«1» لاحظت المعلمة أنها خلال حلقات الذكر التي يقيمها مسجد منطقتهم أنها أكثر من يتفاعل ويشارك ويهتم بالحضور مبكراً وآخر من يغادر، كانت تكثر الحديث والجلوس مع معلمتها بعد انتهاء الحلقة ويصادف أن تفضفض لها أحياناً، تعلمت الكثير على يدها خاصة فيما يتعلق بأمور الدين.. تعلمت كيف ترتدي الحجاب وكيف تواظب على العبادات وكيف تهتم بنظافتها الشخصية وكيف تتجنب صديقات السوء.. اكتشفت المعلمة لاحقاً أن من أمامها يتيمة الأم فيما الأب تزوج بأخرى التي اشترطت أن يترك البنت في بيت جدتها، المعلمة كانت متزوجة ولم يرزقها الله بأبناء فكانت ترى من خلال هذه الدروس الدينية نافذة لتعويض ما حرمت منه من خلال الجلوس مع الفتيات الصغار والتعامل معهن وكأنهن بناتها وتوجيه النصائح ومتابعة أمورهن.
بعد سنوات طويلة صارحت الفتاة معلمتها شاكرة إياها عن كل مواقفها معها: كنت في ذلك العمر أحتاج لأم، ظننت أن الدنيا قاسية جداً علي عندما وجدت نفسي في الكثير من اللحظات وأنا بين الفتيات يتيمة الأم حتى سخركِ الله لي، عندما أتأمل كيف كنتِ تنصحيننا وتعلميننا الكثير من الأمور التي الفتيات بحاجة لتعلمها في ذلك السن أشعر بأن الله قد عوضني بكِ! لا يوجد بديل عن الأم الحقيقية بصدق ولكن عندما تشعر بأن الله منحك تعويضاً من نوع آخر فتلك مكرمة تستحق الحمد والشكر.
«2» قبل عدة أيام من حفل ليلة زفافه.. كان يفكر في من سيقف بالقرب منه يرحب بالمهنئين.. هو ليس يتيم الأب فحسب، إنما أيضاً عمه الوحيد متوفى! تفاجأ بمسؤوله الذي يعتبر أحد المسؤولين الكبار في الدولة وهو يخبره أنه سيحرص على حضور حفل زفافه بل المفاجأة أنه وقف بالقرب منه يرحب بالمهنئين إلى نهاية الوقت وكأنه تعمد في ذلك أن يوصل له رسالة غير مباشرة أنه محل والده في مثل هذه المناسبات!
«3» سخر الله لي زوجاً كما الأب الذي فقدته وأنا في سن صغيرة جداً، لقد منحني من الدلال والحب والحنان ما جعلني أنسى كل العمر الذي قضيته قبل أن أتزوج به حتى نسيت أنني يتيمة الأب.. أخذني إلى كل دولة في العالم.. علمني كيف أطور نفسي وكيف أنمي هواياتي.. كل النجاح الذي حققته في حياتي كان وراءه رجل يشجعني عليه وشعور أنني أنجز لأن هناك من يشعر بأن نجاحي من نجاحه، من الجميل أنك تشعر بأن هناك من يفتخر بك وينظر إليك بطريقة تحمل المشاعر التي يحملها إليك أمك وأبوك عندما تنجح في الدراسة، أشعر بأن الله عوضني عن كل ما قاسيته في عمري الصغير وتلك السنين العجاف التي حرمت فيها من أمور كثيرة.
«4» لا تعلم لماذا يحبونها إلى هذه الدرجة.. لماذا يحرصون في كل تجمع عائلي أن تكون موجودة ويهتمون بها.. في كل المناسبات السعيدة التي كانت تحصل لها في حياتها كانوا يقيمون لها الاحتفالات وكأنهم أفراد عائلاتها لا مجرد جيران لمنزلهم.. نشأت يتيمة الأم والأب وبلا أشقاء في منزل جدها لكنهم حرصوا أن يكونوا كما الأهل لها فكانت تقضي وقتها في منزلهم أكثر مما تقضيه في بيت جدها.. في حفل تخرجها أقاموا لها احتفالاً كبيراً وكانوا فرحين أكثر منها! تبتسم عندما تتذكر كل مواقفهم معها فتشعر بأن الله زرع حبها في قلوبهم كتعويض عما فقدته من أجواء عائلية!
