«وجاء اليوم الموعود.. ياااه كم انتظرنا هذا اليوم، وهذا القرار الذي غير وسيغير حياة أم ناضلت لسنتين من أجل أخذ حضانة أولادها، امرأة شوهت سمعتها وشرفها علناً، حرمت من أولادها ومنعت من رؤيتهم ولقائهم، بعد محاولات للتفاهم لم تنجح توجهت لرب الكون ونصرها، وتوجهت للقاضي وأنصفها بكل عدل ونزاهة، لم نشكك فيها أبداً، وأثبت أن العدل موجود والنزاهة موجودة».
ذلك ما نشر على الصفحة التي تدافع عن والدة فنانة بحرينية بعد صدور حكم قضائي في يوم الأم في 21 مارس الماضي بضم الأبناء للأم بعد صراع طويل مع طليقها وزوجته الجديدة حول مسألة حضانة الأطفال، والشكر إلى محاميتها التي ساندتها والقضاء البحريني النزيه.
أثرت القصة في الكثيرين وبات العديد متضامناً لآخر لحظة وينتظر على أحر من الجمر حكم القضاء وإنهاء فصول هذه الحكاية ليعود الأطفال إلى أمهم رغم تكرار تفاصيلها مع العديد من الأمهات المكلومات بالحزن على أبنائهن الذين حرموا من قربهم ورؤيتهم؟ ربما لأن وسائل الإعلام كانت تنقل بشكل شبه يومي تفاصيل الصراع وما يحدث.. ولربما لأن وجوه الأطفال وحراك الأم العلني كان ينقل ما لا ينقل ويحكي ما لم يحكى عبر وسائل الإعلام.. رسائل كيدية غير مباشرة لتحطيم الأم نفسياً ومعنوياً وإرغامها على الهزيمة والاستسلام للأمر الواقع وشتائم وقذف وسب وصلت إلى مس سمعتها وشرفها وتوظيف الأبناء في مشاهد وحركات استفزازية لها، رغم أن كل أم في العالم تدرك جيداً أنه محال أن تهزم أم أو يلين قلبها وتستسلم وتفقد أملها في صراعها وحربها مع أي إنسان كان على إعادة أبنائها لها لحمايتهم ولكي تتولى العناية بهم وتربيتهم.. الأم تبقى أماً بالنهاية فطرة الأمومة هي الغالبة فيها، وتلك فطرة أوجدها الله فيها لأسباب وحكم.. أي إنسان يقود حرباً مع أم في مسألة أخذ أطفالها منها للأبد ويعتقد أنها ستسكت وتستسلم هو خاسر، وعليه قبلها أن ينتزع قلبها وروحها وإحساس الأمومة منها قبل أن ينتزع أطفالها من حضنها.
على موقع «يوتيوب» هناك مقطع قديم لقطة يأخذ منها المصور صغارها في مزح، ليصور ردة فعلها.. القطة أخذت تهاجم المصور وتحاول عضه وضربه لإرجاع أطفالها لها.. لم تهدأ، وهي التي لا تقدر على مواجهة إنسان أكبر منها حجماً وأكثر قوةً، إلا حين أعاد لها صغارها.. هناك العديد من مقاطع الفيديو الأخرى التي تبين غريزة الأمومة والفطرة التي جبلت عليها كل أم.. ناقة تسير بالقرب من سيارة وضع فيها صغارها ولم تتركهم وظلت تسير معهم.. كلب ضخم جداً هاجم قطة صغيرة فهجمت عليه أمها رغم الفارق الكبير بين حجمها وحجمه وأخذت تقفز عليه محاولة خدش وجهه بأظافرها انتقاماً لكونه هاجم صغيرتها.. إوزة تضرب بمنقارها شخصاً حاول مد يده لأخذ صغارها.. أرنبة تخاطر بحياتها وتروح تكيل الضربات لأفعى لأجل إنقاذ صغارها بعد أن عادت ووجدتها قد التفت حولهم جميعاً لافتراسهم، وحتى بعد أن تركتهم وابتعدت أخذت تجري وراءها لإكمال ضربها لها! كل هذه المشاهد تبين أن هذه فطرة كونية من السماء من يعارضها أو يحاول تغييرها فعليه التفاهم أولاً مع الأم التي ستظل لآخر لحظة من حياتها تكافح وتحارب لإعادة صغارها إليها وحمايتهم بل وأخذ حقهم ممن آذاهم أو حاول ذلك..
حتى لو غيروا صورة الأم داخل الابن وشوهوا سمعتها وجعلوه يكرهها وينبذها.. يبقى حبها أكبر بكثير من تصرفات ابنها وجحوده لها.. يبقى حبها يحتوي كل التصرفات غير الواعية منه ولن يهمها إن أدرك قيمتها أو لا، المهم هي تدرك قيمتها كأم!
