقادات اللاذعة، أو تساقط الأفكار القديمة والفرضيات العتيقة.. هناك نماذج فذة تحتاج أن تعطى الثقة من أجل صالح الوطن.
- أمي وأبي: في ذكرى رحيلهما السنوية.. مازال حنانهما المتدفق في عروقي ينبض حباً وشوقاً لهما.. فهما من علماني معاني الحب والكفاح والعطاء.. اللهم ارحمهما كما ربياني صغيراً واجمعني بهما والأحباب في مستقر جنتك.
* ومضة أمل:
لا تنزعجوا عندما أقسو عليكم.. ولا تتألموا إذا شددت قبضتي على أياديكم.. فقلبي الكبير مفعم بالحب الكبير الذي يتنسم بأنفاسكم.. فأنتم رسالة حب أكتبها على جدران الأمل.. وعلى يقين بأني أخطو معكم خطوات ربانية ثابتة.. لتحقيق مرادنا لنلتقي في فردوس الجنان.