«5» يتأمل حياته بطولها وعرضها.. بأيامها الجميلة والمفزعة التي كان يشعر خلالها وكأنه على متن سفينة لا يدري إلى أين تمضي به وسط أمواج بحر الحياة غير الآمنة وغير المستقرة على حال.
نشأ يتيماً في سن مبكرة جداً لكنه عندما يتأمل الأحداث التي مرت به في حياته يكتشف أنه في كل محطة من محطات حياته كان الله يسخر له من يحل محل الأب ومحل الأم.. ربته أكثر من امرأة وكان طفلاً مدللاً منحه الله القبول ليدخل قلوب الأمهات ويعتبرنه مثل ابنهم.. أيام ذلك الزمن الغابر كان من الصعب قبولك في المدرسة إلا بتسجيلك عن طريق ولي أمرك.. سخر الله له جاره الذي أخذه من يده وأدخله المدرسة وكان يحرص أيضاً على أخذه للمسجد.. عندما أصبح شاباً كان يتأمل أصدقاءه من حوله.. هذا أخذه أبيه للعمل في وظيفة يحلم بها الكثيرون وذاك ابتعثه للدراسة في الخارج، فيما هو لا يعلم ماذا يفعل فليس له أحد وشعر في لحظة ما أن حياته فارغة وضائعة حتى سخر الله له أحدهم الذي انتبه له وتوسط لتوظيفه في إحدى الوظائف الممتازة.. عندما أراد أن يتزوج لم يصدق كيف جمع له مبلغ الزواج بسهولة ويسر بل وحصل على منزل قبل أن يتم زواجه! بل حتى أبناؤه سخر الله من يعتني بهم ويربيهم وقت تواجد زوجته في عملها.. كل المحطات في حياته كان يكتشف أن الله يسخر له من خزائن خيره وتوفيقه ما يغنيه عن الحاجة للناس ويسد فراغ الأبوين في حياته!
* إحساس عابر:
- لكل يتيم نقول: لا تحزن على قضاء الله وقدره ولا تجزعك مسافة الرحلة الدنيوية التي تناظرها وأنت بلا عمود حقيقي يسندك في حياتك.. ثق أن الله اختار لك الحياة بهذه الطريقة لأن له حكمة في ذلك، والأهم أنه سيتولى أمورك ويدبرها ويسخر لك من خلقه بطريقة تعجز فيها عن شكره وحمده.
- يصادف اليوم الجمعة الذكرى السنوية ليوم اليتيم العالمي الذي يتزامن مع أول جمعة من شهر أبريل كل عام، وبهذه المناسبة نوجه تحية إلى كل المؤسسات الخيرية والاجتماعية وأصحاب الأيادي البيضاء الذين يدعمون الأيتام في كل مكان.
بعد سنوات طويلة صارحت الفتاة معلمتها شاكرة إياها عن كل مواقفها معها: كنت في ذلك العمر أحتاج لأم، ظننت أن الدنيا قاسية جداً علي عندما وجدت نفسي في الكثير من اللحظات وأنا بين الفتيات يتيمة الأم حتى سخركِ الله لي، عندما أتأمل كيف كنتِ تنصحيننا وتعلميننا الكثير من الأمور التي الفتيات بحاجة لتعلمها في ذلك السن أشعر بأن الله قد عوضني بكِ! لا يوجد بديل عن الأم الحقيقية بصدق ولكن عندما تشعر بأن الله منحك تعويضاً من نوع آخر فتلك مكرمة تستحق الحمد والشكر.
«2» قبل عدة أيام من حفل ليلة زفافه.. كان يفكر في من سيقف بالقرب منه يرحب بالمهنئين.. هو ليس يتيم الأب فحسب، إنما أيضاً عمه الوحيد متوفى! تفاجأ بمسؤوله الذي يعتبر أحد المسؤولين الكبار في الدولة وهو يخبره أنه سيحرص على حضور حفل زفافه بل المفاجأة أنه وقف بالقرب منه يرحب بالمهنئين إلى نهاية الوقت وكأنه تعمد في ذلك أن يوصل له رسالة غير مباشرة أنه محل والده في مثل هذه المناسبات!