في الكثير من القضايا التي تهرب فيها البنت من منزلها ويحيط بها جمع من المفسدين من الناس يشجعونها على عدم العودة والانحراف ويلقنونها كما كان يلقن الأطفال ليقولوا لأمهم كلمات غير مدركين بالأصل ومستوعبين ما يفعلونه «وكأنهم منومون مغناطيسياً»، يطلب من الأم أن تستسلم وتقتنع أن ابنتها لن تعود.. في كل القضايا هذه نرى الأم لا تقتنع ولا تهدأ لأن ما يطلبونه منها قبل أن يعارضه الشرع هو يعارض فطرة الأمومة.. لا توجد أم في العالم ترى طفلها يغرق في بحر وحوله أناس يودون قتله وتتركه وتمضي، لذا فدين الله العادل والقرآن الكريم الذي يعد دستور الحياة أوجد أحكاماً وقوانين تتفهم هذه المنطقة الحمراء وتراعيها.
كانت محطات صعبة ومؤلمة حتى على من يتابع فصول القصة ويرى كيف أن الأبناء من الواضح أنهم لا حول ولا قوة لهم وأنهم متأثرون نفسياً بما يجري ويحتاجون لبيئة سليمة صحية لكي ينشؤوا ويكبروا.. وكان الأكثر وجعاً التصريحات والمواقف والتصرفات التي تحتاج لصبر أيوب وطاقة في التحمل أمام ما يتداول على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام.. مسحة الحزن كانت بادية على وجه الأم من جانب وكذلك الأطفال من جانب آخر حتى وإن أخبر بعضهم القاضي أنهم لا يودون العودة لأمهم..
كلامنا هذا لا يعني أننا نكن موقفاً سلبياً تجاه الأب وزوجته، لكن ما نشدد عليه أنها أم بالنهاية.. طلقها زوجها وتركت الزوجة ليعيش الزوج حياة جديدة مع زوجته الأخرى، ولم يكن هناك داعٍ لأن يأخذ أطفالها منها وتحرم منهم وأن يجعلوهم ضدها.
رسالتنا لابنتها: انظري من حولك في يوم الأم للأيتام والمحرومين من أمهاتهم الذين يودون لو يعود الزمن للوراء لكي يعوضوا لحظات بعدهم وانشغالهم عن أمهم.. انظري كيف أن اليتيم يتمنى لو يدفع عمره كله ثمناً ليوم واحد مع أمه ليرتوي من حنانها.. لا يوجد أحن من أمكِ حرصاً وحباً وخوفاً عليك مهما كانت هناك أم بديلة لك، ومهما طالعتِ من مغريات الحياة يبقى حضن الأم هو أمانكِ واستقرارك.. ستكبرين يوماً وتكونين مكانها وستتذكرين هذه المواقف.
ذلك ما نشر على الصفحة التي تدافع عن والدة فنانة بحرينية بعد صدور حكم قضائي في يوم الأم في 21 مارس الماضي بضم الأبناء للأم بعد صراع طويل مع طليقها وزوجته الجديدة حول مسألة حضانة الأطفال، والشكر إلى محاميتها التي ساندتها والقضاء البحريني النزيه.
أثرت القصة في الكثيرين وبات العديد متضامناً لآخر لحظة وينتظر على أحر من الجمر حكم القضاء وإنهاء فصول هذه الحكاية ليعود الأطفال إلى أمهم رغم تكرار تفاصيلها مع العديد من الأمهات المكلومات بالحزن على أبنائهن الذين حرموا من قربهم ورؤيتهم؟ ربما لأن وسائل الإعلام كانت تنقل بشكل شبه يومي تفاصيل الصراع وما يحدث.. ولربما لأن وجوه الأطفال وحراك الأم العلني كان ينقل ما لا ينقل ويحكي ما لم يحكى عبر وسائل الإعلام.. رسائل كيدية غير مباشرة لتحطيم الأم نفسياً ومعنوياً وإرغامها على الهزيمة والاستسلام للأمر الواقع وشتائم وقذف وسب وصلت إلى مس سمعتها وشرفها وتوظيف الأبناء في مشاهد وحركات استفزازية لها، رغم أن كل أم في العالم تدرك جيداً أنه محال أن تهزم أم أو يلين قلبها وتستسلم وتفقد أملها في صراعها وحربها مع أي إنسان كان على إعادة أبنائها لها لحمايتهم ولكي تتولى العناية بهم وتربيتهم.. الأم تبقى أماً بالنهاية فطرة الأمومة هي الغالبة فيها، وتلك فطرة أوجدها الله فيها لأسباب وحكم.. أي إنسان يقود حرباً مع أم في مسألة أخذ أطفالها منها للأبد ويعتقد أنها ستسكت وتستسلم هو خاسر، وعليه قبلها أن ينتزع قلبها وروحها وإحساس الأمومة منها قبل أن ينتزع أطفالها من حضنها.
على موقع «يوتيوب» هناك مقطع قديم لقطة يأخذ منها المصور صغارها في مزح، ليصور ردة فعلها.. القطة أخذت تهاجم المصور وتحاول عضه وضربه لإرجاع أطفالها لها.. لم تهدأ، وهي التي لا تقدر على مواجهة إنسان أكبر منها حجماً وأكثر قوةً، إلا حين أعاد لها صغارها.. هناك العديد من مقاطع الفيديو الأخرى التي تبين غريزة الأمومة والفطرة التي جبلت عليها كل أم.. ناقة تسير بالقرب من سيارة وضع فيها صغارها ولم تتركهم وظلت تسير معهم.. كلب ضخم جداً هاجم قطة صغيرة فهجمت عليه أمها رغم الفارق الكبير بين حجمها وحجمه وأخذت تقفز عليه محاولة خدش وجهه بأظافرها انتقاماً لكونه هاجم صغيرتها.. إوزة تضرب بمنقارها شخصاً حاول مد يده لأخذ صغارها.. أرنبة تخاطر بحياتها وتروح تكيل الضربات لأفعى لأجل إنقاذ صغارها بعد أن عادت ووجدتها قد التفت حولهم جميعاً لافتراسهم، وحتى بعد أن تركتهم وابتعدت أخذت تجري وراءها لإكمال ضربها لها! كل هذه المشاهد تبين أن هذه فطرة كونية من السماء من يعارضها أو يحاول تغييرها فعليه التفاهم أولاً مع الأم التي ستظل لآخر لحظة من حياتها تكافح وتحارب لإعادة صغارها إليها وحمايتهم بل وأخذ حقهم ممن آذاهم أو حاول ذلك..
حتى لو غيروا صورة الأم داخل الابن وشوهوا سمعتها وجعلوه يكرهها وينبذها.. يبقى حبها أكبر بكثير من تصرفات ابنها وجحوده لها.. يبقى حبها يحتوي كل التصرفات غير الواعية منه ولن يهمها إن أدرك قيمتها أو لا، المهم هي تدرك قيمتها كأم!
في الكثير من القضايا التي تهرب فيها البنت من منزلها ويحيط بها جمع من المفسدين من الناس يشجعونها على عدم العودة والانحراف ويلقنونها كما كان يلقن الأطفال ليقولوا لأمهم كلمات غير مدركين بالأصل ومستوعبين ما يفعلونه «وكأنهم منومون مغناطيسياً»، يطلب من الأم أن تستسلم وتقتنع أن ابنتها لن تعود.. في كل القضايا هذه نرى الأم لا تقتنع ولا تهدأ لأن ما يطلبونه منها قبل أن يعارضه الشرع هو يعارض فطرة الأمومة.. لا توجد أم في العالم ترى طفلها يغرق في بحر وحوله أناس يودون قتله وتتركه وتمضي، لذا فدين الله العادل والقرآن الكريم الذي يعد دستور الحياة أوجد أحكاماً وقوانين تتفهم هذه المنطقة الحمراء وتراعيها.
كانت محطات صعبة ومؤلمة حتى على من يتابع فصول القصة ويرى كيف أن الأبناء من الواضح أنهم لا حول ولا قوة لهم وأنهم متأثرون نفسياً بما يجري ويحتاجون لبيئة سليمة صحية لكي ينشؤوا ويكبروا.. وكان الأكثر وجعاً التصريحات والمواقف والتصرفات التي تحتاج لصبر أيوب وطاقة في التحمل أمام ما يتداول على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام.. مسحة الحزن كانت بادية على وجه الأم من جانب وكذلك الأطفال من جانب آخر حتى وإن أخبر بعضهم القاضي أنهم لا يودون العودة لأمهم..
كلامنا هذا لا يعني أننا نكن موقفاً سلبياً تجاه الأب وزوجته، لكن ما نشدد عليه أنها أم بالنهاية.. طلقها زوجها وتركت الزوجة ليعيش الزوج حياة جديدة مع زوجته الأخرى، ولم يكن هناك داعٍ لأن يأخذ أطفالها منها وتحرم منهم وأن يجعلوهم ضدها.
رسالتنا لابنتها: انظري من حولك في يوم الأم للأيتام والمحرومين من أمهاتهم الذين يودون لو يعود الزمن للوراء لكي يعوضوا لحظات بعدهم وانشغالهم عن أمهم.. انظري كيف أن اليتيم يتمنى لو يدفع عمره كله ثمناً ليوم واحد مع أمه ليرتوي من حنانها.. لا يوجد أحن من أمكِ حرصاً وحباً وخوفاً عليك مهما كانت هناك أم بديلة لك، ومهما طالعتِ من مغريات الحياة يبقى حضن الأم هو أمانكِ واستقرارك.. ستكبرين يوماً وتكونين مكانها وستتذكرين هذه المواقف.