«3» سخر الله لي زوجاً كما الأب الذي فقدته وأنا في سن صغيرة جداً، لقد منحني من الدلال والحب والحنان ما جعلني أنسى كل العمر الذي قضيته قبل أن أتزوج به حتى نسيت أنني يتيمة الأب.. أخذني إلى كل دولة في العالم.. علمني كيف أطور نفسي وكيف أنمي هواياتي.. كل النجاح الذي حققته في حياتي كان وراءه رجل يشجعني عليه وشعور أنني أنجز لأن هناك من يشعر بأن نجاحي من نجاحه، من الجميل أنك تشعر بأن هناك من يفتخر بك وينظر إليك بطريقة تحمل المشاعر التي يحملها إليك أمك وأبوك عندما تنجح في الدراسة، أشعر بأن الله عوضني عن كل ما قاسيته في عمري الصغير وتلك السنين العجاف التي حرمت فيها من أمور كثيرة.
«4» لا تعلم لماذا يحبونها إلى هذه الدرجة.. لماذا يحرصون في كل تجمع عائلي أن تكون موجودة ويهتمون بها.. في كل المناسبات السعيدة التي كانت تحصل لها في حياتها كانوا يقيمون لها الاحتفالات وكأنهم أفراد عائلاتها لا مجرد جيران لمنزلهم.. نشأت يتيمة الأم والأب وبلا أشقاء في منزل جدها لكنهم حرصوا أن يكونوا كما الأهل لها فكانت تقضي وقتها في منزلهم أكثر مما تقضيه في بيت جدها.. في حفل تخرجها أقاموا لها احتفالاً كبيراً وكانوا فرحين أكثر منها! تبتسم عندما تتذكر كل مواقفهم معها فتشعر بأن الله زرع حبها في قلوبهم كتعويض عما فقدته من أجواء عائلية!
«5» يتأمل حياته بطولها وعرضها.. بأيامها الجميلة والمفزعة التي كان يشعر خلالها وكأنه على متن سفينة لا يدري إلى أين تمضي به وسط أمواج بحر الحياة غير الآمنة وغير المستقرة على حال.
نشأ يتيماً في سن مبكرة جداً لكنه عندما يتأمل الأحداث التي مرت به في حياته يكتشف أنه في كل محطة من محطات حياته كان الله يسخر له من يحل محل الأب ومحل الأم.. ربته أكثر من امرأة وكان طفلاً مدللاً منحه الله القبول ليدخل قلوب الأمهات ويعتبرنه مثل ابنهم.. أيام ذلك الزمن الغابر كان من الصعب قبولك في المدرسة إلا بتسجيلك عن طريق ولي أمرك.. سخر الله له جاره الذي أخذه من يده وأدخله المدرسة وكان يحرص أيضاً على أخذه للمسجد.. عندما أصبح شاباً كان يتأمل أصدقاءه من حوله.. هذا أخذه أبيه للعمل في وظيفة يحلم بها الكثيرون وذاك ابتعثه للدراسة في الخارج، فيما هو لا يعلم ماذا يفعل فليس له أحد وشعر في لحظة ما أن حياته فارغة وضائعة حتى سخر الله له أحدهم الذي انتبه له وتوسط لتوظيفه في إحدى الوظائف الممتازة.. عندما أراد أن يتزوج لم يصدق كيف جمع له مبلغ الزواج بسهولة ويسر بل وحصل على منزل قبل أن يتم زواجه! بل حتى أبناؤه سخر الله من يعتني بهم ويربيهم وقت تواجد زوجته في عملها.. كل المحطات في حياته كان يكتشف أن الله يسخر له من خزائن خيره وتوفيقه ما يغنيه عن الحاجة للناس ويسد فراغ الأبوين في حياته!
* إحساس عابر:
- لكل يتيم نقول: لا تحزن على قضاء الله وقدره ولا تجزعك مسافة الرحلة الدنيوية التي تناظرها وأنت بلا عمود حقيقي يسندك في حياتك.. ثق أن الله اختار لك الحياة بهذه الطريقة لأن له حكمة في ذلك، والأهم أنه سيتولى أمورك ويدبرها ويسخر لك من خلقه بطريقة تعجز فيها عن شكره وحمده.
- يصادف اليوم الجمعة الذكرى السنوية ليوم اليتيم العالمي الذي يتزامن مع أول جمعة من شهر أبريل كل عام، وبهذه المناسبة نوجه تحية إلى كل المؤسسات الخيرية والاجتماعية وأصحاب الأيادي البيضاء الذين يدعمون الأيتام في كل مكان.